6/6 : مال ورمال

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:19
 يوسف الجاسم بعد أن أدهش الطيار العسكري الأخ فيصل حمد العيار المراقبين وهو يقود بتألق ونجاح على مدى جاوز 35 عاماً مجموعة كويتية استثمارية عملاقة ناهزت قيمة موجودات وحداتها (33 مليار دولار) منتشرة عبر 24 دولة في مجالات شملت القطاعات الاقتصادية والاستثمارية كافة، وبعد أن عبر بشركاتها ومؤسساتها إلى شواطئ الأمان كربّان ماهر تعامل مع أعتى العواصف والأنواء بحرفية وإتقان نادرين، فإنه جاء ليدهشنا بمؤلفه الشيق والثري الذي عنونه "مال ورمال"، في مقاربة ذكية بين عالم المال في بلد الرمال، وما يخفيه ذلك العالم من مفارقات بين النجاحات والإخفاقات التي تصطبغ بنقاء الصحراء وصفاء سمائها حيناً وعواصف عجاجها التي تغشى الأبصار أحياناً أخرى.

جرأة الطيار حين ينقض على الأهداف التي يحددها بدقة ورؤيته للمشاهد من مكانه العلوي وهو يحلق في الأجواء وقفت في ظني خلف تحول رجل الأعمال (بومبارك) إلى باحث وصاحب قلم ليصدر كتاباً توثيقياً جريئاً في عالم الاستثمار الكويتي، ويزيح أستاراً كانت تواري عدداً من الصفقات والمشاريع الاستثمارية المهمة والناجحة، والتي أبهرت وألهبت الساحات الاقتصادية والمالية محلياً وعالمياً في سبعينيات القرن الماضي وما تلاها، كما فصّل بكتابه عناوين كانت مبهمة لانتكاسات وصفحات سوداء في تاريخ استثماراتنا المحلية والدولية، مستخلصاً نتائج بحثه المثابر من مستندات وأرشيف ومصادر متناثرة كاد الزمن يطمسها، فصاغها برشاقة وإتقان في "مال ورمال" على شكل فصول توثيقية أحسب أنها ستكون مصدراً محكّماً للباحثين بتلك الموضوعات المهمة، مثل شراء "سانتافي" وتملّك حصة مؤثرة في "بي بي"، وكذلك اختلاسات إسبانيا، ومكتب الاستثمار في لندن، وصفقة كي داو، والمصفاة الرابعة، وعدد آخر من العناوين المثيرة، التي دونها بحيادية ونزاهة رفعت من موضوعية الكتاب الذي خلا من المصادمة مع الأسماء ذات الصلة بكل القضايا المتفجرة التي تناولها، مكتفياً بأن يكون كتابه مرجعاً رصيناً وحسب للباحثين والمشتغلين بالشأن المالي والاستثماري في الكويت، مع لمسات وقورة تعبر عن شخصية الكاتب الرزين الذي يخلو تاريخه من الخصومات الجارحة.

نأمل من رجال المال والأعمال الآخرين، الذين تعج بهم الساحة المحلية ويختزنون في أوراقهم وذاكراتهم الكثير والمثير من المعلومات والوثائق الخاصة بزوايا ومنعطفات اقتصادنا الكويتي، أن يقتفوا أثر كتاب "مال ورمال" ويمنحونا المزيد من الأعمال التوثيقية لتاريخ الكويت في هذا المجال الحيوي، وتدوين تجاربهم الثرية فيه، مثلما فعل أيضاً ذلك الرائد الاقتصادي الكبير الأستاذ حمزة عباس في إصداره الأخير لسيرته الذاتية المعنون بـ "ونصحت لكم".

شكراً "بو مبارك" على إهدائي نسخة من كتابك القيّم، وقبل ذلك نهنئك على نجاحك في الكتابة المكمل لنجاحاتك البارزة في مختلف أعمالك.

أخيراً:

نتطلع مستقبلاً سواء من الأخ فيصل العيار أو من آخرين، لإصدارات توثيقية أخرى حول موضوعات أكثر ضجيجاً، مثل سرقة الناقلات ونهب التأمينات.

***

ملحوظة:

الشكر والتقدير لمعالي وزير الصحة د. جمال الحربي لاستجابته السريعة لما غردت به الثلاثاء الماضي حول وقف علاج طفلة كويتية عمرها عامين تعاني مرضاً نادراً عالمياً، لتتولى علاجها الكنيسة في نيويورك ضمن الحالات المستحقة.

فأمر الوزير مشكوراً باستئناف علاجها فوراً على نفقة الدولة، في موقف إنساني كبير، ونرجو من الله أن يمن على الطفلة بالشفاء.

back to top