حين يُثقِل الإحباط حياتنا

نشر في 16-02-2017
آخر تحديث 16-02-2017 | 00:00
No Image Caption
يعبّر كثيرون في هذا العصر عن إرهاقهم وتصيب هذه المشكلة مختلف الفئات العمرية، وعلى رأسها فئة الشباب وكثيرو الحركة!
يترافق الإحباط غالباً مع أعراض متنوعة مثل العصبية وتعكر المزاج والأرق والتعب والصداع النصفي والقلق. ويمكن أن يتّخذ أحياناً أشكالاً أكثر حدة، أبرزها قرحة المعدة واحتشاء عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم... يؤثر جهازان أساسيان في هذه التفاعلات:

• الجهاز العصبي: يؤدي تحفيزه إلى إفراز هرمونات الكاتيشولامين، من بينها

الأدرينالين. يكون هذا التفاعل سريعاً جداً وعنيفاً.

• جهاز الغدد الصماء: خلال تفاعل بطيء، يفرز هذا الجهاز الكورتيزون. يؤدي تشغيل هذين الجهازين إلى تفاعلات قلبية ووعائية وهضمية وأيضية. تتّسم المؤشرات القلبية والوعائية تحديداً بتسارع ضربات القلب وزيادة تدفق الدم.

الضغط النفسي يضعفنا

ينعكس الضغط النفسي على الآليات الدفاعية والمناعية في الجسم. تثبت الدراسات أن الأفراد المصابين بضغط نفسي شديد (بسبب وفاة الشريك أو البطالة...) يسجلون تراجعاً كبيراً في مستوى اللمفاويات في الدم، أي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة. لذا نصبح أكثر عرضة للالتهابات بسبب الضغط النفسي. حين نشعر بانزعاج، من الأسهل أن نصاب بالزكام أو الخناق أو التهاب الجيوب الأنفية. لكن إذا كنا نتمتع بالنشاط الكافي، يصعب أن نصاب بالالتهابات الفيروسية حتى لو كان الجميع مرضى من حولنا.

أعراض التعب والإحباط

• اضطرابات عضلية: أوجاع، تشنجات، رجفة، تراجع القدرة على مقاومة الجهود.

• اضطراب النوم: صعوبة في النوم، أرق، فرط النوم، نوم متقطع.

• اضطرابات فكرية: تراجع الأداء الفكري، صعوبة في التركيز، خلل في الذاكرة والانتباه.

• اضطرابات جنسية: تراجع الرغبة الجنسية أو فقدانها، تراجع النشاط الجنسي، عجز أو برود جنسي.

• اضطرابات هضمية: إسهال، إمساك، تغيّر السلوكيات الغذائية، تشنجات معوية.

• اضطراب الشخصية: تعكّر المزاج، انفعال مفرط، إحباط، مشاكل في العلاقات، عدم تحمّل الضجة، قلق، حزن، تشاؤم.

• اضطرابات جسدية: غصة في الحلق، خفقان القلب، مشاكل بصرية...

مؤشرات الإحباط الحقيقية

اضطرابات النوم أول مؤشر يدعو إلى القلق غالباً مع أنها لا تشير دوماً إلى اليأس أو الإحباط. قد يعجز الناس عن النوم بسبب تعكّر مزاجهم أو تعبهم المزمن بكل بساطة من دون أن تكون معنوياتهم منخفضة. وقد تعكس قلة الحيوية والتحفيز طبيعة المشكلة أيضاً. تتغير الشخصية في هذه الحالة وتبدو الظروف كافة صعبة ويصبح أبسط التغيرات أشبه بعوائق لا يمكن تجاوزها. ينسب الأشخاص الذين يواجهون هذا الوضع المشكلة إلى قلة النوم أو التعب المرتبط بالعمل أو ابتعاد موعد العطلة.

قد يكون تراجع المعنويات عابراً لكنه يرتبط دوماً بعامل مؤثر. عند الإصابة بالاكتئاب، يبدأ التراخي بين ليلة وضحاها. من الطبيعي في هذه الحالة أن يرغب الفرد في النوم طوال اليوم أو يفقد اهتمامه بالعمل أو بالنشاطات اليومية. كذلك يصبح متعكّر المزاج لأبسط الأسباب وتتعدد الظروف التي تجعله يفقد أعصابه. لكن رغم هذه الأعراض كلها، يصعب أن نؤكد الإصابة بالإحباط لأن جميع الناس يمرّون بمواقف مماثلة من وقت إلى آخر. لن يكون التشخيص الذاتي دقيقاً لذا يمكن استشارة أهل الاختصاص أو التحّدث إلى شخص موثوق به.

حذار من الاكتئاب الموسمي

يشتدّ هذا الاكتئاب خلال فصل الشتاء أو بين الخريف والربيع ويمكن أن يتخذ منحىً حاداً. تتشابه الأعراض وقد تصل إلى حد العجز عن إتمام النشاطات الاعتيادية. يجب ألا نخلط بين هذا الاكتئاب والإحباط البسيط الذي يظهر في الطقس السيئ ولكنه لا يمنعنا من إنهاء مهماتنا حتى لو تعكّر مزاجنا.

الاكتئاب الموسمي مرض بحد ذاته ويتأثر بتراجع ضوء النهار. يمكن معالجته بالطريقة التي يُعالَج فيها الاكتئاب غير الموسمي أو عبر المعالجة بالضوء. يبدو أن هذه الجلسات العلاجية ترفع المعنويات لكن يجب أن تكون جزءاً من علاج متكامل. إذا كانت تلك الجلسات كافية، يعني ذلك أنك مصاب بإحباط شتوي.

يمكن مواجهة الإحباط في مطلق الأحوال عبر إيجاد حلول فردية لتجاوز النوبات العابرة أو الحالات الدائمة. يساهم بعض التمارين في اكتساب عادات مفيدة: طب بديل، استرخاء، تغيير أسلوب الحياة... هذه الوسائل كلها فاعلة لتجاوز التقلبات المزاجية.

الضغط النفسي ينعكس على الآليات الدفاعية والمناعية في الجسم
back to top