طهران: أكثر من 60 قتيلاً باحتراق وانهيار مبنى بلاسكو

نشر في 20-01-2017
آخر تحديث 20-01-2017 | 00:07
كانت العاصمة الإيرانية طهران على موعد مع كارثة، أمس، إذ استفاق سكانها على وقع خبر حريق وانهيار مبنى بلاسكو الذي يعد أقدم وأكبر مركز تسويق للألبسة المستوردة بالجملة هناك.

ومع أن منظمة الإطفاء (الدفاع المدني) امتنعت عن الإدلاء بأي تصريح أو تقرير، أكد الشهود أن أكثر من 37 جثة تم اخراجها من المبنى، وإلى جانب هؤلاء كان هناك نحو ثلاثين اطفائيا يعملون على إطفاء الحريق الذي بدأ في الطابق الـ11 من المجموعة المؤلفة من 17 طابقا، وكانوا جميعا في نفس الطابق عندما انهار المبنى ولم يتم اخراجهم من تحت الركام، الى جانب 50 جريحاً.

وأكد أحد الاطفائيين أن 15 شخصا من مالكي المحلات التجارية ورجال إطفاء دفنوا تحت الارض احياء وهم يحاولون الدخول الى اسفل المبنى لقطع المولدات الموجودة هناك.

وما زاد الطين بلة أن عددا كبيرا من أصحاب المحلات والمارة لم يمتثلوا لأوامر الاطفائيين بعدم الدخول إلى المبنى وهو يحترق، إذ دخل عدد منهم إلى المجموعة خلسة لإخراج أموالهم وممتلكاتهم، في حين دخل آخرون وبدأوا التصوير والمجموعة تحترق، إذ انهار المبنى عليهم وهم في الداخل، ولهذا السبب لا يمكن تخمين عدد المصابين قبل إزالة الركام نهائياً.

ومبنى بلاسكو الذي أنشئ منذ أكثر من خمسين عاما كان مملوكا لأحد التجار المقربين من الشاه السابق وهو يهودي تم اعدامه ومصادرة امواله ومن ضمنها هذا المبنى بعد الثورة، وكانت تشرف عليه منظمة المستضعفين (هي ضمن المنظمات المنضوية تحت اشراف الولي الفقيه التي تولت الاشراف على جميع الاموال التي تمت مصادرتها بعد الثورة).

كان هذا المبنى يتضمن اكثر من ثلاثين الف متر مربع من المحلات التجارية التي كان يوازي سعر خلو المتر المربع فيها ما يقارب بشكل متوسط العشرة آلاف دولار لكل متر مربع، وعلى هذا الاساس فان المبنى نفسه كان يساوي ما يقارن الثلاثة مليارات دولار، وكان يوجد فيه رقم تقريبي من الالبسة، إذ ان معظم المحلات في ايران كانت تؤمن احتياجاتها من الالبسة الشبابية المصنوعة على الموضات الاجنبية او المستوردة من البلدان الاخرى من هذا المكان بشكل جملة، وعلى هذا الاساس فان الخسائر المالية في هذا المبنى تقارب 6 مليارات دولار على الاقل.

وقال محمد رضائي، احد ضباط الاطفاء، إن سبب الحريق حسب التحقيقات الاولية للحادث هو تماس كهربائي في احد المعامل الموجودة في الطابق الحادي عشر، مما تسبب في حريق امتد الى باقي المعامل والمحلات.

وأضاف رضائي ان الحريق بدأ خلال الساعات الاولية للصباح في معامل صغيرة، وتم اعلام منظمة الاطفاء بالحريق عند الساعة السابعة والنصف صباحا، وعندما وصل رجال الاطفاء الى المكان كان الحريق قد التهم كل الطابق، موضحا ان اصحاب المحلات عرقلوا عمل الاطفائيين بدلا من فتح الطريق لهم، اذ انهم لم يكونوا يعرفون ماذا يجب ان يفعلوا في هذه الظروف.

وفور انهيار المبنى، تحول الحادث الى مشاجرات سياسية بين مناصري الرئيس حسن روحاني والاصلاحيين من جهة، ومناصري رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف الشخصية الاكثر حظا للترشح كمنافس محافظ لروحاني في الانتخابات المقبلة، من جهة اخرى.

وانهالت طلبات استقالة قاليباف من منصبه، وقام عدد من الحشود بالصراخ ضده، وهو يتابع عملية اطفاء الحريق بشكل مباشر في الموقع، معتبرين ان تقصير البلدية في تأمين الأجهزة اللازمة لمنظمة الاطفاء سبب تأزم الحريق.

وإثر ذلك قام المحافظون وانصار رئيس البلدية بنشر مستندات ورسائل واخطارات قامت البلدية وأجهزة الدفاع المدني بإرسالها الى اصحاب المحلات ومديري المجموعة، معتبرين أن المجموعة ليست آمنة، حيث كانت البلدية قد امتنعت عن اعطاء رخصة ايصال وإمداد غاز فيها بسبب ذلك.

واتهم انصار قاليباف الحكومة بالتقصير بسبب عدم تأمين الميزانية المخصصة لمنظمة الاطفاء وامتناع الجمارك عن ترخيص الاجهزة التابعة للمنظمة.

back to top