سقوط فيون لا يعني الفوز المؤكد للوبان

نشر في 06-02-2017
آخر تحديث 06-02-2017 | 00:05
 نيو ستاتسمان كان أسبوعاً جنونياً في عالم السياسة في فرنسا، إذ كشفت صحيفة Le Canard Enchaîné قبل أيام أن زوجة فرانسوا فيون، بينيلوب، وُظِّفت كمساعدة برلمانية بين عامَي 2005 و2007، علماً أنه ما من أثر لهذه الوظيفة، مع أنها تقاضت لقاءها 830 ألف يورو، وأظهرت التحقيقات الإعلامية الإضافية أن فيون دفع أيضاً لأولاده، الذين كانوا لايزالون طلاباً، نحو 84 ألف يورو طوال سنتين لقاء عملهم كمساعدين له.

كذلك يُشتبه في أن تكون بينيلوب تقاضت 100 ألف يورو مقابل عمل استشاري أدبي وهمي في مجلة يملكها أحد أصدقاء زوجها، في موازاة شكوك أخرى حول تورط فيون نفسه في عملية اختلاس حين كان سيناتوراً، ويفيد موقع Mediapart بأن فيون لم يصرّح عن مكاسبه كمستشار بارز في شركة Ricol Lasteyrie (بقيمة 200 ألف يورو على مدى 4 سنوات)، ونتيجة لذلك، فتشت الشرطة مكتب فيون في البرلمان، وفتحت تحقيقاً أولياً في المسألة.

تعهد فيون على التلفزيون الوطني بالانسحاب من السباق إذا اتخذ هذا التحقيق طابعاً رسمياً، ولكن حتى إذا أُقفل التحقيق أو قرر فيون الهرب، فقد فشلت حملته.

لا شك أن هذا خبر جيد بالنسبة إلى مارين لوبان، إلا أنها لن تجني مكاسب كبيرة من مشاكل فيون، الذي يُعتبر برنامجه أكثر ميلاً إلى اليمين من أي مرشح جمهوري آخر نافسه في الانتخابات الأولية، لذلك من المفترض أن تكون نسبة الأصوات التي قد تنالها لوبان كبيرة من الناحية النظرية، ولكن من المستبعد أن تصب أغلبية العشرين في المئة من الأصوات، التي أشارت استطلاعات الرأي إلى أنها ستذهب إلى فيون قبل فضيحة بينيلوب، في مصلحة لوبان، حتى لو انسحب ليترشح مكانه يميني أكثر اعتدالاً.

حتى في السيناريو البعيد الاحتمال، الذي يفترض أن تذهب أصوات داعمي فيون بأعداد كبيرة لمصلحة لوبان، لن تحقق غالبية الخمسين في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، لكن "الجبهة الوطنية" (وهي تقليد فرنسي تتحد فيه الأحزاب السياسية لدعم المرشح الذي ينافس اليمين المتطرف) ستنتصر في الدورة الثانية، غير أن هذا الانتصار لن يكون بنسبة الثمانين في المئة من الأصوات المذهلة التي أدت إلى فوز جاك شيراك عام 2002، حين سادت حالة من الترقب في فرنسا بعد انتقال والد مارين، جان ماري، إلى الدورة الثانية.

بين فضيحة فيون وانتصار اليساري هامون في الانتخابات الاشتراكية الأولية، يُمهَّد الطريق أمام أحد المرشحين، لكن هذا المرشح ليس لوبان، بل الوافد الجديد الليبرالي الوسطي المثالي ماكرون، فعلى ما يبدو، يزداد احتمال أن تُضطر لوبان إلى مواجهة هذا المرشح في الجولة الثانية في السابع من مايو.

بعيد فوز هامون وقبيل الكشف عن مبالغ المال الكبيرة في فضيحة بينيلوب (أي قبل أن تبدأ شعبية فيون بالتراجع)، احتل إيمانويل ماكرون المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي بعد فيون.

ويقدم استطلاع رأي جديد سيناريوهين للجولة الأولى (مع الوسطي فرانسوا بايرو الذي لم يعلن بعد ترشحه وبدونه)، ويضع ماكرون أمام فيون للمرة الأولى.

صحيح أن شعبية هانون تنمو بقوة، إلا أن هذه الزيادة تعود إلى أصوات ميلونشون اليساري المتطرف لا إلى الوسط، وقد يقرر جمهوريو فيون تبديل مرشحهم في اللحظة الأخيرة، إذا انسحب الأخير من السباق؛ ومع أن منافسه الأبرز جوبيه أعلن أنه لن يستعيد زخمه في مرحلة متقدمة من السباق، غير أن بعض الشخصيات البارزة تعرب راهناً ميلها إلى الترشح. رغم ذلك سيواجه أي جمهوري يترشح في اللحظات الأخيرة صعوبة في تحقيق تقدم خلال الثمانين يوماً المتبقية، فضلاً عن أنه لن يحظى بالشرعية الديمقراطية التي تمنحها الانتخابات الأولية للمرشحين.

قد يجذب برنامج لوبان بعض الأصوات اليمينية المتطرفة من داعمي فيون، لكن الشرخ يزيد في اليمين واليسار على حد سواء، وفي ظل غياب مرشح وسطي يستقطب هذه الأصوات، سيحقق إيمانويل ماكرون انتصاراً كبيراً، في وقت تشير بعض التقارير إلى أن لوبان توليه اهتماماً متزايداً، ولا شك أن مخاوفها منه محقة.

* بولين بوك | Pauline Bock

back to top