الوشيحي والدستور

نشر في 21-05-2010
آخر تحديث 21-05-2010 | 00:00
 فالح ماجد المطيري منذ ست حكومات «عجاف» تراجع سجل الكويت في مجال مكافحة الفساد، وقد راهنت في مقال سابق على أن سجلنا في مجال الحريات سيشهد التراجع نفسه... والمضحك أن حكومتنا «تستهبل» علينا أو «تستعبطنا»، إذ نرى السادة الوزراء يتبادلون التهاني بعد مؤتمر جنيف، وبعدها بيوم يوصي مجلس الوزراء وزارة الداخلية بالتعامل «بحزم» مع الإضرابات.

أبارك للصديق والزميل محمد الوشيحي «هجرته» الأسبوعية إلى صفحات صحيفة «الدستور» المصرية.

وجود الوشيحي على صفحات أكثر الصحف المصرية المعارضة انتشاراً، أثار في نفسي كماً من المشاعر المتناقضة توزعت بين الاعتزاز والثقة والحزن، فبقدر اعتزازي بوجود قلم كويتي على صفحات أعرق صحافة عربية، وثقتي بقدرته على منازلة أهل المهنة في مصر على أرضهم وبما يتميزون به من صنعة، فإن الحزن غشى نفسي على الحالة التي وصلنا إليها على المستوى المتدني الذي وصلنا إليه في مجال الحريات، وأصبحت «الهجرة» إلى صفحات الخارج هي الملاذ... ومن المفارقات العجيبة أن الأشقاء في مصر وغيرهم كانوا يهاجرون إلينا هرباً من شظف العيش، واليوم نحن نهاجر إليهم هرباً من «شظف الحرية».

فمنذ ست حكومات «عجاف» وسجلنا في مجال الحريات في تناقص مستمر، فبعد أن أرهق رئيس الوزراء الصحف والكتاب بالقضايا والغرامات، ها هو وزير الديوان الأميري يمارس «الحسبة السياسية» ويلاحق الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم «بأثر رجعي» عما كتبه ونشره قبل سنوات، ويا ليت معالي «المحتسب» لجأ إلى وزارة الإعلام، وهي الجهة المختصة بتطبيق قانون المطبوعات على كل متجاوز، بدلاً من أن يلجأ إلى «جهاز أمن الدولة» في شكواه. ولا أدري ما هدف معاليه من ذلك؟ هل يريد المسؤولون أن يتنافسوا في التضييق على الحريات؟ أم أن هناك مَن يريد أن يبرئ نفسه من «الإشاعات» التي تربطه بالأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم؟

منذ ست حكومات «عجاف» تراجع سجل الكويت في مجال مكافحة الفساد، وقد راهنت في مقال سابق على أن سجلنا في مجال الحريات سيشهد التراجع نفسه... والمضحك أن حكومتنا «تستهبل» علينا أو «تستعبطنا»، إذ نرى السادة الوزراء يتبادلون التهاني بعد مؤتمر جنيف، وبعدها بيوم يوصي مجلس الوزراء وزارة الداخلية بالتعامل «بحزم» مع الإضرابات التي تهدد بعض النقابات باللجوء إليها للمطالبة بحقوق أعضائها؛ وتغفل حكومة «التهاني» أن الإضرابات حق أصيل للتعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق!

هاجر يا الوشيحي «وادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، فيوسف مازال في الجب والقافلة لم تمر.

back to top