تدريس العمل التطوعي والإنساني

نشر في 15-01-2017
آخر تحديث 15-01-2017 | 00:13
قرار تدريس العمل التطوعي والإنساني والخيري في مراحل التعليم العام صائب، وسينعكس على سلوك الطلبة واهتماماتهم، وسيخلق جيلاً ينظر إلى ما يحدث من حوله في العالم بشكل مختلف.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

البرلمانات تفشل في ملامستها قضايا الناس ما لم يوجد صنف من النواب الذين يكشفون انحراف المؤسسة التشريعية بشيء من القسوة أحياناً.

***

قرار صائب ومستحق لمجلس الوزراء في جلسته المنعقدة يوم ٩ يناير ٢٠١٧ تنفيذ رغبة صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، اعتماد العمل الخيري والتطوعي والإنساني في مناهج التعليم العام.

هذا القرار له فوائد كثيرة، بينها أنه يرد الفضل لتاريخ عريض من السلوك الحضاري والمدني المتقدم منذ عشرينيات القرن الماضي، حيث بدأت حركة المجتمع الكويتي في تلمس حاجات المجتمع الأساسية كالتعليم والصحة وشؤون البلدية وإعانة المحتاجين والتكاتف وقت الأزمات والكوارث الطبيعية والحروب.

هذا التاريخ الذي يضم كوكبة واسعة من الأسماء والشخصيات التي ملكت بعد النظر هو قرار مهم أيضا في كونه يطور سلوك الطلبة، ويجعلهم أكثر إنسانية في التعامل مع محيطهم، ويقلل نزعات التوتر والعنف السائد في سلوكياتهم، ففضيلة العطاء والتطوع توسع المدارك، وتجعل نظرة الفتيان للأمور المحيطة بهم أكثر اتساعا.

هذا القرار مستحق نظراً للمكانة الدولية التي راكمتها دولة الكويت حكومة وشعباً طوال عقود من الزمن في حقل التنمية البشرية (١٥ مليار دولار هي قيمة مساعدات الصندوق الكويتي للتنمية العربية حتى عام ٢٠١١ شملت ١٠٢ دولة). وملايين الدنانير التي خصصها الشعب الكويتي عبر تبرعاته للجمعيات الخيرية لدول كثيرة.

سلوك التطوع والبذل في الكويت راسخ، ويجب أن يوضع في إطاره الصحيح، فالقرار في حقيقته حفاظ على تراث وشمائل وسلوكيات عفوية جميلة، وتدريسه يعمق هذه الصفات في نفوس النشء ويضع لها إطاراً معرفياً واعياً،

تبقى مسألة مهمة وهي الخطوات التنفيذية لتكوين المقررات في المراحل التعليمية، وشيء من التبصر مطلوب أثناء التنفيذ، فالقرار نص على ٣ أنواع من الأنشطة، وهي: التطوع وهو عام ويضم نواحي كثيرة، والثاني الخيري وهو ما تقوم به جمعيات خيرية، والثالث إنساني ويشمل كثيراً من الأعمال أيضاً. وحتى نكون أكثر صراحة فالقرار لا يعني الجمعيات الخيرية، الدينية على وجه التحديد، بل يشمل أكثر الجمعيات الأهلية كجمعية التبرع بالأعضاء البشرية والجمعيات النسائية، والهلال الأحمر، وجمعيات حقوق الإنسان، وفريق لوياك التطوعي وغيرها، وبناء عليه فإن شكل المناهج يجب أن يكون ذا صبغة إنسانية تهدف إلى تنمية الحس الإنساني لدى الطلبة، دون تمييز وتفرقة وتوجيه للعمل الإنساني.

هذه الأطراف يجب أن تستشار في وضع المناهج لتحقيق الجانب المهني المتجرد، ووضع الأفكار التطبيقية والنظرية لها، وتتوسع في شرح الجوانب التي تعانيها البشرية من مشاكل العوز والفقر والعنف، وتوضح كيف وصل العمل الإنساني الدولي للتعامل معها وحلها، ولا ننسى بالطبع كم المنظمات الإنسانية الدولية التي تعمل في الكويت وضرورة الاستفادة من مهنيتها وخبراتها.

back to top