ظريف يقترح على السعودية تعاوناً في سورية على غرار لبنان

• دمشق تهاجم الرياض والدوحة
• «داعش» يحرق دير الزور للتشويش
• عملية تركية - روسية بتنسيق مع النظام

نشر في 19-01-2017
آخر تحديث 19-01-2017 | 00:05
سوريون يتفقدون منطقة غارة جوية على محطة حافلات بإدلب أمس	(أ ف ب)
سوريون يتفقدون منطقة غارة جوية على محطة حافلات بإدلب أمس (أ ف ب)
غداة معارضتها مشاركة واشنطن في مفاوضات أستانة، مخالفة بذلك رأي روسيا، التي دعت بالفعل إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى الاجتماع المقرر في 23 الجاري، عرضت طهران على الرياض تعاوناً بشأن سورية، مؤكدة أن البلدين تعاونا في لبنان لإيصال رئيس جديد للجمهورية.
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، غداة معارضته مشاركة واشنطن في اجتماع أستانة، في موقف أيده أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني أمس، والمتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، أن إيران والسعودية يجب أن يعملا معاً للمساعدة على إنهاء الصراعات في سورية واليمن بعد التعاون بنجاح في لبنان العام الماضي.

وقال ظريف، في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، «لا أرى سبباً في أن تكون هناك سياسات عدائية بين إيران والسعودية. حقيقة يمكننا العمل معاً لإنهاء الأوضاع المأساوية لشعوب سورية واليمن والبحرين وغيرها من دول المنطقة»، مضيفاً «تمكنت إيران والسعودية من وقف عرقلة عملية الانتخابات الرئاسية في لبنان. حققنا نجاحاً».

بدوره، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن اجتماع تركي - روسي - إيراني على مستوى الخبراء قبل انطلاق المفاوضات، مؤكدا أن بلاده تشاطر روسيا الرأي بشأن مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات، وأن انضمامها مع الأمم المتحدة «بات شبه مؤكد».

وجدد رفض تركيا لمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في المفاوضات، مشددا على أن «تركيا لن تقبل ولن تسمح بوجود تنظيم إرهابي على طاولة المفاوضات».

في المقابل، اشترط نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على من يريد المشاركة في المحادثات «أن يحترم سيادة سورية، ويحارب الإرهاب، ويلغي المقاطعة»، موضحاً أن مسألة اشتراك قطر والسعودية فيها «ستناقَش عندما توقفان دعمهما للإرهاب».

وحث المقداد واشنطن على منع دعم الجماعات المسلحة والضغط على تركيا لإغلاق حدودها مع سورية، مضيفاً أن «على واشنطن أيضاً معاقبة كل من يموّل ويسلّح الإرهاب بما في ذلك السعودية وقطر».

وثيقة أستانة

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية، عن مصدر مقرب من اجتماع أستانة أنه من المتوقع أن يتم خلال المفاوضات التوقيع على وثيقة تثبّت وقف إطلاق النار في جميع الأنحاء، مبيناً أنه سيتم توسيع التهدئة كنتيجة للاجتماع، وسيتم تنسيق وثيقة أستانة الختامية بمشاركة وفود روسيا وتركيا وإيران.

وكشفت مصادر سورية مطلعة عن أسماء وفد النظام في مؤتمر أستانة، موضحة أنه يضم 10 برئاسة المندوب الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، وعضوية كل من مستشار وزير الخارجية أحمد عرنوس، وسفير سورية في موسكو رياض حداد، وعضو مجلس الشعب المحامي أحمد الكزبري، والدبلوماسي حيدر علي أحمد، وأسامة علي من مكتب وزير الخارجية، وأمجد عيسى، إضافة إلى ضابط أمن وضابطين يمثلان المؤسسة العسكرية.

دير الزور

ولليوم الخامس على التوالي، شهدت مدينة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم «داعش»، الذي لجأ إلى إشعال الإطارات وبراميل النفط للتشويش على حركة الطائرات الروسية والنظامية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المعارك احتدمت على محاور عدة في دير الزور، بعد تمكن «داعش» من فصل مناطق سيطرة قوات النظام في المدينة إلى جزأين، وعزل عنها المطار العسكري، الذي يعد المتنفس الوحيد لقوات النظام، وتحصل عبره على الإمدادات العسكرية والمستلزمات والمساعدات الغذائية.

وأحصى المرصد منذ بدء «داعش» يوم السبت هجومه «الأعنف» على المدينة منذ عام، مقتل 151 شخصاً، هم 30 مدنياً و46 عنصراً من قوات النظام و75 جهادياً خلال المعارك وجراء الغارات.

ولفت المرصد إلى أن «أعمدة الدخان تتصاعد في سماء مدينة دير الزور، نتيجة قيام التنظيم بإضرام النيران بالإطارات وبراميل النفط في ساحات المدينة للتشويش على الطائرات الحربية السورية والروسية التي تستهدف المدينة بضربات مكثفة منذ بدء الهجوم».

ويسيطر «داعش» منذ 2014 على أكثر من ستين في المئة من دير الزور، ويحاصرها بشكل مطبق منذ مطلع 2015، لتصبح بذلك المدينة الوحيدة التي يحاصر فيها الجهاديون قوات النظام.

وفي ريف دمشق، خسر النظام عميداً وثمانية جنود على الأقل وأكثر من 15 مفقوداً في تفجير نفق في منطقة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق ليل الثلاثاء- الأربعاء.

وبعد ساعات، شنت قوات النظام والمسلحون الموالون لها هجوماً هو الأعنف على منطقة وادي بردى ترافق مع غارات عنيفة بعشرات البراميل المتفجرة وهجمات صاروخية على بلدة عين الفيجة وعلى أطرافها، في محاولة منها لاقتحام المنطقة.

كما شنت قوات النظام هجوماً مماثلاً على بلدتي مضايا وبقين، مستخدمة المدافع الثقيلة، حيث قصفتهما بأكثر من 50 قذيفة، ما سبب دماراً واسعاً في الأبنية والممتلكات.

وفي ريف حلب، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أنه شنّ، للمرة الأولى، أربع غارات دعماً لعملية «درع الفرات» التي تشنها تركيا لاستعادة مدينة الباب منذ أغسطس الفائت.

وقال المتحدث العسكري باسم التحالف الكولونيل جون دوريان، في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من بغداد، «لقد رصدنا أهدافاً» قرب مدينة الباب «بالتعاون مع تركيا، ونحن نتوقع مواصلة هذا النوع من الغارات».

في السياق، أعلن مدير إدارة العمليات برئاسة الأركان الروسية سيرغي رودوسكي، أن طائرات حربية روسية شاركت أخرى تركية في عملية عسكرية ضد «داعش» في ريف محافظة حلب، وتحديداً في استهداف مدينة الباب، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها القوات الجوية للبلدين بعمل مشترك بهذا الشكل بالاتفاق مع حكومة الأسد.

وأشار رودوسكي إلى أن القوات الروسية قدمت الدعم الجوي للنظام في دير الزور، كما دعمت أيضاً الهجوم على مواقع «داعش» قرب مدينة تدمر التاريخية في حمص.

وبينما أعلنت حركة «أحرار الشام» الإسلامية أنها «لن تشارك في مؤتمر أستانة لعدم تحقق وقف إطلاق النار في سورية»، حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الإدارة الجديدة على المشاركة في المحادثات المقرر انطلاقها يوم الاثنين، متوقعاً تغييراً في المواقف من النزاع خلال الأشهر المقبلة.

نائبة ديمقراطية أميركية زارت دمشق

في زيارة نادرة لعضو في الكونغرس الأميركي، زارت النائبة الديمقراطية تولسي غابارد دمشق والتقت مسؤولين في النظام السوري.

ونقل موقع «فورن بوليسي»، أمس، أن زيارة غابارد، التي تمثل ولاية هاواي في مجلس النواب وكانت موجودة في العراق عام 2004 ضمن الحرس الوطني لهاواي، تمت في الأيام الاخيرة وسط تكتم.

وبينما رفض مكتب النائبة، المعارضة لتغيير النظام في سورية، أن يحدد ما اذا التقت الرئيس بشار الاسد أم لا، أوضحت متحدثة باسمها انها هدفت للقاء فرقاء عديدين بينهم مسؤولون دينيون وعاملون إنسانيون ولاجئون ومسؤولون حكوميون. وسبق أن قدمت غابارد اقتراحا بقانون لإنهاء المساعدة العسكرية للفصائل المعارضة للأسد والمرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت في يناير: «ينبغي استخدام إمكاناتنا المحدودة لإعادة إعمار مدننا هنا، لا لتأجيج حروب خارجية لتغيير الأنظمة».

«وثيقة أستانة» تتضمن تثبيت وقف إطلاق النار وتوسيعه ليشمل جميع الأنحاء
back to top