الجيش العراقي ينجز خطة تحرير غرب الموصل

بقاء الموصليين في منازلهم حرم «داعش» من سلاح المفخخات

نشر في 23-01-2017
آخر تحديث 23-01-2017 | 00:04
مدينة الموصل
مدينة الموصل
استكملت قيادة العمليات المشتركة خطتها الخاصة لتحرير الساحل الأيمن (غرب) لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق من تنظيم "داعش".

وقال المتحدث باسم القيادة، العميد يحيى رسول، إن "القيادة أكملت بالتعاون مع القادة الميدانيين وضع تفاصيل الخطة الكاملة والمحكمة".

في غضون ذلك، تفقد قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي الساحل الأيسر (شرق) من الموصل، بعد أن أخرج رجاله مقاتلي تنظيم "داعش" من معظم مناطقه.

وأطلع الساعدي في الجولة التي رافقه فيها حرسه الشخصي في حي المهندسين على شواهد على دقة تخطيط التنظيم والرعب الذي حكم به المدينة، وهو ينتقل من بيت إلى بيت والناس يستقبلونه استقبال الأبطال.

وعثر في أحد البيوت على مجموعة من الإرشادات عن كيفية صنع القنابل ودلو مليء بالمسامير التي يحشون بها المتفجرات من أجل القتل والتشويه.

وعلى مسافة قريبة كان هناك كتاب يصف كيفية استخدام المدافع الرشاشة الروسية. كما برع المقاتلون المتشددون في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات.

ومن المحتمل أن تثبت الأيام أن المرحلة التالية من هذه العملية، والتي يتوقع أن تنطلق في الأيام القليلة المقبلة أكثر صعوبة.

وقال الساعدي عقب تقطيع لافتة من لافتات التنظيم، "نتوقع أن ندخل الغرب في الأيام القليلة المقبلة".

واتضح تصميم التنظيم على المقاومة وقدراته التنظيمية في بيوت عدة زارها الساعدي.

وكان من الواضح أن أحد البيوت خصص لإنتاج الطائرات الصغيرة دون طيار لأغراض المراقبة والأغراض الهجومية. فقد تناثر عدد منها على الأرض.

وتضمنت وثيقة تحمل شعار التنظيم أسئلة تفصيلية عن نوع مهمة الطائرة، وعما إذا كانت للتفجير أو التجسس أو التدريب.

كما احتوت على فصل عمن سيدير الطائرة خلال مهامها وقائمة عناصر لمراجعة سلامة هيكل الطائرة.

وعلم رجال الساعدي أن التنظيم حول فيلا في الحي ذاته إلى سجن وغرفة للتعذيب. وكان الناس يحتجزون في غرف الطابق العلوي من الفيلا خلف قضبان حديدية.

وقال الساعدي: "قيل لنا إن الجيران كانوا يسمعون صراخا من هذا البيت، كانوا يسجنون أي شخص يتحداهم، أي شخص يرفض القتال معهم".

على الجانب الآخر من المدينة يطل على نهر دجلة فندق أوبروي نينوى، ليضيف ملمحا آخر من ملامح "داعش" الذي غير اسمه إلى "فندق الوارثين".

وقال الساعدي من فوق سطح الفندق "كان المكان الذي يجمعون فيه المقاتلين الأجانب والمفجرين الانتحاريين، خمس نجوم من أجل تشجيعهم".

في السياق، قال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي، أمس، إن القوات العراقية تواجه مففخات أقل في الموصل مما كانت عليه في الأنبار وصلاح الدين، حيث خاضت معارك في وقت سابق ضد الجهاديين، مضيفا، أن "السبب هو بقاء العائلات في أحيائها وفي منازلها".

من جانبه، قال الفريق الركن سامي العريضي من قوات مكافحة الإرهاب "ليست هناك مقارنة بين العبوات في الموصل ومحافظة الأنبار عندما استعادت القوات الأمنية سيطرتها على مدن الرمادي والفلوجة"، موضحا أنها قليلة لأن "السكان هنا لم يغادروا". وأضاف العريضي: "عندما نتقدم في أي حي لا نعتقد أن هناك تفخيخا في الشوارع وعجلاتنا تتحرك بشكل طبيعي".

في الوقت ذاته، يعرقل وجود أعداد كبيرة من السكان داخل الموصل شن القوات العراقية عمليات ضد الجهاديين.

وساعد وجود المدنيين في الموصل وانخفاض أعداد العبوات في المدينة في عودة سريعة للحياة في الأحياء التي تم تطهيرها من الجهاديين، مقارنة مع مدن أخرى استعادتها القوات الأمنية من قبضة التنظيم .

وفي حين لاتزال أجزاء من مدن الفلوجة والرمادي غير مأهولة، لم تتعرض مناطق في الموصل لأضرار جسيمة باستثناء بعض المنازل والشوارع.

back to top