Hidden Figures لا يطمس الحقيقة

نشر في 07-01-2017
آخر تحديث 07-01-2017 | 00:01
بطلات الفيلم
بطلات الفيلم
ربما يكون فيلم Hidden Figures تفاؤلياً وترفيهياً جداً، لكنه أذكى من أن يطمس الحقيقة بشأن العلاقات العرقية في الولايات المتحدة ماضياً وحاضراً.
لا تتعانق النساء السوداوات وزميلاتهن البيضاوات في وكالة «ناسا» في فيلم الدراما الكوميدي الجديد Hidden Figures (شخصيات خفيّة). إنها ظاهرة مفاجئة لأنه فيلم هوليوودي تدور أحداثه في منطقة الجنوب العنصرية في بداية الستينيات. ألا يهدف هذا القطاع إلى إقناعنا بأن مشاكلنا كلها أصبحت جزءاً من الماضي؟

يروي الفيلم قصة ثلاث نساء مميزات تؤدي أدوارهن ثلاث ممثلات مميّزات أيضاً. تجسد تاراجي ب. هانسون شخصية كاثرين جونسون، طفلة عبقرية في الرياضيات تكبر كي تصبح محاسبة عادية تعمل في مدار جون غلين حول كوكب الأرض. وتقوم أوكتافيا سبنسر بدور دوروثي فوغان، مشرفة راتبها ضئيل تتعلّم طريقة استعمال أحدث أداة في وكالة «ناسا»: «الحاسوب»! أما الشخصية الجامحة التي تسرق الأضواء في الفيلم، فهي مغنية البوب جانيل موناي بدور ماري جاكسون، وهي تحارب في المحكمة لارتياد مدرسة ليلية خاصة بالبيض وتشقّ طريقها كي تصبح أول مهندسة طيران سوداء في وكالة «ناسا».

فرصة للتألق

إنها مجموعة لامعة من الممثلات ويعطيهنّ فيلم Hidden Figures (من إخراج ثيودور ملفي الذي كتب السيناريو المتقن مع أليسون شرودر) كل فرصة ممكنة للتألق. تبدو كل قصة أشبه بفيلم بحد ذاته وتشمل لحظات من الحسرة (تعمل جونسون في مكتبٍ يقتصر على الناس البيض حيث تبقى أكواب القهوة منفصلة لكن متساوية) ولحظات من الانتصار (خطاب جاكسون أمام قاضٍ محلي في خليطٍ متقن من السخط الأخلاقي والتملّق الجنوبي). أما كيفن كوستنر بدور رب عمل جونسون المتطلّب وغلين باول بدور جون غلين الراحل، فيسجلان حضوراً خجولاً في معسكر الشخصيات البيضاء. يسمح الفيلم بشكل أساسي للنساء بأداء دور البطولة في قصصهن (الفيلم مقتبس من كتاب مارغو لي شيترلي غير الخيالي).

يشمل فيلم Hidden Figures حواراً قصيراً يُغلّف طريقته الذكية والسلسة في تقديم رسالته. تقول ربة عمل فوغان التي تؤدي دورها كيرستين دانست بأسلوب بارد: «رغم كل ما تظنّينه، ليس لديّ شيء ضدّكم!». إنه الكلام الذي نقوله جميعاً لتجنّب وصمة العنصرية تزامناً مع الاستمتاع بمنافعها كافة. لكن يقدّم جواب فوغان أفضل عبارة في الفيلم حين تقول: «أعرف أنك مقتنعة بما تقولينه على الأرجح!».

تبدو كل قصة أشبه بفيلم بحد ذاته وتشمل لحظات من الحسرة
back to top