هل يشهد عام 2017 أزمة مالية جديدة؟

نشر في 07-01-2017
آخر تحديث 07-01-2017 | 00:00
 مجلة فوربس أنا أعمل محللة في مجال ذوي الدخل المحدود، ولدي اعجاب بالنماذج والأساليب، وإليكم أحدها، فمنذ أن انتهت اتفاقية بريتون وودز في سبعينيات القرن الماضي حدثت أزمة مالية كل سنة تبدأ برقم 7 في ثلاثة من العقود الأربعة الماضية، 1987 و1997 و2007، وبشكل أو بآخر تضمنت كل أزمة القارة الآسيوية.

وعلى سبيل المثال، حملت أزمة أسواق الأسهم في سنة 1987 ما يعرف باسم "يوم الاثنين الأسود"، وعلى أي حال، يمكن ارجاع تلك الأزمة الى الهزات التي شهدتها الأسواق الآسيوية عشية يوم الأحد السابق عليه، والتي أطلقت سيلاً من التداولات الهيكلية في الأسهم والمشتقات كما أرهقت الأسواق بشكل يفوق طاقتها وقدرتها على الاستيعاب.

وقد غذت موازنة سعر الصرف المتعلقة بتعادل قيمة معدلات الفائدة الأزمة الآسيوية في عام 1997، واشتملت يومها على عملة اقتراض رخيصة ذات أرباح متدنية اضافة الى استثمارات في عملة مستقرة ذات أرباح أعلى لتحقيق دخل جيد يعرف باسم "الحمل الايجابي". ومن هذا المنطلق جاء اسم "تجارة الحمل"، ومن الناحية النظرية يتعين أن تصل معدلات الفائدة والأسعار نقطة مساواة بحيث تنعدم الحاجة الى موازنة سعر الصرف، ولكن ذلك كان وقتاً خاصاً في الأسواق المالية، وأرادت اليابان تدبير سعر الين بحيث يسهم في تحسين اقتصادها الذي يعول على الصادرات. وكانت الدول الآسيوية الاخرى ذات العملات المرتبطة بالدولار قد افتتحت للتو حسابات رأس المال، كما أنها اجتذبت المستثمرين الأجانب بسبب أرباحها العالية، ثم تدفقت رؤوس الأموال وأرهقت طاقة الاستخدام الى أن تدخلت السلطات المحلية في أواخر سنة 1998 وانتهت المشكلة عند ذلك الحد.

أزمة 2008

وقد ظهرت الأزمة المالية العالمية لأول مرة في سنة 2007 مع انهيار أسواق أسهم الإسكان المدعومة برهونات عقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة، وفي سنة 2008 تحولت الصورة الى أزمة على نطاق واسع بعد انهيار بنك ليمان براذرز. وفي هذه المرة أيضاً كان الوضع تجارة حمل التي شملت تصنيفات ائتمان بدلاً من العملات، وكان في وسع البنوك شراء قروض متعثرة وتحويلها إلى أسهم اسكان مدعومة برهونات عقارية مع تصنيفات متوسعة طرحتها وكالات تصنيف، ثم أعيد تمويل هذه الأسهم في التزام ديون تكافلية، وقد اعتمد تصنيفها على تصنيفات أصلية تستند الى أسهم اسكان مدعومة برهونات عقارية، ولم يتم تحديثها عبر معلومات أداء حقيقية، وهكذا اذا كان التصنيف في اسهم اسكان مدعومة برهونات عقارية مرتفعاً فإنه سوف يتدفق الى التزام ديون تكافلية.

وقد استمر سوق أسهم الإسكان المدعومة برهونات عقارية، والتزام ديون تكافلية من سنة 2004، إلى حين استنزاف طاقة البنوك على بيع الأسهم المدعومة بقروض متعثرة.

أنا لست اقتصادية في ميدان الاقتصاد الضخم، ولكنني كنت في تلك الأوساط، وقد شاهدت الأسعار الآجلة تهبط إلى أدنى من الحد عبر مجلس التداول في شيكاغو في يوم الاثنين الأسود، كما أن زميلي في وكالة "موديز" في هونغ كونغ السيد اكستون حذرني في سنة 1996 من أزمة آسيوية مقبلة في قطاع البنوك، وكنت أفهم قابلية التعرض في التصنيفات الائتمانية في الأزمة المالية العالمية، وفي حقيقة الأمر غادرت ذلك العالم في سنة 1999 من أجل سد الثقب الأسود المتوسع.

وهكذا إذا سألتني ما إذا كنا سوف نواجه أزمة مالية عالمية اخرى في سنة 2017 فسوف أقول إن الاحتمالات جيدة، وربما بدأت هذه الأزمة في سنة 2013، وهي تتواصل بقوة الآن كما أعتقد.

الأزمة المالية العالمية ظهرت لأول مرة في سنة 2007 مع انهيار أسواق أسهم الإسكان المدعومة برهونات عقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة

في 2008 برزت الأزمة على نطاق واسع بعد انهيار بنك «ليمان براذرز»
back to top