البيض... هل يهدّد صحة قلبك؟

نشر في 11-02-2017
آخر تحديث 11-02-2017 | 00:00
No Image Caption
يشكّل البيض مصدراً مهماً للبروتينات، وهو من الأطعمة الأكثر حضوراً على الفطور، وفي مكونات أطباق الحلوى. ولكن هل يزيد تناول البيض حقاً خطر الإصابة بنوبة قلبية؟
إليك خلاصة القول استناداً إلى معلومات متوافرة راهناً: في معظم الحالات، لا تزيد بيضة يومياً خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو أي نوع آخر من الأمراض القلبية الوعائية. أما إن كنت تعاني الداء السكري، أو مرض القلب، أو تواجه خطراً أكبر يجعلك أكثر عرضة لداء القلب جراء عوامل أخرى (مثل التدخين)، فمن الضروري ألا تتخطى ثلاث بيضات أسبوعياً.

لكن هذه الخلاصة تتناقض مع ما سمعته من أهلي أو الأساتذة في كلية الطب. في تلك الفترة، عرفنا أن صفار البيض يحتوي على كمية كبيرة من الكولسترول، وأن معدلات النوع السيئ منه العالية في الدم تزيد خطر الإصابة بمرض قلبي وعائي. لذلك، بدا منطقياً أن نتفادى الكولسترول في نظامنا الغذائي.

إلا أن البحوث أظهرت منذ ذلك الحين أن غالبية كمية الكولسترول في جسمنا ينتجها الكبد، ولا تأتي من الكولسترول الذي نتناوله في غذائنا. وتشمل محفزات الكبد الرئيسة على إنتاج الكولسترول الدهون المشبعة والمهدرجة في غذائنا لا الكولسترول الغذائي. إلا أن البيضة الكبيرة تحتوي على نحو 1.5 غرام من الدهون المشبعة. في المقابل، أكّدت البحوث أن البيض يضمّ أيضاً كثيراً من المواد المغذية الصحية: اللوتين والزياكسانثين المفيدان للعينين، والكولين المفيد للدماغ والأعصاب، فضلاً عن فيتامينات عدة (A، B، وD). على سبيل المثال، تحتوي بيضة كبيرة على 270 وحدة دولية من الفيتامين A و41 وحدة دولية من الفيتامين D. كذلك تضمّ نحو 6 غرامات من البروتين و72 سعرة حرارية.

بيضة يومياً

تأتي الأدلة التي تشدد على أن بيضة في اليوم لا تسبب أي ضرر في معظم الحالات من دراسات كبيرة (أُجري كثير منها في كلية الطب في هارفارد) تتبعت حالة مئات آلاف الناس على مدى عقود. قدّم المشاركون تقارير منتظمة عما تناولوه والحالات الصحية كافة التي أُصيبوا بها، فلم تتوصل الدراسات إلى أي ارتفاع في معدلات الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو أمراض قلبية وعائية أخرى حتى في حالة مَن تناولوا بيضة كل يوم.

لكن هذا الأمر لا يعني ألا أهمية لما تتناوله مع البيض. على سبيل المثال، تساهم الدهون المشبعة في الزبدة، والجبن، والنقانق، والمافن، في رفع معدل الكولسترول في الدم أكثر من البيض بحد ذاته. بالإضافة إلى ذلك، تزيد «النشويات السيئة» المعالجة بإفراط في الخبز الأبيض المحمص، والمعجنات، والبطاطا المقلية على أنواعها خطر الإصابة بمرض القلب، والسكتة الدماغية، والأمراض القلبية الوعائية الأخرى.

إذاً، هل نتناول البيض بانتظام؟ اعتدت ذلك في الماضي، إلا أن البيانات الجديدة بدّلت عادتي هذه. صرت أتناول راهناً بيضتين مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، أي ما معدله أقل من بيضة يومياً. وأخفق البيض عادةً مع الخضراوات الطازجة، والأعشاب والتوابل، والفلفل الأخضر، أو الصلصة. كذلك أتناول معه الخبز المحمص المعد من الحبوب الكاملة وأستخدم السمن الطري الذي يحتوي على كمية محدودة من الدهون المشبعة والمهدرجة. تشكّل هذه وجبة لذيذة وتصنفها الأدلة الأخيرة صحية أيضاً.

دراسات كبيرة أثبتت أن بيضة في اليوم لا تسبب أي ضرر في معظم الحالات
back to top