البيت الأبيض... الداخل والخارج!

نشر في 20-01-2017
آخر تحديث 20-01-2017 | 00:18
 صالح القلاب "أي حق رُفع وأي باطل وُضع؟"، فاليوم (الجمعة) سيخرج باراك أوباما من البيت الأبيض، بعد ثماني سنوات سيحكم عليها التاريخ ما إذا كانت سنوات خير أم سنوات شرٍّ ومصائب، إنْ بالنسبة للولايات المتحدة وإنْ بالنسبة للعالم بأسره... واليوم سيحل دونالد ترامب محل سلفه الراحل، ولأربعة أعوام من الصعب التكهن منذ الآن بطبيعتها، وبما إذا ستكون تجسيداً لـ"خزعبلاته" التي أطلقها خلال المعركة الانتخابية، أم أنَّ "حديث السرايا سيختلف عن حديث القرايا"؟!

لو أن باراك أوباما قد طبق ما قاله في آخر أيامه خلال أعوام حكمه الثمانية لسارع العالم، وبخاصة أبناء هذه المنطقة العربية، إلى توديعه بالورود والرياحين، وبالدعاء إلى العلي القدير أن يكلأه بعين رعايته، وأن يوفق إحدى بنتيه لتدخل البيت الأبيض ذات يوم، كما دخله هو بضربة حظ، ولثمانية أعوام كانت أعوام شرٍّ مُسْتطير بالنسبة للشرق الأوسط العربي وشعوبه!

غير مهم بالنسبة لنا أنْ تبادر موسكو، بينما ينشغل أوباما بحزم حقائبه استعداداً للرحيل عن البيت الأبيض ووداعه وداعاً ما بعده لقاء، بشتمه بكل ما في قواميس الشتم من مفردات موجعة وقاسية وبذيئة، وأن تبادر أيضاً، بينما يستعد ترامب لحمل أشيائه والتوجه هرولة ومسرعاً إلى المكان الذي سيمضي فيه أربعة أعوام وربما أكثر، إلى "إشباعه" مدحاً والتغزل فيه بما لم يتغزل به "كُثيِّر" في "عزة"... لكن هنا لابد من تذكُّر بيت الشعر القائل:

هي الأيام كما شاهدتها دولٌ

من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ

إذا أردنا أن نحكم على ترامب منذ الآن، منذ لحظة دخوله البيت الأبيض، فإن علينا أن نأخذ بما قاله اللبناني الأصل وليد فارس، مستشاره لشؤون الشرق الأوسط، خلال معركة الانتخابات الرئاسية، ولعل أهم ما قاله هو "أن الرئيس الجديد سيطبق ما يجب تطبيقه من اتفاقية النووي مع طهران... هذه الاتفاقية التي تتعارض مع اعتبارات الأمن القومي الأميركي والتي سمحت لإيران بأن تتحرك في العراق وسورية واليمن ولبنان، لمواجهة مصالح شركائنا العرب في المنطقة ولا سيما في الخليج".

وقال وليد فارس الذي من الواضح أن موقعاً مهماً ينتظره في الإدارة الأميركية الجديدة: "حسب خبرتنا واتصالاتنا واطلاعنا على الموقف العربي والموقف الخليجي، فقد فهمنا تماماً أن هناك قلقاً مما يجري في المنطقة من السياسات التي كانت اعتمدتها إدارة أوباما، وهي سياسات أدت إلى تراجع النفوذ والدور الأميركي في المنطقة، وقادت إلى استمرار الحروب، وأدت أيضاً إلى فقدان الثقة بين دول هذه المنطقة والإدارة الأميركية السابقة... إن هذا الأمر سيتغير تحت الإدارة الجديدة التي ستعمل، كما سمعنا من الرئيس المنتخب نفسه، على إعادة الثقة مع دول الخليج والدول العربية المعتدلة".

back to top