أدويتك... هل تسبّب نقصاً في مغذياتك؟

نشر في 12-01-2017
آخر تحديث 12-01-2017 | 00:00
No Image Caption
قبل أن تتناول حبة الدواء، اعرف أن ثمة جرعات من الأدوية تسبب عند أخذها على المدى الطويل نقصاً في الكالسيوم وحمض الفوليك والفيتامينات B.
من المعروف أن الأدوية تسبب آثاراً جانبية يمكن ملاحظتها ومعالجتها مثل الغثيان والدوار. لكن قد نواجه أحياناً أثراً جانبياً كامناً لا يعطي أي مؤشر تحذيري ويرتبط بنقص المغذيات.

تقول الدكتورة لورا كار، صيدلية في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: “إذا لم يخبرك طبيبك بأنه احتمال وارد أو لم تقرأ المؤلفات الطبية كي تبقى مطّلعاً على آخر المستجدات، قد لا تعرف أن بعض الأدوية يسبّب نقصاً في المغذيات عند استعماله لفترة طويلة”.

سبب المشكلة

تشدّد كار على أن تناول معظم الأدوية لفترة قصيرة لا يؤدي إلى نقص المغذيات. لكن يختلف الوضع عند استعمالها لفترة طويلة. في بعض الحالات، يؤثر الدواء في قدرة الجسم على امتصاص المغذيات من المصادر الغذائية. مثلاً، تمنعك مثبطات مضخة البروتون التي تُستعمل لتخفيف الارتداد الحمضي وحرقة المعدة من امتصاص الفيتامين B12، ويؤدي تراجع هذا الفيتامين في الدم إلى ارتباك وضعف عضلي وحوادث سقوط.

في حالات أخرى، تؤثر الأدوية في العمليات الطبيعية الضرورية لإنتاج المغذيات. تعيق أدوية الستاتين المخفِّضة للكولسترول مثلاً إنتاج الأنزيم المساعد «كيو 10»، علماً أنه يؤدي أدواراً مهمّة لمتابعة مدّ الخلايا بالطاقة.

تسبب أدوية أخرى نقصاً في بعض المغذيات دفعةً واحدة. يمكن أن يستنزف بعض مدرّات البول التي تخفّض ضغط الدم مثلاً المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم في الجسم. أو يمكن أن تؤدي مثبطات مضخة البروتون إلى تراجع مستويات الكالسيوم والمغنيسيوم والفيتامين B12.

بالإضافة إلى مثبطات مضخة البروتون وأدوية الستاتين ومدرات البول، تتعدد العناصر المسيئة الشائعة: تُخفّض مضادات الاختلاج والستيرويدات القشرية مستويات الكالسيوم والفيتامين D، ويُضعِف دواء الميتفورمين للسكري (“غلوكوفاج”، “ريوميت”) مستويات حمض الفوليك والفيتامين B12، وتُخفّض أدوية الباركنسون “ليفودوبا” و”كاربيدوبا” (“سينيميت”) مستويات الفيتامين B6 والفيتامين B12 وحمض الفوليك.

كشف أثر الأدوية

قد لا تشير أي أعراض واضحة إلى أن الدواء يحرمك من بعض المغذيات. لذا تحتاج إلى إشراف طبي. يجيد الأطباء التحقق من مستويات المغذيات مثل البوتاسيوم لدى الأشخاص الذين يأخذون مدرات البول.

لكن من المفيد أن تستشير الطبيب مسبقاً لتعرف إذا كان الدواء الذي تأخذه يعرّضك لخطر استنزاف المغذيات من جسمك. اقرأ النشرة التي تأتي مع الوصفة الطبية وابحث عن معلومات إضافية حول الدواء على مواقع إلكترونية موثوق بها.

إذا شعرت بأنك تواجه هذه الأعراض، تحدّث عنها إلى طبيبك في أقرب فرصة، تحديداً إذا كنت تأخذ دواءً معيناً منذ فترة طويلة.

علاجات

التعامل مع نقص المغذيات أمر معقد. قد نعرف أن بعض الأدوية يسبّب النقص، لكن لا تثبت الأدلة أن أخذ المكملات يحسّن الوضع دوماً. ويكمن الحل أحياناً في الانتقال إلى دواء آخر.

إذا ظنّ طبيبك بأنك مصاب بنقص غذائي يمكن تصحيحه بالمكملات، اسمح له بالإشراف على حالتك. بهذه الطريقة، يمكن أن يرتكز استعمال المكملات على فحوص مخبرية طبية.

أخيراً، تأكد من أن حميتك ليست جزءاً من المشكلة. تحدّث إلى اختصاصي التغذية عن زيادة المصادر الغذائية الغنية بمغذيات مهمّة لسد الحاجات التي يمكن أن تؤدي إلى نقص المغذيات في الجسم.

back to top