القبيضة

نشر في 16-02-2017
آخر تحديث 16-02-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي سيبك أنت من حكاية الشرف والأمانة والخوخة والرمانة وكلام المدارس، وتعال معي نركز على نفسيات القبيضة وطريقة تفكيرهم الآن.

وقبل أن أخوض في عمق المقالة، يجب أن أوضح معنى "القبيضة" لمن يقرأ المقالة من خارج الكويت... هم مجموعة من النواب، تلقوا مبالغ مالية من بعض المسؤولين آنذاك، كبيع وشراء، وبالتالي أصبحوا مملوكين لهم سياسياً.

بعض هؤلاء القبيضة يرى نفسه غير مخطئ، باعتبار أن الأموال العامة ملك للشعب، وأنه هو الشعب! باختصار. وبعضهم يرى أن ما قام به دليل فطنة، فالأموال العامة غنائم حرب، والناس في حرب إلى يوم يبعثون.

لكن المأساة هي تلك الفروقات الكبيرة بين قيمة كل واحد من هؤلاء القبيضة، فمنهم من تم شراؤه بأكثر من تسعة ملايين دينار وسبعمئة ألف دينار، ومنهم من تم شراؤه بسبعمئة ألف دينار فقط. وهنا يقفز السؤال: ما هو شعور ذي السبعمئة ألف دينار، بعد أن شاهد هذا الفارق الكبير، واكتشف أنه باع نفسه برخص التراب؟ على أن نضع في الحسبان أن بعضهم تسلم مبالغ أخرى خارج الكويت. بل إن آخرين تسلموا كذلك أموالاً طائلة هائلة على شكل عقود، أي بصورة "قانونية"، لذا لم تظهر أسماؤهم في الكشف التاريخي.

والسؤال الآخر، الذي يتبادر إلى أذهاننا، نحن لا القبيضة: كيف تم تقييم هذا القبيض، أو هذه السلعة، بمبلغ يفوق التسعة ملايين وسبعمئة ألف دينار، وتقييم ذاك بمبلغ ستة ملايين ومئتين وثمانين ألف دينار، والثالث بمبلغ ثلاثة ملايين، والرابع بمبلغ سبعة ملايين، ووو...؟ وكيف لنا أن نعرف القيمة الحقيقية التي تم شراء القبيضة بها؟

بمراجعة الأسماء، نرى أن بعضهم يمكن شراؤه بخمسة رؤوس من الغنم، وبعضهم يمكن شراؤه بقيمة سيارة مستعملة، وبعضهم، كما قال أحد الأصدقاء: لا أشتريه بدينار واحد إلا إذا كان معه كيلو كنافة.

وياااه ما أجمل ديمقراطية الكويت، التي يشرّع لنا القوانين فيها قبيض، ويُسجن الشبان ويلاحَقون لرفضهم بيع النواب وشراءهم!

back to top