إلى متى وحرياتنا ضائعة

نشر في 07-05-2011
آخر تحديث 07-05-2011 | 00:00
 عادل عبدالله القناعي عشنا ومازلنا نعيش على مبدأ أن كرامتنا هي فوق كل اعتبار، وعزة نفسنا هي طريقنا لنيل مطالبنا، فكنا ومازلنا نؤمن بتلك القيم التي تعلمناها من آبائنا وأجدادنا، قيم راسخة فينا منذ القدم، فمنذ دخولنا إلى المدارس تعلمنا فيها معنى الاحترام وتبادل الآراء والصدق والشفافية في الطرح والحرية والديمقراطية والعروبة والعزة.

ووبعد تخرجنا عملنا في وزارات الدولة المختلفة، فكان هدفنا ومسارنا ونهجنا في هذه الدنيا هو ما نشأنا عليه من قيم، لكننا رأينا العجب في الدهاليز الحكومية، فما نراه ونسمعه في تسيير أمورنا الحياتية والدنيوية من ظلم وانتهاكات ورشاوى متفرقة لبعض القياديين والمواطنين في بعض وزارات الدولة المختلفة يشيب له الرأس.

ولكن للأسف في زماننا هذا نرى الإنسان يُظلم بدون رحمة أو إنسانية، ونرى القهر والتفرقة من القياديين في معظم وزارات الدولة المختلفة، ونرى الفتن الطائفية تغزوا وزاراتنا كأنها أعاصير هائجة، ونرى التذمر و»الواسطات تعشش» فيها، ونرى الكثير من التخبطات التي يفعلها الجبناء من القياديين في معظم وزارات الدولة.

ترى هل هذه هي الكويت التي كنا ومازلنا نؤمن بأنها هي جوهرة الخليج العربي، وأنها هي ملاذ كل العرب الأوفياء، وأنها هي دولة الحريات والديمقراطيات، وأنها هي تكفل للجميع الحق وبسواسية وبدون تدخل من الأغبياء، وأنها هي منبع الرحمة وإعطاء كل ذي حق حقه، أم ماذا؟

فالخلل واضح ومعروف ولا يحتاج إلى تفكير عميق لمعرفته، إنه عدم الاختيار الموفق أو الاختيار العشوائي المبني على المصالح للوزراء والقياديين في جميع وزارات الدولة المختلفة، فباعتقادي أن حكومتنا تختار على البركة، وبدون دراسة مسبقة، وكأنها مرغمة أو مضغوطة، فهي لا تعرف نتائج هذا الاختيار على كل مواطني دولة الكويت، وهو بحد ذاته يسبب التراجع والتدهور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمجتمعنا.

فيجب على حكومتنا أن تراعي الدستور والقوانين في الاختيار، وألا تتعدى على أحد، وألا تفقد بصيرتها عند تجديدها لبعض الوزراء والقياديين من وكلاء أو وكلاء مساعدين الذين يتم التجديد لهم، وهي تعرف أنهم جهلاء بل جبناء في قول الحق، وتعساء في العمل، ولا أعرف سبب سكوتها عن هذا الشيء المخزي؟ هل هو مصالح أم فشل؟ فلا نعرف إلى أين يأخذنا هذا التشرذم العشوائي في المستقبل القريب؟

إذن على حكومتنا أن تعي وتحسن اختيارها؛ لأننا في المقام الأول مواطنوها، وعلينا حق في محاسبة المقصرين والمتسلقين سلم الوزارات، ومحاكمة كل من يتعدى علينا في كراماتنا، وعليها أن تعلم أن لنا كيانا مستقلا، نحن فخورون به، ومنهجنا هو حريتنا وعروبتنا التي تجري في دمائنا، وكتابنا مفتوح للكل ومكفول للجميع، وذلك حتى لا تضيع حقوقنا، وألا يكبر أطفالنا وحرياتهم ضائعة.

back to top