مدرسة الحياة

نشر في 21-01-2017
آخر تحديث 21-01-2017 | 00:04
 أحمد العنزي الحياة مدرسة كثيرة المعارف متنوعة المواقف، والناس فيها متفاوتون، منهم المقتصد ومنهم الظالم لنفسه ومنهم السابق بالخيرات، وهم مع هذا التفاوت في التحصيل على طبقات مختلفة ومشارب متنوعة وأهداف مختلفة «قد علم كل أناس مشربهم».

والحياة أيامها صفحات كتاب تتنقل بنا من موضوع إلى آخر ومن حال إلى حال «لتركبن طبقاً عن طبق»، وقد يمر بنا درس عسير وموضوع غير يسير نشعر بمرارته ونذوق حرارته، ولكن بعد أن تشرق شمس الأمل ويمنّ الله تعالى علينا بالفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، سنخرج بعدها بخبرات عالية ونتائج باهرة ننقلها إلى الأجيال من بعدنا، والعاقل من يتعظ من المواقف ويعتبر من الحوادث.

وفي مدرسة الحياة الشاسعة المساحات والمتعددة الفصول والمتنوعة الدروس احرص على مصاحبة أهل الهمم العالية، فالمرء على دين خليله، والطيور على أشكالها تقع، ومن قواعد الفقه أن «ما قارب الشيء يعطى حكمه»، فصاحب الأكياس تكن كيّساً، وصاحب الحمقى تكن مثلهم؛ لأن الطباع سراقة وهذا معلوم لأهل الخبرة، قال الإمام مالك بن أنس «الناس أشكال كأجناس الطير: الحمام مع الحمام، والغراب مع الغراب والبط مع البط، والصعو مع الصعو، وكل إنسان مع شكله»، وهذا الوصف في غاية الروعة يصف لنا فيه أحوال الناس وتأثر بعضهم ببعض.

فعليك بمصاحبة الصقور لتحلق في سماء المجد، وترتقي روابي النجاح وذراها، وتتسنم شواهق المجد، والناس هم الناس في جميع العصور، لا يتغير إلا النهضة والعمران وملامح الحياة من تمدن وتحضر، فلا تغتر بمن ينمق لك العبارات، ويرصف لك الكلمات، ويطرّز لك الحكايات، وينادي بأعلى صوته: أنا مثقف، وأنا متعلم، وأنا متقدم، حتى تضعه في ميزان الفضائل، فإن رجحت كفة الخير فهو فاضل، وإن رجحت كفة الشر فاغسل يديك منه ودعه يتغنى بدعواه، وتابع المسير في هذه المدرسة لتتزود من عبرها ودروسها.

ومن لم تعلمه الأيام وتؤدبه الأعوام فسيعضّ أصابع الندم: إذا فشلت في تجارة فتحوّلْ إلى غيرها، وإذا تضايقت في عملك فانتقل إلى غيره، وإذا تضايقت في مجلس فلا تكرر زيارته، وإذا أحبطك أحدهم فاهجره ولا تتأسف عليه.

همسة:

تفاءل وحافظ على مزاجك لتبدع في حياتك، أسعد نفسك ومن حولك وابتسم مهما كانت الظروف والله يرعاك.

back to top