ترامب ينتقد المتظاهرين: لماذا لم تصوتوا في الانتخابات؟

الرئيس يهاجم الإعلام بسب حشود «التنصيب» و2.5 مليون شخص تظاهروا ضده في أميركا

نشر في 23-01-2017
آخر تحديث 23-01-2017 | 00:05
مشاركون في المسيرة النسائية في واشنطن أمس الأول   (نيويورك تايمز)
مشاركون في المسيرة النسائية في واشنطن أمس الأول (نيويورك تايمز)
هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملايين المتظاهرين، بما في ذلك المشاهير لمشاركتهم في تظاهرات ضده، كما فتح من المقر العام لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه)، نيرانه على وسائل الإعلام التي تحدثت عن الحضور الهزيل يوم تنصيبه.
انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة أمس، الذين شاركوا في مسيرات في أنحاء الولايات المتحدة احتجاجاً على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وضمنهم مشاهير.

وكتب ترامب في تغريدته: "شاهدت احتجاجات أمس، ولكن على ما اعتقد فقد أجرينا انتخابات. لماذا لم يصوت هؤلاء؟ إن المشاهير يلحقون أضراراً كبيرة بالقضية".

وخرج أكثر من مليوني شخص إلى المدن الأميركية أمس الأول، في احتجاجات قادتها نساء معارضات لترامب، الذي يخشى الكثيرون أن يلغي حقوق المرأة والمهاجرين والأقليات.

وعكس حجم التظاهرات الحاشدة في الولايات المتحدة وغيرها في أنحاء العالم، عمق المعارضة لترامب بعد يومين من تنصيبه رئيساً للبلاد.

وشارك في الاحتجاجات مشاهير مثل مادونا والممثلات سكارليت جوهانسون وآشلي جود وأميركا فيرارا والمخرج مايكل مور، والناشطة في حقوق المرأة غلوريا شتاينم.

ورغم أن سلطات العاصمة الأميركية لا تنشر أرقاماً عن المتظاهرين، قال منظمو مسيرة النساء في واشنطن، إن عدد المشاركين بلغ المليون مع انضمام أعداد غفيرة من المحتجين إلى المسيرات في كافة أنحاء البلاد.

وشارك أكثر من نصف مليون شخص بحسب الشرطة، أمس الأول، في تظاهرة بلوس أنجلس والعدد نفسه في نيويورك. ونظمت تظاهرات أخرى في شيكاغو ودالاس وسان فرانسيسكو وسانت لويس ودنفر ومدن كثيرة أخرى.

وفي خطابات نارية، أكد المحتجون رفضهم لنهج الرئيس الجمهوري الذي تعهد بتغيير إنجازات سلفه.

ونزلت إلى الشارع أعداد كبيرة من النساء والرجال من جميع الأعمار لإظهار وحدة الصف.

ورفع المتظاهرون في العاصمة لافتات كتب عليها بخط اليد "لا تراجع للنساء" و"حقوق المرأة هي حقوق الإنسان" و"شكراً ترامب، حولتني إلى ناشطة".

وفي بوسطن، حيث تظاهر حوالي 175 ألف شخص، انتقدت السيناتورة الديمقراطية أليزابيث وورن بشدة حملة ترامب القائمة على مهاجمة النساء والأقليات.

وقالت للحشود "يمكننا التذمر أو يمكننا المقاومة!".

وتظاهرات، أمس الأول، تخطت الحدود الأميركية بعد أن أعلن المنظمون أن أكثر من 2.5 مليون شخص انضموا إلى أكثر من 600 مسيرة نظمت في كل أنحاء العالم في كندا وهولندا والمكسيك والبرازيل.

وجرت واحدة من أكبر المسيرات في لندن حيث سار عشرات آلاف الرجال والنساء والأطفال مرددين "ليسقط ترامب".

وأكدت هيلاري كلينتون منافسة ترامب الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية في تغريدة دعمها للمحتجين، في حين شارك وزير الخارجية السابق جون كيري في المسيرة.

من كتب خطاب القسم؟

على عكس ما تحدثت عنه وسائل الإعلام أن ترامب كتب خطاب القسم بنفسه، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الأول، أن أحد مسؤولي البيت الأبيض كشف لها عن هوية كاتب الخطاب الذي ألقاه ترامب بعد أداء اليمين.

وأضافت الصحيفة أن كبير مستشاري ترامب للشؤون السياسية ستيفن ميلر، وكبير الخبراء الاستراتيجيين للرئيس ستيف بانون المشهور بأنه يميني قومي متشدد، هما اللذان كتبا الجزء الأكبر من الخطاب الذي وصف بأنه راديكالي وشعبوي وقومي.

وأوضحت الصحيفة أن ميلر كان مسؤولا عن كتابة الكثير من خطابات ترامب خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة.

هجوم على وسائل الإعلام

كما هاجم ترامب وموظفوه، أمس الأول، وسائل الإعلام في أول يوم كامل لتوليه مهام منصبه، بسبب حجم الحشود التي شاركت في مراسم تنصيبه رئيساً للبلاد.

وقال ترامب من مبنى الاستخبارات المركزية، إنه كان يتطلع من مبنى الكونغرس "الكابيتول" أثناء مراسم أداء اليمين الدستورية، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، ورأى حشداً قد يصل إلى 1.5 مليون شخص يمتد لمسافة 1.8 كيلومتر حتى نصب واشنطن، إلا أن صوراً جوية أظهرت مناطق خاوية على امتداد هذه المنطقة.

وذكرت تقارير، أن حفل تنصيب ترامب اجتذب نحو 31 مليون مشاهد أميركي عبر شاشات التلفزيون.

ويبدو أن البيت الأبيض بدا منزعجا بشكل خاص عندما أجرت بعض وسائل الإعلام مقارنات بين الحشود في حفل تنصيب ترامب وسلفه، باراك أوباما، الذي سجلت مراسم تنصيبه أعداداً قياسية من الحضور في عام 2009 تقدر بنحو 1.8 مليون شخص.

وزعم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر: "إن هذا الحشد هو أكبر حشد يشهد مراسم تنصيب، سواء كان ذلك شخصياً أو في العالم أجمع"، مشيراً إلى أن "هذه المحاولات" لإظهار عدم وجود إقبال على متابعة مراسم تنصيب ترامب مخزية وخاطئة.

وفي محاولة منه لإصلاح علاقته معها بعد مهاجمتها، قال ترامب في كلمة مقتضبة لموظفي "سي آي أيه: "إني معكم ألفاً في المئة"، لكنه استخدم كلمته أيضاً لمهاجمة الإعلام، الذي اتهمه بالتقليل من عدد المشاركين في حفل تنصيبه.

وأضاف: "ليس هناك من أحد متعلق إلى هذه الدرجة بمجتمع الاستخبارات وسي آي أيه مثل دونالد ترامب".

وتابع الرئيس الأميركي غداة تنصيبه "نحن على الموجة نفسها، وسنقوم بأشياء مذهلة"، متحدثاً خصوصاً عن محاربة تنظيم داعش".

البابا: البحث عن منقذ سيقودنا إلى هتلر جديد

حذر البابا فرنسيس في مقابلة نشرتها أمس الأول صحيفة "ال باييس" الإسبانية من الحركات الشعبوية التي تتسبب فيها الأزمات، وتدفع إلى انتخاب منقذين، وإلى إحاطة النفس بأسلاك شائكة.

وقال البابا، خلال المقابلة التي دامت ساعة وربع الساعة الجمعة الماضي في روما "بالتأكيد الأزمات تثير مخاوف وقلقا"، وذلك في وقت كان دونالد ترامب يؤدي اليمين رئيسا للولايات المتحدة.

وأضاف "بالنسبة إلي، فإن مثال الشعبوية بالمعنى الأوروبي للكلمة، هو عام 1933 في ألمانيا".

فبعد الأزمة "بحثت ألمانيا عن قائد، عن أحد ما يعيد إليها هويتها، وكان هناك رجل (...) اسمه ادولف هتلر قال أنا أستطيع، أنا أستطيع"، بحسب تعبير البابا.

وشدد البابا على أن "هتلر لم يسرق السلطة"، بل "انتخب من شعبه، ولاحقا دمر شعبه، على حد قوله".

وتابع أن الناس يقولون "فلنبحث عن منقذ يعيد إلينا هويتنا ويحمينا بجدران وبأسلاك وبأي شيء، لكي لا يستطيع الآخرون نزع هويتنا"، معتبرا أن هذا الأمر خطير جدا، ودعا الى الحوار.

وأردف "كان هناك شعب في أزمة يبحث عن هوية، وظهر ذلك القائد صاحب الكاريزما وأعطى للألمان هوية مشوهة، ونعلم ما الذي حصل".

غير أن البابا الأرجنتيني دعا في المقابل إلى تجنب الأحكام المتسرعة بحق الرئيس الأميركي الجديد. وقال "سنرى. سنرى ما سيفعل وسنقيم (...)".

ماي والمكسيك

في سياق آخر، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الأول، إنها لن تخشى إبلاغ ترامب عندما تجد أنه قال شيئاً غير مقبول.

وماي أول شخصية دولية ستلتقي ترامب يوم الجمعة المقبل بالتوازي مع زيارة الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو إلى واشنطن.

ومن ألمانيا، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس، أن تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة يشكل قطيعة عن النظام الذي عرفه العالم حتى الآن، متوقعاً حقبة مضطربة في عهده.

back to top