صواريخ إسرائيلية على مطار المزة... وضربة في عمق دمشق

• حضور واشنطن في محادثات أستانة مرهون بالكرملين
• اتفاق بين أنقرة وموسكو لتنسيق الضربات

نشر في 14-01-2017
آخر تحديث 14-01-2017 | 00:08
إجلاء سوري أصيب في غارة نظامية على بلدة بنش في ضواحي إدلب أمس الأول  (أ ف ب)
إجلاء سوري أصيب في غارة نظامية على بلدة بنش في ضواحي إدلب أمس الأول (أ ف ب)
هزت سلسلة انفجارات قاعدة المزة العسكرية في ضاحية دمشق ليل الخميس- الجمعة، واتهم النظام السوري إسرائيل بقصف المطار، دعماً للتنظيمات الإرهابية، وحذر من تداعيات الاعتداء، الذي تزامن مع استهداف تفجير انتحاري منطقة كفرسوسة، التي يقطنها قسم من الوزراء، وكبار الضباط، ومسؤولو النظام في عمق دمشق.
شهدت قاعدة المزة العسكرية في ضاحية دمشق ليل الخميس- الجمعة سلسلة انفجارات عنيقة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها استهدفت مستودعات ذخيرة.

واتهم جيش الرئيس بشار الأسد إسرائيل بقصف القاعدة العسكرية، محذراً إياها من "تداعيات هذا الاعتداء السافر". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنه "في محاولة يائسة لدعم التنظيمات الإرهابية، أقدم طيران العدو الإسرائيلي بعد منتصف الليل على إطلاق عدة صواريخ من شمال بحيرة طبريا (الجولان المحتل) سقطت في محيط مطار المزة، ما أدى إلى نشوب حريق في المكان".

وأضاف المصدر العسكري أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحذر العدو الإسرائيلي من تداعيات هذا الاعتداء السافر، وتؤكد استمرار حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه".

وكان التلفزيون الرسمي السوري أفاد في وقت سابق بوقوع سلسلة انفجارات هزت مطار المزة العسكري. وهي المرة الثانية خلال ثمانية ايام التي تضرب فيها اسرائيل مواقع بالقرب من دمشق من دون أن تتضح أهدافها تماماً.

وأوضح مراسل وكالة "فرانس برس" في المكان انه سمع دوي تلك الانفجارات، لافتاً إلى تصاعد حريق كبير من داخل المطار، كان من الممكن رؤيته من العاصمة.

مستودعات ذخيرة

وفي حين رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بأي تعليق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إلى أن الانفجارات "تبين أنها ناجمة عن استهداف صاروخي لمستودعات ذخيرة في مطار المزة".

وتحدثت مصادر سورية عدة في السابق عن حصول عمليات قصف اسرائيلي في سورية منذ بداية النزاع، استهدفت خصوصاً قاعدة المزة. ففي 7 ديسمبر استهدفت صواريخ أرض-أرض إسرائيلية محيط مطار المزة العسكري غرب دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية.

هجوم انتحاري

وفي هجوم انتحاري نادر في عمق العاصمة السورية، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في حي كفرسوسة، الذي يعيش في قسم منه وزراء ومسؤولون أمنيون كبار، وفيه يوجد مقر اجهزة المخابرات.

وقال المرصد إنه "سمع دوي انفجار شديد هز منطقة كفرسوسة وسط العاصمة، تبين أنه ناجم عن تفجير انتحاري نفسه بالقرب من نادي المحافظة بالمنطقة، قضى على إثره ما لا يقل عن 8 أشخاص، وسقط عدد من الجرحى".

وأكد التلفزيون السوري وقوع "هجوم إرهابي"، مشيرا الى حصيلة اولية من سبعة قتلى اربعة منهم عسكريون ضمنهم عقيد.

حضور واشنطن

سياسياً، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو أمس، أن روسيا وافقت على ضرورة ان تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشأن المستقبل السياسي لسورية، والمزمع عقدها في أستانة في وقت في 23 من الشهر الجاري.

وقال جاويش أوغلو للصحافيين في جنيف على اثر مؤتمر دولي حول قبرص، "يجب التأكيد أن تتم دعوة الولايات المتحدة، وهذا ما اتفقنا عليه مع روسيا"، مشدداً على أنه "يجب أن نحافظ على وقف اطلاق النار، فهذا ضروري من أجل مفاوضات أستانة".

وأوضح أن الدعوات الى المفاوضات يجب توجيهها على الأرجح الأسبوع المقبل، وأن واشنطن يجب بالتالي أن تحضرها. وتابع: "لا يمكن لأحد ان ينكر دور الولايات المتحدة. هذا موقف مبدئي بالنسبة إلى تركيا".

موقف الكرملين

ولاحقاً، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان روسيا لا يمكن أن تتخذ موقفاً في الوقت الراهن من دعوة الولايات المتحدة إلى محادثات السلام في كازاخستان. وقال لصحافيين: "لا يمكن أن اتخذ موقفا. بالتأكيد، نحن نؤيد اكبر تمثيل ممكن لكل الأطراف، لكنني لا أستطيع أن أجيب بشكل دقيق الآن".

وفي 29 ديسمبر، أعلن وزير الخارجية سيرغي لافروف في حضور الرئيس فلاديمير بوتين استعداد موسكو لتوسيع المحادثات لتشارك فيها مصر وبلدان عربية اخرى، والحرص على مشاركة الأمم المتحدة.

تنسيق الضربات

في السياق، وقعت روسيا وتركيا اتفاقاً يحدد آليات تنسيق ضرباتهما الجوية في سورية، عندما يقصف البلدان "أهدافا إرهابية".

ووفق وزارة الدفاع الروسية، فإن وفدين من البلدين تفاوضا الشهر الماضي لإقرار الهدنة التقيا أمس الأول في موسكو، وأجريا مشاورات حول التعاون في مكافحة تنظيم "داعش"، مبينة انهما وقعا اتفاقا "يحدد آليات التنسيق والتعاون بين الطائرات الروسية والتركية خلال الضربات التي تستهدف أهدافا إرهابية، والتدابير التي يتخذها الجانبان لتفادي احداث التصادم خلال وجود طائرات (مقاتلة) وطائرات مسيرة في الأجواء السورية".

وفي إطار قضية استخدام اسلحة كيماوية، فرضت الولايات المتحدة للمرة الاولى عقوبات على 18 ضباطا رفيعي المستوى، ومسؤولين من مركز للأبحاث التابع نظام الأسد.

وقال المكلف مكافحة تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأميركية آدم زوبن، إن "استخدام اسلحة كيماوية من قبل النظام ضد شعبه عمل شنيع ينتهك الممارسة المتبعة منذ فترة طويلة في العالم بأسره بعدم صنع أو استخدام أسلحة كيماوية".

البيت الأبيض يفرض عقوبات على 18 مسؤولاً بالنظام في إطار قضية الكيماوي
back to top