إدارة ترامب تهادن «الأطلسي» و«الكونغرس» يثبت مدير الـ«CIA»

نشر في 25-01-2017
آخر تحديث 25-01-2017 | 00:03
ترامب واضعاً ذراعه حول زعيم الأغلبية في الكونغرس الجمهوري ميتش ماكونيل خلال حفل استقبال لقادة ديمقراطيين وجمهوريين في البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
ترامب واضعاً ذراعه حول زعيم الأغلبية في الكونغرس الجمهوري ميتش ماكونيل خلال حفل استقبال لقادة ديمقراطيين وجمهوريين في البيت الأبيض أمس الأول (رويترز)
يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتحت صفحة جديدة مع حلف شمال الأطلسي، بعد أن تعهد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بدعم «الناتو»، وفي شأن التعيينات، ثبت الكونغرس مايك بومبيو في منصب مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA).
تعهد وزير الدفاع الأميركي الجديد جيمس ماتيس في اليوم الأول له بعد توليه منصبه، بدعم حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ، أكد خلاله أهمية هذا التحالف العسكري، رغم تأكيدات الرئيس دونالد ترمب في الأيام السابقة أنه تحالف "عفا عليه الزمن".

كما أكد ماتيس لنظيره البريطاني، أمس الأول، أن واشنطن لديها التزام ثابت حيال الحلف. وخلال اتصال هاتفي مع مايكل فالون وفي أول يوم له في منصبه، أكد ماتيس "التزام الولايات المتحدة الثابت حيال الحلف"، بحسب ما أعلن المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس في بيان.

وشدد ماتيس على أن "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستتمتعان دائما بعلاقة وثيقة وفريدة، تنعكس في علاقاتنا الدفاعية، التي هي حجر الأساس لأمن الولايات المتحدة"، وفقاً للمتحدث باسمه.

وقبل تنصيبه، قال ترامب لصحيفتين أوروبيتين، إنه حذر منذ فترة طويلة من أن حلف شمال الأطلسي "لديه مشاكل".

وأضاف: "وبالدرجة الثانية، فإن الدول الأعضاء في الحلف لا تدفع ما يتوجب عليها".

وأوضح الرئيس الأميركي في خطاب تنصيبه الجمعة أن الولايات المتحدة "مولت جيوش بلدان أخرى".

البيت الأبيض يغضب المتحدثين بالإسبانية

وسط اتهامات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يميل إلى الأميركيين البيض على حساب الأقليات، حجب موقع البيت الأبيض اللغة الإسبانية من موقعه.

ويعيش في الولايات المتحدة 56.6 مليون شخص من أصل لاتيني يشكلون 17.6 في المئة من السكان، وبالتالي أكبر أقلية اتنية وفق المكتب الأميركي للاحصاء. ويتحدث نحو 40 مليون شخص الإسبانية في المنازل.

ولم ينشر البيت الأبيض توضيحات بهذا الشأن، ولم يعرف إن كان سيتم توفير نسخة جديدة من الموقع على الإنترنت.

وأعرب وزير الخارجية الإسباني الفونسو داستيس، أمس الأول، عن أسفه لإغلاق موقع البيت الأبيض باللغة الإسبانية، بعد تنصيب دونالد ترامب رئيساً.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي في برشلونة على هامش منتدى دول البحر المتوسط "نأسف لإلغاء النسخة الإسبانية من الموقع. لا يبدو لنا الأمر فكرة جيدة".

وقال الوزير "نظراً لوجود 52 مليون شخص يتحدثون الإسبانية في بلاده، ليس من الصواب التخلي عن وسيلة التواصل هذه".

التعيينات

وفي شأن التعيينات، وافق مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الأول، على تعيين النائب مايك بومبيو لمنصب مدير وكالة المخابرات المركزية "CIA" بعد تأجيل يرتبط بمخاوف بعض المشرعين من أن ذلك التعيين قد يوَسِع المراقبة أو يسمح باستخدام أساليب استجواب معينة اعتُبرت على نطاق واسع من أساليب التعذيب.

وصوَت 66 عضواً لمصلحة بومبيو بينما صوت 32 عضواً ضده. وجاءت كل المعارضة تقريباً من الديمقراطيين.

وقالت نائبة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الديمقراطية دايان فاينستين، إن بومبيو "تعهد احترام القانون في ما يتعلق بالتعذيب ووعد بتقديم تحليل موضوعي لمدى احترام إيران للاتفاق النووي".

في الوقت نفسه، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس على تعيين ريكس تيلرسون الرئيس السابق لمجموعة "اكسون-موبيل" النفطية، وزيراً للخارجية.

ويفترض أن يصوت أعضاء المجلس على هذا التعيين في موعد لم يحدد بعد. وصوتت اللجنة بـ11 صوتاً مقابل عشرة أصوات في اقتراع يمثل انقسام الحزبين تماماً، على تعيين تيلرسون.

وأقرت اللجنة هذا التعيين بعد إقناع عدد من الأعضاء المحافظين بينهم جون ماكين ومارك روبيو، اللذان أشارا إلى علاقات تيلرسون السابقة مع سلطات روسيا حيث تملك المجموعة النفطية العملاقة مصالح كبيرة.

سبايسر

من جهة أخرى، وعد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الصحافيين، أمس الأول، بألا يكذب مطلقاً بعد أن تعرضت تصريحات أدلى بها في لقاء صحافي في مطلع الأسبوع عن حجم الحشد الذي حضر حفل تنصيب ترامب لانتقادات.

وفي أول لقاء رسمي للبيت الأبيض بالصحافيين، أمس الأول، سأل صحافي سبايسر ما إذا كان ينوي قول الحقيقة دائماً، فقال: "نيتنا ألا نكذب عليكم مطلقاً". ودافع سبايسر عن حقه في طرح وجهة نظر الإدارة قائلاً: "أحياناً يمكننا الاختلاف حول الحقائق".

وقال إنه أدرج المشاهدين، الذي تابعوا الحفل عبر التلفزيون والإنترنت في التصريحات، التي أدلى بها يوم السبت عن حجم الحشد، الذي حضر حفل التنصيب.

وأوضح أن ترامب ومستشاريه أصيبوا بإحباط بسبب التغطية المحبطة والتي وصفها بأنها محاولة مستمرة لتقويض مصداقيته.

وفي تصريحات للصحافيين يوم السبت أصبحت تعرف ببيان "الحقائق البديلة"، قال سبايسر، إن حشد ترامب كان "أكبر عدد على الإطلاق شاهد حفل تنصيب."

وأثار تصريح سبايسر انتقادات أكبر بعد أن قالت كيلي آن كونواي مستشارة ترامب، يوم الأحد، إن البيت الأبيض كان يريد "طرح حقائق بديلة" لمواجهة ما وصفته بوسائل إعلام متحيزة.

كومي باقٍ على رأس «FBI»

يعتزم الرئيس دونالد ترامب الإبقاء على مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) جيمس كومي في منصبه، بينما يواصل المكتب تحقيقاته في روابط محتملة بين معاونين لترامب والحكومة الروسية.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن كومي أبلغ كبار مساعديه أن ترامب طلب منه البقاء في منصبه.

وكان كومي قد أثار انتقادات من الديمقراطيين بإعلانه أن مكتب التحقيقات يفحص رسائل إلكترونية إضافية متعلقة بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل 11 يوما من انتخابات الرئاسة الأميركية التي جرت في الثامن من نوفمبر.

التجسس وروسيا

وفي ملف آخر، أوضح البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي مايكل فلين أجرى اتصالين هاتفيين فقط مع السفير الروسي في واشنطن وسط تقارير عن مراقبة وكالات مخابرات أميركية لاتصالات فلين.

ونقل في وقت سابق عن ثلاثة مصادر على دراية بالأمر أن فلين أجرى خمسة اتصالات هاتفية مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في 29 ديسمبر، وهو اليوم الذي رد فيه الرئيس السابق باراك أوباما على تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وقال سبايسر، إن فلين أجرى اتصالاً هاتفياً مع السفير لم يذكر تاريخه وناقش أربعة موضوعات من بينها مؤتمر بشأن سورية ومقتل أعضاء جوقة عسكرية روسية شهيرة في تحطم طائرة والتحيات الموسمية والتحضير لاتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب بعد تنصيبه.

الإجهاض

واستمراراً لمسلسل تنفيذ وعوده الانتخابية، وقع ترامب، أمس الأول، مرسوماً يمنع تمويل منظمات أجنبية غير حكومية تدعم الإجهاض من الأموال الفدرالية.

ومن شأن هذا القرار أن يثير قلق الجمعيات الأميركية الناشطة في مجال تنظيم الأسرة والمدافعة عن حقوق المرأة بعد أن عين ترامب في فريقه الحكومي شخصيات معارضة علناً للحق في الإجهاض.

وفرضت مثل هذه القيود للمرة الأولى في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، قبل أن يلغيها الديمقراطي بيل كلينتون، بعدها أعادها جورج بوش ثم ألغاها باراك أوباما.

توتر دبلوماسي بشأن «بحر الصين»

أكد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية، شون سبايسر، مساء أمس الأول، أن الولايات المتحدة ستعمل على حماية مصالحها في بحر الصين الجنوبي، حيث تسيطر بكين على جزر متنازع عليها.

وأضاف سبايسر في مؤتمره الصحافي الأول في البيت الأبيض: "في الواقع، إذا كانت تلك الجزر في المياه الدولية وليست فعليا أجزاء من الصين، سنعمل على الدفاع عن المصالح الدولية، حتى لا تقوض من قبل دولة واحدة".

وغداة هذا التحذير، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا شون يينغ، أمس، أن "سيادة الصين على الجزر في بحر الصين الجنوبي وعلى المياه القريبة منها غير قابلة للنقاش"، داعية واشنطن إلى الحديث بحذر عن الجزر.

وتعتبر بكين أن المساحة الكاملة تقريبا لبحر الصين الجنوبي الغني بالمحروقات خاضعة لسيادتها، ما يثير نزاعات مع الدول المشاطئة وهي الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي.

وأكدت شون يينغ أن بكين ملتزمة بإجراء "مفاوضات سلمية مع الدول المعنية"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ليست طرفا في النزاع.

في سياق متصل، اقترح رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي جون ماكين تمويلا عسكريا جديدا بمبلغ 7.5 مليارات دولار للقوات الأميركية وحلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادي، حيث تتصاعد التوترات بسبب "طموحات الصين السيادية".

back to top