الأسد يبدأ عملية في تدمر... و«داعش» يباغته بدير الزور

• الهدنة ساقطة عملياً في إدلب
• 3 مراحل لإعادة مياه دمشق
• المعارضة إلى «أستانة» بضغوط تركية

نشر في 15-01-2017
آخر تحديث 15-01-2017 | 00:05
سوريون في أحد شوارع دمشق ليل الخميس - الجمعة   (إي بي أيه)
سوريون في أحد شوارع دمشق ليل الخميس - الجمعة (إي بي أيه)
بعد تحضيرات استمرت أسابيع تحت إشراف رئيس الأركان السوري العماد علي أيوب، أطلقت قوات النظام عملية واسعة لاستعادة مدينة تدمر الأثرية استقدمت لها من حلب لواء «درع القلمون» ومقاتلي «صقور الصحراء» الممولة من روسيا، تزامناً مع قيام تنظيم «داعش» بهجوم غير مسبوق على مواقع الحكومة في دير الزور.
بدأت قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمسلحون الموالون لها صباح أمس، عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة تدمر من تنظيم "داعش"، الذي شنّ أكبر هجوم لهم منذ أشهر على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بمدينة دير الزور مما خلف عشرات القتلى.

وقال مصدر ميداني في قوات الأسد، إن العملية العسكرية يشارك فيها أكثر من 10 آلاف مقاتل، غالبيتهم من مجموعات الدفاع الوطني وصقور الصحراء ومجموعات العميد سهيل الحسن، وتهدف إلى تحرير آبار الغاز والنفط في جزل والشاعر ومهر في مرحلتها الأولى وتحرير مدينة تدمر في مرحلتها النهائية.

وأوضح المصدر، أن القوات المهاجمة تمكنت خلال الساعات القليلة الأولى من بدء العملية من التقدم لمسافة 3 كم عند المحور الشمالي الشرقي لمطار التيفور، في حين تعرضت المجموعات المهاجمة شرق المحطة الرابعة لنقل النفط القريبة من حقل جحار للغاز، لكمائن من مسلحي "داعش" وتكبدت خسائر بالأفراد والعتاد.

وتحدث المصدر عن قيام تنظيم "داعش" بهجوم معاكس شمال المحطة الرابعة استخدم فيه دبابة مفخخة، تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية، التي اضطرت إلى الانسحاب من عدد من النقاط، مبيناً أن العملية البرية تتم تحت غطاء كثيف من الطيران الحربي السوري والروسي وقصف مدفعي وصاروخي من مجموعة العتاد المتطور، التي وصلت أخيراً إلى ريف تدمر من روسيا.

وزار رئيس الأركان السوري العماد علي أيوب يوم الخميس ريف حمص الشرقي لتفقد جاهزية القوات، لبدء العملية التي تم التحضير لها على مدى الأسابيع القليلة الماضية، مع وصول مسلحي لواء "درع القلمون" ومقاتلي "صقور الصحراء" الممولة من روسيا والتي كانت تقاتل في مدينة حلب.

دير الزور

وفي دير الزور، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي تنظيم "داعش" شنوا أكبر هجوم لهم منذ أشهر على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة بمدينة دير الزور، أمس، مما خلف عشرات القتلى، مشيراً إلى أن ستة انفجارات على الأقل هزت المدينة، فيما اشتبك المقاتلون مع القوات الحكومية، التي رد طيرانها بقصف مواقع للتنظيم المتشدد.

انهيار الهدنة

ومع دخول وقف إطلاق النار الهش أسبوعه الثالث، اعتبر مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن "الهدنة لم تعد قائمة عملياً بسبب استمرار استهداف المدنيين، مشيراً إلى مقتل 8 أمس، جراء غارات لم يعرف إذا كانت سورية على بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي.

وتأتي هذه الغارة بعد تصعيد في ليل الجمعة- السبت على مناطق عدة في إدلب، ما تسبب بمقتل ثلاثة من عائلة واحدة بينهم طفلة في بلدة أورم الجوز، وإصابة العشرات، بينهم عناصر من الدفاع المدني.

كما طالت الغارات والقصف مناطق عدة تحت سيطرة الفصائل في حلب وحماة.

وشدد عبدالرحمن على أنه "يجب أن يحيّد وقف إطلاق النار المدنيين عن القتل بغض النظر عن الفصائل الموجودة في المنطقة"، موضحاً أنه رغم "وجود جبهة فتح الشام في إدلب لكن ثمة فصائل أخرى متحالفة معها وموقعة على الاتفاق الروسي- التركي".

وادي بردى

وبعد معارك دامية منذ 20 ديسمبر، ساد أمس الهدوء في منطقة وادي بردى، خزان مياه دمشق، غداة التوصل الى اتفاق بين السلطات والفصائل المقاتلة، تم بموجبه دخول فرق الصيانة إلى نبع عين الفيجة لإصلاح أضرار لحقت به جراء المعارك، بحسب المرصد.

وقال مصدر في محافظة دمشق، إن "ورش الصيانة بدأت عملها منذ دخولها مباشرة الجمعة"، موضحاً أن المرحلة الأولى تشمل "تقييم الأضرار" على أن يتم "إحضار ما يلزم من معدات وأنابيب في المرحلة الثانية، تمهيداً لإعادة ضخ مياه الشرب في مرحلة ثالثة".

وأوضح المصدر أن "الفرق خرجت في وقت متاخر ليل أمس من نبع الفيجة واستقرت في موقع قريب، وكانت لا تزال صباح أمس تنتظر الدخول لاستئناف عملها. وإنجازه في أقرب وقت ممكن".

«درع الفرات»

وفي إطار عمليتها في سورية، "درع الفرات"، أعلنت هيئة "الأركان التركية" أمس، أن قوات "درع الفرات" تمكنت من قتل ألف و518 من تنظيم "داعش" و295 من منظمة "حزب العمال الكردستاني"، من منذ أغسطس الماضي.

وفي بيانها الأسبوعي، أكدت رئاسة الأركان "بلوغ القوات المشاركة في درع الفرات الأحياء الغربية والشمالية الخارجية لمدينة الباب بمحافظة حلب شمال سورية"، لافتة إلى "استمرار تطبيق التدابير المتخذة لوقف الهجمات المحتملة لعناصر منظمة حزب العمال الكردستاني باتجاه الشرق من منطقة عفرين وباتجاه الغرب من مدينة منبج بحلب".

مفاوضات «أستانة»

سياسياً، رضخت المعارضة لضغوط رئيس المخابرات التركية حقان فيدان، معلنة موافقتها المشاركة في المباحثات المقررة في عاصمة كازخستان "أستانة" بعد أن تخلت عن شرط تثبيت وقف إطلاق النار واستجابت للطلب الروسي بعدم إشراك شخصيات سياسية.

وقال مصدر في المعارضة أمس، إن اجتماعات أنقرة التي عقدت بـ"إشراف تركي على مدار ثلاثة أيام وضمت شخصيات إعلامية وسياسية من الائتلاف الوطني والهيئة العليا للمفاوضات وقادة فصائل عسكرية انتهت الجمعة بالموافقة على المشاركة في مباحثات "أستانة".

وأضاف المصدر المعارض، الذي طلب من "سكاي نيوز" عدم الكشف عن هويته، أن "بعض فصائل المعارضة المسلحة كانت قد اشترطت تحقيق عدة مطالب قبل الذهاب إلى مفاوضات أستانة أبرزها شرط تثبيت وقف إطلاق نار شامل في سورية".

دعوة واشنطن

مع اقتراب موعد محادثات السلام برعاية روسيا وتركيا في "أستانة"، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأول، أن روسيا دعت فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى المحادثات، متجاوزة بذلك إدارة الرئيس باراك أوباما التي بدا أنها تغيبت عن العملية ولم يطلب منها المشاركة.

ووفق "واشنطن بوست"، فإن السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك دعا الولايات المتحدة إلى اجتماع "أستانة"، خلال مكالمة هاتفية أجراها في 28 ديسمبر مع المستشار المقبل للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين.

مقتل 1518 جهادياً و295 كردياً منذ إطلاق عملية «درع الفرات»
back to top