قوة الكبرياء... ومخاطرها!

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:00
No Image Caption
بالنسبة إلى السياسيين وبقية الناس العاديين، قد تصبح الكبرياء لعنة... أو مصدر قوة! نتعرّف في السطور التالية إلى نوعين من الكبرياء: الأصلية والمتغطرسة، أو بمعنى أوضح الحميدة والسامة.
تحمل الكبرياء سمعة سيئة: في النهاية تُعتبر هذه الصفة واحدة من الخطايا السبع المميتة! لكن عند التدقيق عن قرب، يمكن اعتبارها مصدراً للإنجاز البشري أيضاً بحسب جيسيكا ترايسي، رئيسة «مختبر العواطف والذات» في جامعة كولومبيا البريطانية.

تستكشف ترايسي في كتابها Take Pride (افتخر بنفسك) الاختلافات القائمة بين ما تسمّيه الكبرياء {الأصلية} والكبرياء {المتغطرِسة} وتكشف عن وجود أمثلة عنهما في عالم السياسة ومجالات أخرى.

كبرياء أصلية

ترتكز هذه الكبرياء على شعور إيجابي ومتوازن باحترام الذات وتترافق مع الاجتهاد والميل إلى عمل الخير. عموماً، يكون الأشخاص الذين يحملون هذا الشكل من الكبرياء، مثل المليونير وفاعل الخير وارن بافيت، واثقين بنفسهم واجتماعيين ويكسبون الاحترام من داعميهم ويعبّرون عن امتنانهم عند الحاجة.

تقول ترايسي إن الرئيس أوباما حرص على تجنّب الخطاب المتعجرف واعترف بدور الآخرين في إنجازاته. يجسّد هذا الشكل من احترام الذات الناحية الإيجابية من الكبرياء بالنسبة إلى الناس العاديين كونه يحفّزنا على تحقيق الإنجازات، وقد يعطي معنىً حقيقياً للحياة.

تدعم الأدلة التجريبية المفهوم القائل إن الكبرياء التي ترتبط بإتمام مهمّة معينة تشجّعنا على تحقيق النجاح مستقبلاً.

تضيف ترايسي: «كلما شعرتَ بكبرياء أصلية، ستزيد محاولاتك لتحقيق الإنجازات».

كبرياء متغطرِسة

ترتبط هذه الكبرياء بشعور العظمة. يكون الناس الذين يتمتعون بهذه الصفة متعجرفين ونرجسيين: ينسب البعض هذه الصفات إلى قادة استبداديين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات رمزية مثيرة للجدل مثل صاحب شركة {آبل} الراحل ستيف جوبز. يكسب هؤلاء القادة النفوذ جزئياً عبر استعراض الثقة بالنفس ومضايقة الآخرين. تقول ترايسي: {ينجرّ الناس وراء مظاهر الكبرياء مع أنهم يخافون منها. يريدون زعيماً مخيفاً يستطيع ترهيب الأشخاص عند الحاجة}.

قد لا تنجم هذه الكبرياء عن الاجتهاد في العمل والنوايا الحسنة، بل ترتبط بالغوص في أفكار الآخرين الإيجابية بأسلوب أناني}.

تبدو الكبرياء المتغطرِسة سامة رغم جاذبيتها الأولية لأنها تعزّز العدائية والتصرفات المسيئة، ويسهل أن ينفر الناس من هاتين الصفتين.

يجب أن نحذر جميعاً من تسلل الكبرياء المتغطرسة إلى حياتنا، وإلا فقد نحقق النجاح مقابل فقدان إعجاب الناس بنا.

إيميلي سيلبر*

back to top