خالد الصديق: عام 2016 كان حافلاً ولدغت من «قرطاج» مرتين

يعد أقدم عضو في جمعية السينمائيين لدول آسيا والباسفيك

نشر في 18-01-2017
آخر تحديث 18-01-2017 | 00:04
أنهى المخرج الكويتي العالمي د. خالد الصديق جولته السينمائية الأخيرة في مدينة هانزو الصينية، حيث حضر مهرجان دول آسيا والباسفيك السينمائي هناك، بعد أن لبى دعوة مهرجانات هونغ كونغ وزيان السادس (طريق الحرير) في الصين، و«كوسان» الثالث عشر في كوريا الجنوبية، و«طوكيو» وسوق الأفلام «تيف كوم».
• ما تفاصيل جولتك السينمائية الأخيرة؟

- حضرت ختام مهرجان دول آسيا والباسفيك السينمائي في مدينة هانزو بالصين، وهذا المهرجان يتبع جمعية السينمائيين لدول آسيا والباسفيك، لكوني عضو مجلس إدارة في الجمعية، وهي تشمل جميع السينمائيين النشطاء في الفيلم الروائي الطويل، والحائزين على جوائز عالمية من خلال أفلامهم.

وهذا المهرجان تم إنشاؤه من قبل عمالقة السينما الآسيوية، وبينهم سير ران ران شو، إمبراطور السينما الصينية، والمعروف بأفلام الكونغ فو، وأفلام بروس لي، وكوا كيتا من اليابان، وغيرهما من كوريا وهونغ وكونغ والدول الأخرى الذين أسسوا هذه المهرجان منذ 58 عاما.

أفلام تجارية

• متى انتسبت إلى عضوية "آسيا والباسفيك"؟

- أنا أقدم الأعضاء حاليا، منذ 38 عاما، لكنني لست رئيسا، لأن الكويت فقيرة في إنتاج الفيلم الروائي الطويل، والأفلام الموجودة كلها تجارية بحتة وليست في مستوى المهرجانات، لذا نرشح الدول القوية في الإنتاج للرئاسة، ومنذ سنة تقريبا تحولت الرئاسة إلى بكين، وقبلها كانت تايوان.

• كيف كان عام 2016؟

- عام غير اعتيادي، فهو مهلك ومتعب بالنسبة لي، لأنني حضرت 8 مهرجانات تقريبا، إضافة إلى سوق الأفلام وترويجها والندوات السينمائية والتلفزيونية في الهند وهونغ كونغ، ومهرجان زيان السادس، واسمه طريق الحرير في الصين، وهو مهرجان لطيف لكن تنقصه الخبرة رغم الإمكانات المادية الرهيبة المصروفة عليه، ومهرجان كوسان الثالث عشر في كوريا الجنوبية، وسوق الأفلام "تيف كوم"، ثم ينطلق بعده مهرجان طوكيو الدولي، وهو من المهرجانات الراقية جدا، ومهرجان قرطاج ومشاكله.

ومن المشاريع المقبلة لعام 2017، تخطط الجمعية لمهرجان في كمبوديا وطوكيو وفي طهران، حيث سيتم تكريمي.

تنظيم المهرجانات

• كيف تنظم المهرجانات بالطريقة السليمة؟

- تنظيم أي مهرجان سينمائي يعتمد بالدرجة الأولى على خبرة المنظمين، ونحن نطرح أسئلة على من ينوي إقامة المهرجان مثل: من القائمون عليه؟ وما مدى خبرتهم في هذا الحقل؟ وما عدد المهرجانات التي حضروها؟

وطبعاً، ليست كل المهرجانات تكون ناجحة، إذ نجد أن الكثير من الدول تحت إشراف الجمعية لا تمتلك أي فكرة أو خبرة في عقد المهرجانات، ومن ثم تكون النتيجة كارثية، ومن المحزن أن تتكبد هذه المصاريف الباهظة وبالتالي تتوقف مهرجاناتها.

* ما المؤهلات الواجب توافرها في مدير المهرجان؟

- أن تكون لديه خلفية كافية عن الإنتاج السينمائي، ودراية كاملة بالأفلام الموجودة حول العالم، فضلا عن حضوره مئات المهرجانات، وأن تكون له خبرة في اتخاذ القرار المناسب بأن يقام المهرجان سنوياً أو كل سنتين أو ثلاث أو خمس حسب توافر الأفلام بأعلى مستوى، إلى جانب أن يكون على معرفة بالشخصيات السينمائية بالأسماء والعناوين، ونوعية الأفلام التي تقدمها كل دولة، ولديه المقدرة على البحث عن الأعمال الجادة وكذلك تلك التي تحقق المعادلة الصعبة، أي تصلح للجهتين وتتمتع بالمستويين الراقي والتجاري أيضاً.

مهرجانات عالمية

• كيف تم اختيارك منسقاً للمهرجانات العالمية؟

- عندما علم سمو الشيخ ناصر المحمد وزير الإعلام وقتذاك بخلافي الحاد مع المسؤول في تلفزيون الكويت، ونيتي تقديم استقالتي، استدعاني وقال لي: لديك خبرة كبيرة مع المهرجانات السينمائية، فما رأيك أن تتحول إلى الوزارة وتحت إشرافي، كمنسق للمهرجانات السينمائية العالمية؟ ومن هنا عملت منسقاً لاشتراكات الدولة في تلك التظاهرات العريقة من الناحية الإعلامية، وهو قرار صائب وذكي من سموه، حيث عرف كيفية استغلال طاقتي في هذا المجال.

ولا أنسى أيضاً في عام 1972 أن سمو الشيخ ناصر المحمد، عندما كان سفيراً لدولة الكويت لدى طهران، أرسل دعوة لوزارة الإعلام الكويتية، للمشاركة بفيلم "بس يا بحر" في أول مهرجان سينمائي عالمي يقام في طهران، وكانت خطوة كبيرة وعميقة وبداية خير للسينما الكويتية، وحصل العمل على جائزة، ومن هنا انتشر الفيلم، فتهافت عليه مديرو مهرجانات العالم، من بينهم جان لويجي روندي مدير مهرجان فينيسيا الدولي، وهو أقدم مهرجان في العالم، ثم مدير مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي مايكل كوتشا، ومهرجان سان أنتونيو تكساس، ومهرجان الأفلام البحرية في قرطاجنة بإسبانيا، ومهرجان فيغارو في البرتغال.

مهرجان قرطاج

• كيف تقيم تجربتك مع مهرجان قرطاج السينمائي؟

- يعتبر من الكوارث الأخرى التي واجتهها في حياتي، حيث لدغت منه مرتين، مع الأسف الشديد كانت مشاركتي الأولى في مهرجان قرطاج في تونس عام 1972 بفيلم "بس يا بحر"، بسبب دخوله مهرجانات عالمية، منها "فينيسيا" و"شيكاغو" و"سان أنتونيو تكساس" و"طهران" و"دمشق" وحصد 9 جوائز، فدخل المسابقة ولم ينافسه أي فيلم، لكن مع الأسف الشديد تدخلت العلاقات على نطاق عال إضافة إلى توجه المهرجان والتوصيات، وتم ظلمنا بمنحنا الجائزة الثانية، فقررت حينها رفض أي جائزة أقل من الأولى، وعندما أعلنت النتيجة لم أتحرك من مكاني ولم أصعد لتسلم الجائزة، وكان معي مدير التصوير توفيق الأمير والفنان محمد المنصور، والملحق الثقافي في سفارة الكويت فاضل خلف، والغريب في الأمر أن الجمهور التونسي الحاضر رفض تسلمي الجائزة، والبعض أمسكني من كتفي قائلاً: "ما تقومش... الجائزة الأولى حرام ما تاخذهاش"، فتمت مناداة السينمائي التونسي فريد بوغدير ليتسلم الجائزة وسط استهجان الجمهور، فتسلمها واختفى عن الأنظار، وبعد مرور أعوام أصبح مخرجاً.

دورة 2016

• وماذا حدث في المرة الثانية؟

- في المهرجان نفسه، أرادوا تكريمي في دورة عام 2016، هاتفني محمد شلوف في يونيو الماضي ليعلمني بهذا التكريم لأنني أول من شارك في هذا المهرجان عام 1966 من خلال الفيلم الوثائقي القصير "الصقر"، ثم في الدورات التالية بأفلام "وجوه الليل" و"الرحلة الأخيرة"، والفيلم الطويل "بس يا بحر" و"عرس الزين"، في الافتتاح الرسمي قلت له إنني مقاطع المهرجان، فطلب مني أن أفتح صفحة جديدة، وهناك توصية بتكريمك، فأعددت لهذه المشاركة، ثم أبلغته هاتفيا وبـ"الإيميلات" أنني أحمل أكثر من شريط سينمائي (دي في دي) لمنتجين، فأرجو أن يستقبلني أحد من قبلكم لدى وصولي إلى الجمارك حتى لا تحتج على هذه الكمية أو يتم تحويلها إلى الرقابة، فأكد لي أن ثمة من سيستقبلني عند الطائرة فلا تقلق، وإن واجهتك أي مشكلة فسنحلها فوراً، وأفلامك لن تمس.

فقمت بترميم فيلم "الصقر" كي يعرض في المهرجان، إضافة إلى "عرس الزين" و"بس يا بحر"، ومن خلال الاتفاق على الحضور علمت أن ظروف المهرجان صعبة جداً من الناحية المالية، لذا وفرت عليهم قدر المستطاع، من أفلام وتذكرة السفر.

مهرجان طوكيو

• وماذا جرى بعدها؟

- كنت حاضراً لمهرجان طوكيو أواخر أكتوبر الماضي، وبعد انتهائه في 28 منه خضت رحلات طيران عديدة وتغيير المحطات كي أصل إلى تونس قبل بدء حفل افتتاح المهرجان، حيث استغرق ذلك 30 ساعة، وعندما وصلت حلت الكارثة، لم أجد أحداً في استقبالي، انتهيت من الجوازات، ولم أر أحداً، وعندما وصلت حقيبتي إلى الجمارك، فقال أحد رجال الجمارك لديك كمية كبيرة من الأفلام، فأجبته لقد أبلغت إدارة المهرجان بذلك وهذه الأفلام خاصة لي وبمهنتي، وليس بها أي شريط مخل بالآداب العامة، فخيرني بين تحويلها إلى الرقابة أو حجزها لديهم، فوصلنا إلى مشادة كلامية، ومن حقه ما قاله لأنه لا يعرفني، فطلبت منه أن يحافظ عليها إلى حين انتهائي من إجراء حجز تذكرة عودة بعد نصف ساعة، فقال أنت مدعو للمهرجان، فأجبته هل لديك إثبات على ذلك، وهل استقبلني أحد؟ قال لا، ثم خرجت إلى "كاونتر" السياحة لأستعلم عمن سيستقبل المدعوين، فوجدته ولم أتمالك أعصابي، فصرخت عليه، فقال: اسمك موجود في اللائحة، والسيارة تنتظرك، قلت ماذا أفعل وأفلامي محجوزة! فتركته لأحجز تذكرة العودة، لكنهم أعطوا تعليمات بتعطيل سفري بحجة أن بطاقاتي الائتمانية لا تعمل، ووصلت إلى حل بأن اشتري التذكرة بالدولار الأميركي النقدي، ثم عدت إلى الجمارك واستلمت أفلامي وذهبت إلى الطائرة... الوزير التونسي الذي أراد تكريمي، قام بعد انتهاء المهرجان بإعفاء مدير المهرجان من مهمته، وتم نشر ذلك في الصحف.

السجادة الحمراء أصبحت «كليشيه»... وتقليداً رخيصاً

انتقد المخرج د. خالد الصديق التقليد الممل والمتكرر لما يسمى السجادة الحمراء، لافتاً إلى أنها متبعة في جوائز "الأوسكار" ثم لحقها مهرجان "كان"، والآن أصبحت "كليشيه"، كلهم يتبعونها في مهرجاناتهم.

واعتبر أنه تقليد ليس جميلاً، لأن التقليد رخيص دائماً، مشيراً إلى موقف طريف حدث معه في أحد المهرجانات حينما أثار استغرابه عدم وجود السجادة الحمراء، فسأل أحد المنظمين لماذا لا توجد؟ فقال إنها موجودة، لكنها خضراء، فأعتقد أنه يمزح، وفي الافتتاح وجدها فعلا خضراء!

back to top