آمال : اعتذارنا لك يا زول

نشر في 07-02-2017
آخر تحديث 07-02-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي الصورة الراسخة في أذهاننا تقول إن السوداني هو مضرب الأمثال ومثار التندر في الكسل. وباعتقادي أن سبب تكوّن هذه الصورة النمطية في أذهاننا كان نتيجةً لعدة أسباب، منها خُطب السياسيين، وأبرزهم جعفر النميري، الذي كان يخطب لساعات، وكان الشعب مجبراً على حضور خطبه، والكاميرات تتنقل بين الجمهور، فنشاهدهم نائمين، أو في حالة نعاس شديد. أضف إلى ذلك طبيعة الطقس، وذبابة تسي تسي.

ومن هنا بدأت الشعوب الخليجية تتندر على السودانيين، وتطلق النكات عليهم؛ فهنا سوداني أصيب بالشلل، فتزاحم جيرانه وأقرباؤه على بيته لتهنئته بهذا "الحظ العظيم"، فأجابهم: أخشى أن يحسدني الناس فتتعافى رجلاي، وأضطر للنهوض بعد الراحة! وغيرها مليون نكتة ونكتة عن كسل السودانيين وعشقهم اللامتناهي للنوم والراحة.

لكن الصورة الحقيقية، التي ظهرت أخيراً، تختلف اختلافاً كبيراً عما في أذهاننا. فالشعب السوداني ليس الأكسل، ولا حتى من الشعوب العشرة الأكثر كسلاً. في حين أن ثلاثة شعوب خليجية تمركزت في قائمة الشعوب العشرة الأكثر كسلاً على مستوى العالم.

ففي دراسة حديثة أجريت على 122 شعباً، قامت بها مجلة بريطانية اسمها "the lancet" تبين أن للخليجيين باعاً طويلاً وكعباً عالياً في الكسل، فالشعب السعودي هو ثالث أكسل شعب على مستوى العالم، بعد الشعب المالطي (صاحب الميدالية الذهبية في الكسل)، والشعب السوازيلاندي (صاحب الميدالية الفضية)، وجاء الشعب الكويتي في المركز السابع من حيث الكسل وقلة النشاط، بينما جاء شعب الإمارات العربية المتحدة في المركز التاسع!

ولو أن الشعب الذي يتندر على السودانيين شعبٌ عُرف عنه النشاط والحيوية، ما كنا اندهشنا، لكن المصيبة أن الشعوب التي سجلت أرقاماً عالمية في الكسل هي الأكثر ضحكاً وتندراً على كسل السودانيين! دنيا عجيبة يا زول.

back to top