أوباما يودع الرئاسة بالدموع: أميركا أفضل وأقوى

عدد إنجازاته ودعا إلى الوحدة وحذر من الخطر على الديمقراطية

نشر في 12-01-2017
آخر تحديث 12-01-2017 | 00:03
أوباما وزوجته و ابنته ماليا بعد انتهاء خطابه في مركز مؤتمرات ماكورميك بشيكاغو أمس الأول (اي بي ايه)
أوباما وزوجته و ابنته ماليا بعد انتهاء خطابه في مركز مؤتمرات ماكورميك بشيكاغو أمس الأول (اي بي ايه)
من شيكاغو المدينة التي رسم فيها سيرة حياته المهنية وأصبحت معقله السياسي، خصص الرئيس الاميركي باراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، القسم الأكبر من خطابه الوداعي للدفاع عن إنجازاته.

وفي كلمة مؤثرة تخللها ذرف دموع، وألقاها في"ماكورميك بليس"، أكبر قاعة للمؤتمرات في البلاد، أكد الرئيس الديمقراطي أن الولايات المتحدة هي اليوم "أفضل وأقوى" مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام، داعيا مواطنيه إلى الدفاع عن الديمقراطية.

وقال أوباما (55 عاما) في خطابه الأخير إلى الأمة قبل أن يسلم السلطة الأسبوع المقبل إلى دونالد ترامب (70 عاما) إن التحدي الديمقراطي يعني "إما أن ننهض كلنا أو نسقط كلنا"، داعيا الأميركيين إلى الوحدة أيا كانت الاختلافات.

وشدد الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة على الانجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، معدداً خصوصاً خلق الوظائف وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية اسامة بن لادن والاتفاق النووي مع إيران بدون إطلاق رصاصة وفتح صفحة جديدة مع كوبا.

وأوضح أن "علينا جميعاً، الى اي حزب انتمينا، ان نتمسك باعادة بناء مؤسساتنا الديمقراطية"، مشددا على قدرة الاميركيين العاديين على التغيير.

وأضاف: "عندما تكون معدلات المشاركة في الانتخابات من بين الادنى في الديمقراطيات الحديثة، يتعين علينا أن نجعل التصويت أسهل وليس اصعب"، مشددا على أن "دستورنا هدية رائعة (...) ولكنه لا يتمتع بأي قدرة لوحده".

ولم ينس أوباما في خطابه التطرق إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية هو "خيانة للأجيال المقبلة".

وقال: "يمكننا ويتعين عليها أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة. ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الاجيال المقبلة فحسب وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وايجاد الحلول العملية للمشاكل وهي الروح التي ارشدت آباءنا المؤسسين".

وفي إشارة غير مباشرة إلى العمل السياسي الذي ينبغي على الحزب الديمقراطي القيام به بعد هزيمة هيلاري كلينتون حث أوباما الأقليات العرقية على السعي للعدالة ليس فقط لأنفسهم لكن أيضا "للرجل الأبيض متوسط العمر الذين يبدو عليه أنه حصل على مزايا لكنه يرى عالمه تغير بسبب التغير الاقتصادي والثقافي والتكنولوجي".

ودعا أنصار أكبر حزبين في الولايات المتحدة والسياسيين الأميركيين إلى التركيز على حل المشاكل بدلا من محاولة تسجيل انتصارات سياسية.

وأشار أوباما إلى أن العنصرية تؤدي في كثير من الاحيان الى انقسامات قوية في المجتمعات داعيا الادارة المقبلة الى الاستفادة من أبناء المهاجرين.

وبين أن وجود المهاجرين الايطاليين والايرلنديين والبولنديين الذين انتقلوا إلى الولايات المتحدة منذ سنوات عديدة لم يضعف الولايات المتحدة بل ساهم في بنائها.

وذكر أوباما أن الأقليات لا تطالب بمعاملة خاصة بل بالمساواة في المعاملة حاثا المواطنين الأميركيين على محاربة التطرف والتعصب والطائفية باعتبارها عوامل تؤدي إلى التسلط والعدوان القومي.

وأكد رفضه التمييز ضد المسلمين الأميركيين الذين يتساوون في الوطنية مع غيرهم.

روسيا والصين

وأشار أوباما الى أن "خصوم الولايات المتحدة مثل روسيا والصين لن يتمكنوا من مجاراتنا في النفوذ إذا لم نتخل عما نذود عنه ولم نتحول إلى دولة كبيرة جديدة تشاكس الجيران الأصغر منها".

ولفت إلى أن "المتعصبين الذين يدعون أنهم يتحدثون باسم الاسلام أو الحكام المستبدين الذين يعتبرون الديمقراطيات والمجتمع المدني كتهديد لقوتهم يشكلون تحديا على النظام العالمي". وفي نهاية خطابه عدل أوباما الشعار الشهير الذي اطلقه لحملته الانتخابية قبل ثماني سنوات من "نعم، نستطيع" إلى "نعم، استطعنا".

كلمات خاصة

خلال خطابه الوداعي توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما بكلمات خاصة إلى كل من زوجته وابنتيه ونائبه.

ميشيل أفضل صديقة

توجه أوباما إلى زوجته التي ارتدت ثوبا أسود قائلا: "ميشيل لافون روبسون، ابنة الطرف الجنوبي، خلال الـ25 عاما الماضية لم تكوني فقط زوجتي وأم ابنتيّ، بل أفضل صديقة لي".

وقال لها وهو يمسح دموعه: "أخذت دورا لم تطلبيه، وجعلت منه دورك بجمال، وعزم، وأسلوب، وروح مرحة"، وسط تصفيق حار من نحو 18 ألفا من الحضور.

وأضاف أوباما: "هناك جيل جديد يطمح للأفضل بفضل وجودك كقدوة. أنا والبلاد فخورون بك".

وكان الزوجان التقيا في شيكاغو حيث ولدت أيضا ابنتاهما. وقبيل ساعات من إلقائه الخطاب كتب أوباما على "فيسبوك" إن "شيكاغو هي نقطة البداية بالنسبة إلى ميشيل ولي".

غابت ساشا وحضرت ماليا

وفيما حضرت ماليا (18 عاما) خطاب والدها الوداعي، غابت أختها ساشا ابنة الـ15 عاما، وهي ليست المرة الأولى التي تتغيب فيها ابنة أوباما الصغرى عن المناسبات العامة، مثيرة موجة من التعليقات المرحة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ساشا فضلت البقاء في واشنطن للتحضير لامتحان في المدرسة في اليوم التالي. وتوجه أوباما لابنتيه، واصفا إياهما خلال خطابه بسيدتين رائعتين.

وقال أوباما: "فخري لكوني والدكما يفوق فخري بأي شيء آخر قمت به في حياتي"، فيما ذرفت ماليا التي عانقتها أمها بعض الدموع.

وأضاف أوباما: "أنتما ذكيتان وجميلتان، والأهم من ذلك لطيفتان وعميقتا التفكير، ومليئتان بالشغف"، مذكرا بأن الفتاتين "تحملتا عبء سنوات تحت الأضواء بكل سهولة".

جو بايدن الأخ

وفي النهاية، التفت أوباما إلى نائبه جو بايدن الذي وصفه وزوجته جيل بـ "العائلة الثانية"، مثيرا موجة من التصفيق.

وتوجه أوباما إلى نائبه قائلا: "كنت القرار الأول الذي اتخذته كمرشح، وكان الأفضل (...) ليس فقط لأنك كنت نائب رئيس عظيما، بل لأنني كسبت أخا في هذه الصفقة".

back to top