ما قصة كتب التلوين الخاصة بالراشدين؟

نشر في 13-01-2017
آخر تحديث 13-01-2017 | 00:00
No Image Caption
في صيحة تبدو غريبة إلى حدٍّ ما، يقصد البعض المكتبات لاسترجاع مشاعر الحنين من خلال كتب تلوين خاصة بالراشدين، فهل يجدون فيها مصدر الإلهام المفقود لديهم؟
تعجّ كتب التلوين المعروضة في المكتبات بأنماط هندسية ومناظر خلابة وتصاميم حيوانية معقدة، لذا لم تعد حكراً على الأولاد. بفضل عناوين مبتكرة مثل Mindfulness Coloring Book (كتاب تلوين للاسترخاء الذهني) و Colors of Loss and Healing (ألوان الخسارة والشفاء) وColor Me Stress-Free (التلوين لتفريغ الضغط النفسي)، يستهدف الناشرون الراشدين الذين يبحثون عن طريقة حديثة للاسترخاء وتصفية ذهنهم أو حتى التكيّف مع أصعب عواطفهم.

عدا الغايات التسويقية، هل من أهداف أخرى وراء نزعة كتب التلوين الخاصة بالراشدين الرجعية ظاهرياً؟ تقلّ البحوث حول المنافع النفسية للتلوين، لكن يتحدث بعض الخبراء في هذا المجال عن أسباب تدفعهم إلى اعتبار هذا النشاط مريحاً فعلاً.

يوضح الطبيب النفسي العيادي بن مايكلز الذي أوصى جزءاً من عملائه باستعمال كتب التلوين: «تشتق المعاناة عموماً من ضغوط خارجية أو مخاوف داخلية ترتبط بمسائل لا يمكن السيطرة عليها. أثناء التلوين، ستقوم بنشاط منظّم جداً لا يصبو إلى أهداف معينة. هكذا يتحوّل تركيزك إلى نشاط يسهل التحكم به وتخفّ معاناتك نتيجةً لذلك».

حتى لو لم يساعدك التلوين على استيعاب المشاعر السلبية مباشرةً، إلا أنه يعطيك مستوىً حقيقياً من الراحة على الأقل.

منافع غير مباشرة

تحمل الكتب أيضاً منافع غير مباشرة. لنفترض أنك تعمل على مهمّة تتطلب منك أفكاراً مبتكرة ولم تعد تستطيع المتابعة. أثبتت دراسة نُشرت في مجلة {العلم النفسي} في عام 2012 أن الأشخاص الذين أخذوا استراحة من مشاكلهم عبر المشاركة في نشاطات سهلة (تزامناً مع زيادة تشتّت العقل) يبلون حسناً في المهام اللاحقة. هكذا تساعد جلسات التلوين الناس على الاستعداد للتحديات المرتقبة.

يبرز بعض الأدلة أيضاً على أن الكتابة المتكررة، إلى جانب نشاطات أخرى، قد تزيد مستوى التركيز: اكتشفت دراسة جرت في عام 2009 أن المشاركين الذين رسموا أشكالاً أثناء سماع رسالة مسجّلة تذكّروا التفاصيل أكثر من غيرهم.

بحسب كلير زيديليوس، باحثة في مجال الإبداع في جامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا، قد توحي تجربة التلوين بدرجة من الاسترخاء الذهني مع بعض التشتت العقلي}.

بعيداً عن معيار الإنتاجية، يعطي التلوين منافعه الخاصة. يتحدث مايكلز عن وجود قيمة كامنة للمشاريع الفنية وتتعلق منفعة مباشرة مثلاً بتزيين نمر ثنائي الأبعاد بذوق رفيع. يوضح مايكلز: {يعني فعل الابتكار بحد ذاته وجود جانب قيّم في داخلنا}.

يكفي أن نفكر بهذه الصورة إلى جانب مشاعر الحنين التي يبثها نشاط شائع في مرحلة الطفولة كي نفهم بكل وضوح ما يدفع عدداً كبيراً من الناس إلى التهافت على شراء علبة من أقلام التلوين.

back to top