التأمّل يخفّف ألم الظهر

نشر في 12-01-2017
آخر تحديث 12-01-2017 | 00:00
No Image Caption
حلّل الباحثون تقنية “الاسترخاء الذهني” أو “التأمل الواعي”: إنها طريقة تقليدية لكنها تجرّدت من جوانبها الروحية. لا تتطلّب هذه الممارسة أي معرفة مسبقة ويمكن أن يستعملها الجميع. يقضي التأمل الواعي بكل بساطة بمراقبة كل ما يحصل في الجسم وتقبّله من دون محاولة تغييره.

تختلف هذه المقاربة عن الاسترخاء. يشير التأمل إلى سلوك نشط يترافق مع إيقاظ الحواس. يتعلّم الفرد خلال هذه الجلسات أن يخرج من عواطفه وأحاسيسه وصولاً إلى تحقيق السلام الداخلي المنشود مع مرور الوقت.

حدّد الأطباء آليتين على الأقل للتأثير في ألم الظهر المزمن، ويبدو أن التأمل ينجح في التفاعل معهما. من جهة، يسبب الألم ردود فعل دفاعية من الجسم، تتشنّج العضلات تحديداً وتنتج التقلصات. يخفّف الشخص المصاب بهذا الألم حركاته قدر الإمكان لذا تتصلّب مفاصله. وكلما تراجعت الحركة، تتفاقم المشكلة! من جهة أخرى، يؤدي الدماغ دوراً أساسياً في ترسيخ الألم. بفضل التقدم الحاصل في مجال التصوير الدماغي، راقب الباحثون مسار تطور الألم الذي يتفاقم بفعل الضغط النفسي والقلق.

يُذكر أن من الشائع أن تختفي الإصابة الأصلية بالكامل أحياناً، لكن يستمر ألم أسفل الظهر بسبب الظواهر التي تزيد الحالة سوءاً.

فكّ التشنجات

نُشرت دراسة في مجلة (غاما) وقارنت مجموعة تلقّت مسكنات الألم بمجموعة أخرى خضعت لجلسات تأمّل. تراجع مستوى الألم لدى المرضى في المجموعة الثانية وتحسّنت قدرتهم على الحركة بنسبة %51 بينما تراجع الألم في المجموعة الأولى بنسبة %27 فقط! يعتبر الخبراء أن التأمل يفكّ التشنجات العضلية في المقام الأول وجميع تشنجات الجسم عموماً، ما يسمح بتغيير علاقتنا بالألم. حين نتقبّل الأخير، سنتحرر من العواطف السلبية التي تزيد الألم سوءاً. كذلك يخفّف التأمل حدّة الألم عبر استهداف المشكلة العاطفية. سنتعلّم توسيع الأحاسيس التي نركز عليها ونعمل على إضعاف التركيز على الألم.

يمكنك أن تجلس على كرسي وتحافظ على استقامة ظهرك لكن لا تكون هذه الوضعية إلزامية. يجب أن تجد الوضعية التي تريحك كي لا يتفاقم الألم. أغمض عينيك أو ركّز نظرك على نقطة أمامك على الأرض.

أخيراً، يجب أن تصبّ كامل تركيزك على التنفس. راقب الإيقاع ولا تحاول السيطرة عليه. سرعان ما يهدأ إيقاع التنفس من تلقاء نفسه. تقضي الخطوة اللاحقة بمراقبة جميع الأحاسيس والأفكار التي تراودك وتقبّلها بحذر والسماح بمرورها من دون الحكم عليها.

يجب أن تمارس هذا التمرين يومياً لفترة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع للشعور بالراحة. تذكّر أن الدماغ عضو مرن ويتحسن وضعه كلما كثّفنا التأمل! يجب أن تكون المقاربة تدريجية وأن تبدأ بحصص تقتصر على 10 دقائق ثم يمكن إطالة المدة إلى 20 دقيقة.

إذا كنت تأخذ علاجاً بالأدوية، يجب أن تتابعه بالتزامن مع التأمل. لا بد من تجاوز الألم والضغط النفسي معاً! حين يبدأ الشعور بالتحسن، يمكن استئناف النشاطات الاعتيادية عبر إضافة رياضة ناعمة مثل التمارين المائية.

back to top