عون يطالب السيسي بإطلاق مبادرة عربية لـ «محاربة الإرهاب»

• القاهرة ترسل معدات «مكافحة إرهاب» إلى لبنان
• التعديل الوزاري أمام البرلمان اليوم

نشر في 14-02-2017
آخر تحديث 14-02-2017 | 00:02
طالب الرئيس اللبناني ميشال عون نظيره المصري عبدالفتاح السيسي أمس بإطلاق مبادرة «إنقاذ عربية لمحاربة الإرهاب» خلال زيارته التي يقوم بها للقاهرة، في حين وصل التعديل الوزاري على حكومة شريف إسماعيل إلى محطته الأخيرة، إذ يصوت البرلمان اليوم على أسماء الوزراء الثمانية الجدد «حزمة واحدة»، تمهيداً لحلف اليمين أمام السيسي غداً.
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بعد اجتماع بينهما أمس في القاهرة، إلى إطلاق «مبادرة إنقاذ عربية» لمكافحة الإرهاب.

واستقبل السيسي نظيره اللبناني في مقر الرئاسة المصرية بالقاهرة، وأقيمت له مراسم استقبال رسمية، بعدها تم عقد جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، حيث تعد هذه هي زيارة عون الأولى لمصر منذ توليه الرئاسة أكتوبر 2016، منهياً شغورا في منصب رئيس الجمهورية اللبنانية، دام أكثر من عامين ونصف العام.

وعقد السيسي وعون مؤتمرا صحافيا مشتركا اقتصر على إلقاء كل منهما كلمة، من دون أخذ اسئلة من الصحافيين.

وقال الرئيس اللبناني، إن الآمال المعقودة على الدور الذي يمكن لمصر القيام به تحت قيادة الرئيس السيسي كبيرة جدا، مضيفا: «مصر الاعتدال والانفتاح والسند والعضد، ويمكنها إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب الذي يضرب في أرضنا ويستبيح أهلنا»، وأضاف أن القاهرة قادرة على إيجاد حلول سياسية للأزمات الملحة في الوطن العربي، خاصة في سورية، التي تنتشر فيها النار منذ سنوات، وألقت نتائجها حملاً كبيراً على كاهل لبنان حيث تجلت بزيادة ما يقارب 50 في المئة في عدد سكانها.

وشدد عون، على أن العنف الذي تشهده المنطقة وما يستتبعه لا يمكن أن يرسي سلاما ولا يبني مستقبلاً، بل يباعد الحلول المطلوبة ويفاقم الانقسامات ويضاعف التشرذم ويزيد من مخاطر الفوضى، لافتا إلى أن «المباحثات توقفت عند ظاهرة الإرهاب التي عانت منها مصر ولبنان، وأنه لا خلاص للبلدين من ظاهرة الإرهاب إلا بالتضامن الكامل في مواجهته، لأن الإرهاب لا يميز بين دول وشعوب وأديان، بل يتبع عقيدة القتل والتدمير، وهي عقيدة منافية لمنطق الحياة ولثروة الحضارة الإنسانية».

وأكد الرئيس اللبناني على خصوصية العلاقات التاريخية بين بلاده ومصر، والتي لم تعتريها شائبة رغم التحولات والتغيرات التي شهدتها المنطقة، موجها الدعوة للرئيس السيسي لزيارة لبنان، في حين رد الرئيس المصري بترحيبه بالدعوة مؤكداً زيارة لبنان قريباً، وأشار عون إلى أن «اللقاء مناسبة طيبة لتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف القطاعات بما يخدم المصالح المشتركة»، مطالبا بضرورة توطيد أنشطة اللجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة، وتفعيل اجتماعاتها بشكل دوري لتحقيق النتائج المرجوة.

وعن القضية الفلسطينية، قال الرئيس اللبناني: «أكدنا خلال المباحثات ضرورة تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية، بما يضمن استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة والتأكيد على حق العودة، ورفض التوطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس»، معرباً عن شكر بلاده العميق لدور مصر الريادي ووقوفها الدائم إلى جانب لبنان، ودعمه في المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدا أن البلدين يفتخران بتنوعهما الديني.

دعم ومساعدات

من جهته، قال الرئيس المصري، إن بلاده مستعدة لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية في إطار تعاون البلدين في ملف مكافحة الإرهاب.

وأضاف أن مصر سعت دائماً للحفاظ على كيان واستقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تواصلت على مدى الفترة الماضية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية، لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساساً لحل الخلافات، كما كانت مصر من أولى الدول التي رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية صُنعت في لبنان، بعيداً عن تدخل القوى الخارجية، وحافظت على «النموذج اللبناني الفريد» في التعايش بين كل طوائفه.

وشدد السيسي على أن مصر ستواصل دعمها للبنان على جميع الصعد، مضيفاً: «كلي ثقة في أن ولاية عون، ستُعزز وضع لبنان كبلد للتعددية السياسية والتنوع الثقافي... وستحفظه بعيداً عن أي محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة الصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتي تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربي خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش... إن لبنان الحر القوي المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية».

ووجه السيسي حديثه لعون قائلاً: «ستجدون منا كل الدعم في جهودكم من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومواصلة جهود البناء والتنمية»، وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي تعاني منها لبنان، والاتفاق على ضرورة وقوف الدولتين معاً ضد مخاطر الإرهاب، في حين أعرب السيسي عن «استعداد مصر لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية».

في السياق، كشف مصدر رفيع المستوى لـ»الجريدة»، أن القاهرة قررت تدريب وحدات من الجيش اللبناني، تحت إشراف القوات المسلحة المصرية، بالإضافة إلى تدريب وحدات من القوات الخاصة اللبنانية خلال الفترة المقبلة في مصر، مشيراً إلى الاتفاق المبدئي على أن تتولى مصر تأهيل وحدات من الجيش اللبناني، وكيفية مواجهة الإرهاب وتأمين الحدود اللبنانية، وأن القاهرة قررت دعم الجيش اللبناني بمعدات وأسلحة لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وأن المعدات ستصل بيروت أبريل المقبل.

التعديل في البرلمان

إلى ذلك، وبعد تأجيل متكرر ومشاورات استمرت أكثر من أربعين يوماً، قال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، حسين عيسى، إن «قائمة التعديل الوزاري، وصلت إلى البرلمان، أمس، على أن يتم طرحها على الأعضاء في الجلسة العامة للبرلمان». وأكد مصدر مسؤول أن الحكومة ستناقش مع النواب اليوم، أسماء الوزراء الجدد المرشحين لدخول الحكومة، وفقاً للدستور ليجري التصويت على الأسماء جملة واحدة، وقال المصدر، إنه من المقرر أن يصل خطاب رئيس الجمهورية إلى رئيس البرلمان ليتلوه أمام البرلمان، ومن المقرر أن يتضمن التعديل خروج نحو 8 وزراء لاسيما بالمجموعة الاقتصادية والوزارات الخدمية.

وتعد أكبر مفاجأة في التعديل خروج وزير التخطيط أشرف العربي، وترشيح وكيلة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، شيرين الشواربي للمنصب، كما تقدم رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان علي مصيلحي، باستقالته أمس، بعد ترشحه لتولي حقيبة «الاستثمار والاقتصاد»، في حين أعلن اسم المستشار أيمن عباس لتولي حقيبة الشؤون القانونية والنواب، بعدما فشلت جهود شريف إسماعيل في إقناع مجدي العجاتي في البقاء في منصبه، وتم ترشيح معوض الخولي لوزارة التعليم العالي، وترشيح أحمد أبواليزيد لحقيبة الزراعة، وهشام الشريف لوزارة التنمية المحلية، بالإضافة إلى اسم خالد العناني لوزارة الثقافة والآثار، وعمرو صدقي للسياحة.

مقتل إرهابيين

في الأثناء، قتلت قوات الأمن المصرية اثنين من العناصر «الإرهابية»، خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة بصحراء مدينة بدر بالقاهرة الجديدة، مساء أمس الأول، وبينما تعرض رجل وطفلة لإصابات جراء إطلاق أعيرة نارية وانفجار عبوة ناسفة في شمال سيناء، قال شهود عيان، إن مجموعة من الأشخاص المسلحين وزعوا بياناً منسوباً إلى «ولاية سيناء»، على أهالي سيناء أمس الأول، يتضمن تحذير الأهالي من الوجود قرب الكمائن والمقرات الأمنية.

«ولاية سيناء» توزع تحذيراً للأهالي من الوجود قرب الكمائن
back to top