حبر وورق

نشر في 28-01-2017
آخر تحديث 28-01-2017 | 00:04
No Image Caption
ثلاثة أثواب مختلفة في عرض واحد

(ربما تكون آلام الحياة هي العثرات التي تصيبنا، ولكن إذا استطعنا تجاوزها فسوف نجد في النهاية أرضاً مستوية).

الصديق مصدره بذرة، ومع الأيام تنمو هذه البذرة لتصبح شجرة قوية صلبة، تتحدى الرياح والعواصف، ولكنها لا تتحدى إنساناً جاهلاً يقطعها، وقد قطع كمال نور هذه الشجرة ووضع العتمة داخل أوراقها الحزينة. لقد خدعني باسم الصداقة وأحضرني إلى سريلانكا، وسلمني إلى رجل عجوز يدعى مانوج، وغادرني مسرعاً من دون أن أعرف سبباً لهذا الاختطاف. هي مغامرة منه أن يخطفني، ويخدعني بكلامه المعسول عن وجود ما أبحث عنه في هذا البلد، تلك هي قمة الغباء أن أستسلم لكمال وأن أذهب مع مانوج إلى المجهول دون مقاومة تذكر.

هل استخدم الجن في تحويلي من شخص متمرد إلى شخص مقاد؟ وكأنه سلّط ملك الجان شمهورش ليشل تفكيري ويخدر أعصابـي. أصابتني حالة من السوداء انقبضت لها نفسي انقباضاً شديداً، ولا أعرف لها حلاًّ سوى المضي في هذا الطريق المثقل بالغيوم الداكنة.

كانت العثرات في الماضي وفي الحاضر تحيط بحياتي من كل جانب ومع ذلك مضيت فيها، لا أقول قوياً، بل مصطنعاً وسطحياً. فما بالي الآن أستسلم لهذا العجوز وأسير خلفه وكأني خروف يُقاد إلى الذبح ويستغيث منادياً المساعدة مع علمه بأنه سيُضحّى به.

طلب مني مانوج أن أركب خلفه في مركبة (التكتوك) وهي مركبة نارية ذات ثلاث عجلات تُستخدم في سريلانكا بكثرة كوسيلة للانتقال، وتتسع لراكبين في المقعد الخلفي بالإضافة إلى السائق الذي يجلس في المقدمة. طوال الطريق كنت أدمدم بأسماء وشتائم بالعربية يندى لها الجبين.

لم أحفل بكل ما حولي من أرض وسماء وهواء وشواطئ على طول ساحل هذه المدينة، لقد اختلطت خضرة أشجار جوز الهند وأشجار الأبنوس والساج الكبير، لتصبح ناراً تنفث مساحات ضيقة في عقلي، تشكو، تتألم، وتطلب فجراً جديداً يخرجني من هذه العتمة المرعبة.

نطق مانوج بعد فترة من الصمت شارحاً عن مدينته:

- سريلانكا دولة ذات إرث حضاري يمتد عبر ثلاثة آلاف سنة، تمكّنت بفضل موقعها الاستراتيجي أن تكون ملتقى للطرق البحرية الرئيسة. ثم احتلت البرتغال وهولندا أجزاء منها قبل أن تسيطر الإمبراطورية البريطانية على البلد بأكمله. فناضل شعبها لأجل الاستقلال ونجحنا في التحرر بسبب إيماننا بقضيتنا.

أومأت برأسي إيجاباً في يأس، وأنا أكاد أبكي من شدة الألم الذي أصابني على غفلة، ثم قلت بصوت مرتفع مليء بالغضب:

- هل أنت مرشد سياحي أم خاطف؟ العجيب أنكم شعب مناضل، وتفتخرون بذلك، والمناضل إنسان شريف وشهم ومستقيم، فلماذا وافقت على بقائي هنا محتجزاً، ومغصوباً على واقع أرفض تقبله؟!

هز رأسه بصرامة، وهو يقول:

- قمة السعادة في عقل الإنسان ألاّ تحكم على أحد قبل أن تعيش معه وتأكل من لقمته.

أجبته بغلظة:

- ولن آكل منها مهما حصل، لقد فقدت هوية المناضل يا مانوج، وربما خدعك كمال بالمال، وجعلك تحيا في خطر، وتجازف بأمور لا تأمن عواقبها.

نظر إليّ مانوج نظرة خاوية، وبلا أي انفعالات تقريباً وقال:

- الرحلة التي ستقوم بها صعبة، ولكنها تستحق التضحية بحياتك لأجلها، وحالما تتعود عليها سيصيبك فرح لذيذ ينسيك كل ما مر عليك من صعاب.

(يا له من عجوز مخرف، أي فرح هذا... هذه الرحلة ستصيبني برعب وكوابيس متواصلة).

في هذه اللحظة أردت القفز من هذه المركبة والهروب إلى أقرب مركز للشرطة للإبلاغ عن هذا الخاطف المجنون... فتحت الباب قليلاً، ورأيت مانوج يراقبني بمرآته الصغيرة. هدّأ من سرعته قليلاً، وسألني سؤالاً غريباً:

- هل يسمح لكم دينكم بالانتحار؟

رددت بذعر واضح:

- لا، فالانتحار في الإسلام يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، وفاعله متوعد بالخلود في النار.

- ونحن أيضاً في ديانتنا الانتحار شيء محرم ومكروه، والغريب أن بعض الأشخاص يفقدون الصبر ويجزعون منه ويستسلمون لوسواس الشيطان وينتحرون بأساليب أخرى كممارسة المحرمات والاستهتار بحياتهم والاستسلام لليأس والكآبة والأحزان.

التقطت نفساً عميقاً لأستعيد بعضاً من هدوئي وقلت بزفرة ضيق واضحة في ملامحي:

- أريد العودة إلى السعودية الآن.

أجابني بخشونة وباقتضاب مستفز:

- ست سمكات تصيدها وبعد ذلك أعطيك جوازك السعودي لتعود إلى بلدك.

لم أقتنع بكلامه فملت نحوه، أقول بصرامة:

- لم أفهم معنى هذا الاختطاف السخيف؟! وكل ذلك لأجل ست سمكات!

ردّ مانوج عليّ:

- إنه طلب كمال لإطلاق سراحك.

- كمال إنسان مريض نفسياً ويحتاج إلى رعاية طبية وصحية.

أطلق مانوج ضحكة مستفزة، وقال مبتسماً:

- إنه أعقل إنسان في هذا العالم.

التفت إليه بحركة حادة وقلت بارتباك واضح:

- سأذهب إلى السفارة السعودية وأخبرهم كيف تم احتجازي غصباً عني. إنك مشترك في خطفي وعقوبتك ستكون شديدة.

صمت مانوج للحظات يفكر في كلامي وقال بهدوء:

- لن تستطيع الحراك لأنك ممتلئ بالألم. يمكنك أن تحاول وستفشل فشلاً ذريعاً.

شعرت في أعماقي بخوف شديد، جعلني أعاود استعطافه مرة أخرى فقلت بشيء من العصبية:

- أولادي، أهلي، وطني... أرجوك... سأعطيك ضعف المال الذي أعطاك إياه كمال لبقائي قسراً هنا.

فوجئت بسحنته تنقلب على نحو مخيف، وهو يقول بلهجة حادة:

- لو دفعت كل ما تملك، لن أقبل بهذا العرض، وأيضاً لن تجد شخصاً واحداً في هذه المدينة يقبل بأخذك إلى أي مكان دون إذني.

تطلعت إليه بدهشة كبيرة، عندما نطق الجزء الأخير من عبارته وسألته باستنكار:

- ما الذي يعنيه هذا بالضبط ومن أنت لتحكم مدينة بأكملها؟!

أجابني ببرود:

- مزارع بسيط، ولكن مع الأيام ستعرف من أنا.

صرخت بأعلى صوتي:

- أنت إنسان غير متحضر، همجي، قرصان، إرهابـي... أنت أسوأ شخص مرّ عليّ في حياتي.

قاطعني ساخراً:

- يبدو أن أعصابك متعبة. معي أو من دوني، ينبغي توقع الأسوأ. لقد تماديت بكلامك، ولا داعي للشتائم أو التحدث بأسلوب غير حضاري... اهدأ الآن ولا تتلفظ بمثل هذا الكلام.

هززت رأسي بعصبية واضحة دون أن أتحدث وكأني موافق على اقتراحه، وأحسست بأعراض الاكتئاب تعود إليّ بقوة. إنني أحتاج بشدة إلى أدويتي الخاصة بالاكتئاب والتي لم تسنح لي الفرصة لتناولها، أحتاج إلى أدويتي من الكلوميرامين والديسيرامين التي وصفها لي الطبيب، وإذا لم أتناول هذه الحبوب ستعود لي الرغبة في التخلص من حياتي... يا له من عجوز جاهل لا يعلم أدنى قواعد الطب النفسي... إنه قاتلي وسيجعلني أقع في نوبة من نوبات الاكتئاب الكبرى.

في ثوانٍ فقدت التركيز، وأصبحت طاقتي منعدمة، ولم أستطع أن أجادل، وراودني شعور بالحزن والضيق واليأس.

وصلنا إلى كوخ مانوج، وهو كوخ قديم ممتلئ بالأثاث البسيط؛ مرتبة قديمة، ومقاعد مهترئة مصنوعة من القش، وسجادة صغيرة، ورف لكتب متنوعة بالإنكليزية والسريلانكية، ومرآة بالكاد أشاهد انعكاسها.

طلب مانوج مني أن أرتدي ملابس الصيد، ورمى أمامي بقطعة قماش بيضاء وطاقية من الخوص وطلب مني ارتداءهما، وغادر دون أن يضيف كلمة واحدة.

اندفعت خلفه وأنا أصرخ بعصبية واضحة:

- هل سأذهب وحدي إلى مكان الصيد؟!

قال مانوج مستنكراً:

- سأنتظرك في الخارج حتى تنتهي من ارتداء ملابسك ونذهب معاً.

خلعت جميع ملابسي المستوردة من بنطال جينز أميركي وقميص قطني صيني، ولبست هذه القطعة البيضاء من القماش ولففتها حول عورتي، ووضعت هذه الطاقية على رأسي وأنا مستغرب من مجاراتي هذا الرجل العجوز.

المغتربون

أواخر شهر أيلول عام 1970، قبيل تسلُّم وظيفتي في «نوريتش» انطلقت بالسيارة إلى «هينغام» بصحبة كلارا، بحثاً عن مكان نسكنه. امتدت الطريق مسافة 25 كم تقريباً وسط الحقول وأسيجة من الأشجار، تحت أشجار البلوط المنتشرة، مروراً ببعض الضِّياع المتناثرة، إلى أن تبدَّت «هينغام» أخيراً، بجمالوناتها غير المتماثلة وبرج الكنيسة وقمم الأشجار التي لا تكاد تعلو عن الأرض المنبسطة. كانت ساحة السّوق الفسيحة موحشة تصطَّف فيها واجهات واجمةٌ، لكن مع ذلك وجدنا المنزل الذي وصفه لنا سماسرة العقارات سريعاً. أحد أكبر منازل القرية، يقع عند شارع فرعي هادئ بالقرب من الكنيسة بمقربتها المكسوّة بالعشب وأشجار الصنوبر الأسكتلندي وشجر الطقسوس. كان المنزل مخفياً خلف جدار بارتفاع مترين وجنباتٍ كثيفة من الإيلكس والغار البرتغالي. سرنا على الدّرب الخاص الفسيح المنحدر قليلاً وعبرنا الساحة الأمامية الممهّدة بالحصى. إلى اليمين، وراء الإسطبلات والمباني، تسامقت عدة شجرات من شجر الزَّان نحو سماء الخريف الصَّافية، كانت مستعمرة توالد غربان الروك فيها مهجورة في ذلك الوقت المبكّر من الأصيل، وحدها كتل الأعشاش المعتمة في ظلّة أوراق الشجر اضطربت بين فينة وأخرى. كان نبات فرجينيا المتسلّق يغطى واجهة المنزل الكبير النيو-كالسيكي. والباب مطلي باللون الأسود وعليه مقرعة نحاسية لها شكل سمكة. طرقنا عدة مرات، إلا أنه ما من علامة حياة داخل المنزل. تراجعنا قليلاً. تلألأت النوافذ ذات الإطارين المنزلقين حاجبةً الرؤية، كل إطار مقسّـم إلى اثني عشر لوحاً زجاجياً، يظهر أنها مصنوعة من زجاج عاكس قاتم. المنزل يعطي انطباعاً بأنه غير آهل بالسكان. وتذكرت القصر في مقاطعة الشارانت من إنغوليم الذي زرته سابقاً. شيَّد أمامه أخوان مجنونان – واحدٌ برلمانيّ، والآخر معماريّ - نسخة مطابقة لواجهة قصر فرساي، تقليد لا معنى له على الإطلاق، ولو أنه يترك أثراً قوياً من بعيد. كانت نوافذ ذلك المنزل تلمع مبهرة العين تماماً كتلك التي للمنزل الذي كنا واقفين أمامه الآن. لا شك أننا كنا سنعود بخفيّ حُنين لو لم نستجمع شجاعتنا، متبادلين واحدة من تلك اللمحات الخاطفة، لنلقي على الأقل نظرة على الحديقة. سرنا باحتراس حول المنزل. على الجانب الشمالي، حيث كان القرميد مخضراً بالثداوة وباللبلاب الموشّى الذي غطى الجدران تقريباً، يوجد ممر مكسو بالطحلب يحاذي مدخل الخدم وسقيفة الحطب. من خلال ظلال عميقة، تنكشف، كما لو عند منصّة على مصطبة ذات درابزين حجري، تطلّ على مرجةٍ فسيحة تربيعية الشكل تحيط بها أحواض الزهور وشجيرات وأشجار. إلى الغرب وراء المرج، انكشفت الساحات على مشاهد رحبةٍ تتناثر فيها فرادى أشجار الزيزفون والدردار وبلوط الزينة. ووراء ذلك امتدت تموّجات الأرض الزراعية الرقيقة وجبال من السحب البيضاء نحو الأفق.

حدّقنا بصمت إلى هذا المشهد الذي يجذب العين نحو البعيد وهو يهبط ويعلو بالتدريج. نظرنا لوقت طويل، وفي ظننا أننا بمفردنا تماماً، إلى أن لاحظنا هيئة ساكنة مستلقية في ظل رمته على المرج أرزةٌ باسقة في زاوية الحديقة الجنوب-غربية.

كان رجل مسن يوسِّد رأسه بذراعه، وقد بدا مستغرقاً تماماً في تأمل رقعة الأرض الواقعة أمام عينيه مباشرة. خطونا بخفة رائعة على العشب وعبرنا المرج باتجاهه. ما إن كدنا نصل إليه حتى لمحنا فنهض محرجاً إلى حد ما. مع أنه كان طويل القامة وعريض المنكبين، إلا أنه بدا ممتلئ الجسم تماماً، بل قصيراً، ربما مردُّ هذا الانطباع يعود إلى طريقته في النظر، خافض الرأس، من فوق قمة نظارة القراءة الذهبية الإطار. عادةٌ منحته مظهراً مطأطئاً يكاد يكون توسّلياً. كان شعره الأبيض مسرَّحاً إلى الخلف، لكن ظل بعض الخصل الطائشة يسقط على جبهته العالية اللافتة. قال معتذراً عن ذهوله: «كنت أعدُّ أنصال العشب. إنها طريقتي فى تزجية الوقت. أخشى أنها مزعجة إلى حد ما». ردَّ إلى الخلف إحدى خصلات شعره الشائبة. بدت حركاته خرقاء ومتّزنة في آن، وكانت هناك كياسة مماثلة بأسلوب لم يعد معمولاً به منذ زمن بعيد، في طريقة تقديمه نفسه على أنه الطبيب هنري سلوين. تابع مستأنفاً كلامه، إننا لا شك أتينا من أجل الشَّقة. بقدر ما أمكنه القول إنه لم يتم تأجيرها بعد، لكن علينا انتظار عودة السيدة سلوين بما أنها المالكة وحسبه أنه يعيش في الحديقة، أشبه بناسك للزينة. تجوَّلنا أثناء المحادثة التي تبعت هذه الملحوظات الافتتاحية، على طول الدرابزين الحديد الذي يفصل الحديقة عن المتنزّه المفتوح. توقفنا موقتاً. كانت ثلاثة خيول رمادية ثقيلة الخطو تدور حول خميلة صغيرة من شجر جار الماء، تصهل وتطوّح تربة المرج في خببها. وقفت إلى جانبنا مترقّبة، قدم لها الدكتور سلوين الطّعام من جيب سرواله، ملاطفاّ خطومها فيما هو يفعل ذلك. لقد أحلتها على التقاعد، قال. اشتريتها العام الماضي من مزاد لقاء مبلغ صغير. وإلا كانوا بلا شك سيذهبون بها رأساً نحو حظيرة تاجر الحيوانات. أدعوها: هيرتشل، همفري، وهيبوليتس. لا أعرف شيئاً عن حياتها السابقة، لكن عندما اشتريتها كانت في حالة مزرية. كانت جلودها موبوءة بالقمل، وعيونها كليلة، وحوافرها متشقّقة تماماً من طول الوقوف في حقل رطب. لكن الآن، قال الدكتور سلوين، تماثلت للشفاء إلى حد ما، وربما لا يزال أمامها عام تقريباً. بذلك ودّع الأحصنة التي كان ولعه بها بيّناً، وتجوّل معنا نحو الأجزاء الأبعد من الحديقة، متوقفاً بين الحين والآخر، وقد أصبح أكثر صراحة وتفصيلاً في حديثه. عبر شجيرات على جانب المرج الجنوبي، أفضى درب إلى ممشى تصطف فيه أشجار البندق، حيث كانت سناجب رمادية تتشافى في ظلال الأغصان العُلوية.

كانت أصداف البندق الفارغة مبعثرة بكثافة على الأرض، وزعفران الخريف استولى على الضوء الواهن المتغلغل في الأوراق اليابسة التي تحدث حفيفاً. أفضى ممشى أشجار البندق إلى ملعب للتنس يحدُّه جدار قرميديّ مبيّض. قال الدكتور سلوين: كان التنس شغفي العظيم. لكن الملعب الآن بحاجة إلى ترميم، مثله مثل كثير من الأشياء الأخرى هنا. إنها ليست مجرد حديقة مطبخ، تابع مشيراً إلى البيوت الزجاجية الفيكتورية الطراز المتداعية والتعريشات المفرطة في النمو، تلك التي تبدو على الرمق الأخير بعد سنوات من الإهمال.

قال إنه أحسَّ على نحو متزايد بأن الطبيعة نفسها كانت تتأوّه وترزح تحت وطأة ما أثقلنا به عليها. حقاً، كانت الحديقة معدة في الأصل لتسدّ حاجات أسرة كبيرة، وبالفعل وفّرت للمائدة الفاكهة والخضار على مدار السنة، بواسطة المهارة والدأب، ولا تزال رغم الإهمال تعطي الكثير.

back to top