دماغك... كيف تحافظ على عضلاته؟

نشر في 04-01-2017
آخر تحديث 04-01-2017 | 00:02
No Image Caption
هل يحافظ التدريب المنتظم على سلامة «عضلاتك» العقلية؟ يُعتبر الخوف من فقدان الذاكرة ومهارات التفكير أحد أبرز الهواجس مع التقدم في السن، لذا ازدادت العيادات التي تقدّم برامج لتحسين «لياقة» الدماغ.
يقول الدكتور كيرك دافنر، طبيب أعصاب ومحرر «تقرير هارفارد الصحي الخاص حول تحسين الذاكرة»: «من المنطقي أن نحسّن الصحة المعرفية عبر استعمال مقاربات متنوعة. أؤيد هذه الطريقة في حين ننتظر ظهور بيانات إضافية».
«تدريب الدماغ» ليس برنامجاً رياضياً نموذجياً، إذ يشمل عدداً من النشاطات والتعديلات في أسلوب الحياة لتحسين وظيفة الدماغ.

ألفارو باسكويل ليون طبيب أعصاب ومدير «برنامج تدريب الدماغ» في مركز «بيث ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد، يقول في هذا الشأن: «يحضر الناس الذين يجدون صعوبة في إيجاد الكلمات أو استرجاع الذكريات أو اتخاذ القرارات ونلاحظ تحسّن وضعهم مع أننا لا نستطيع أن نربط ذلك التحسّن بعلاج محدّد».

تفاصيل البرنامج

يشمل برنامج تدريب الدماغ النموذجي ما يلي:

التمارين الجسدية: يوضح باسكويل ليون: «تزيد التمارين مستوى النشاط في أجزاء دماغية مرتبطة بالوظيفة التنفيذية والذاكرة وتعزّز نمو خلايا دماغية جديدة. لكن لا يبذل معظم الناس جهوداً كافية لاكتساب هذه المنافع. يجب أن تتشجّع وتتفرّغ للتمارين وتستعمل جهازاً لمراقبة معدل ضربات القلب وإيصاله إلى مستوى معيّن. يختلف المعدل الصحي بين الناس ونحن نتولى مراقبته».

التدريب المعرفي: يستعمل هذا التمرين الذي يدرّب مهارات التفكير الحاسوب أو ألعاب الفيديو ويدفعك إلى تحسين أوقات ردود فعلك ومستوى انتباهك. لكن هل هذه الطريقة فاعلة؟ يجيب دافنر: «وجدنا صعوبة في إثبات فاعلية التدريب على الحاسوب. كانت نتائج الدراسات مختلطة. ويصعب أن نثبت أنّ تحسّن الأداء في الألعاب ينعكس على النشاطات اليومية. ولا يكون التدريب على الحاسوب فاعلاً وحده».

التغذية: لا بد من استشارة اختصاصي التغذية لحثّ الناس على الالتزام بحمية متوسطية لأنها تحسّن صحة الدماغ وتخفّض خطر الإصابة بمشاكل في الذاكرة. تحتوي هذه الحمية على حبوب كاملة وفاكهة وخضراوات ودهون صحية موجودة في الأسماك والمكسرات والزيوت. تتطلب هذه الخطة أيضاً تنظيم طريقة استهلاك السعرات الحرارية. يقول باسكويل ليون: «يشير عدد مقبول من البحوث إلى أن قلة الأكل تسيء إلى الجسم والدماغ، لكنّ الأكل المفرط مُضِرّ أيضاً. لذا يبدو أن الأكل الخفيف الذي يسمح بالحفاظ على وزن صحي قد ينعكس إيجاباً على المستوى المعرفي.

تحسين نوعية النوم: تُضعِف قلة النوم الأداء المعرفي، لذا يكون تجديد النوم السليم مفيداً. عموماً، تبحث برامج تدريب الدماغ عن الأسباب الكامنة وراء قلة النوم، من بينها الآثار الجانبية للأدوية، أو انقطاع التنفس أثناء النوم (حين يؤدي انسداد مجرى الهواء خلال النوم إلى وقف التنفس بشكل متقطّع)، أو فرط نشاط المثانة الذي يعيق النوم لأن الشخص يضطر إلى دخول الحمّام بشكل متكرر.

التأمل: يقول باسكويل ليون: «يبدو أن تقنية التأمل أو بعض التمارين الأخرى مثل «التاي تشي» تزيد ما يُسمّى «المخزون المعرفي». يشير الأخير إلى قدرة الدماغ على التنقل بين مختلف المهمات وتوزيع الموارد والتعامل مع مسببات الضغط غير المتوقعة بطريقةٍ تُحَسّن قدرتنا على التكيف مع الحياة اليومية. يوضح دافنر: «تسمح زيادة المخزون المعرفي للدماغ بتحسين تعامله مع مشاكل عصبية أخرى».

البرنامج المناسب

تقدّم المستشفيات والمنشآت البحثية وبعض المراكز الخاصة برامج لتدريب الدماغ. في الحالة المثلى، يجب أن يكون المدرّبون من أصحاب الخبرة وأن يطبقوا مقاربة متعددة الاختصاصات على أن يشمل الفريق طبيب أعصاب وطبيباً نفسياً وعاملاً اجتماعياً ومعالجاً فيزيائياً واختصاصي تغذية.

لكن حذار من الوعود بالشفاء، ولا تفترض أن إجادة لعبة على الحاسوب تعني أن وضعك يتحسّن. إذا كنت تكرّر تمريناً معيناً، ستتحسّن في التمرين نفسه. لكن يجب أن يتطوّر أداؤك في نشاطاتك اليومية بدل أن ينحصر التحسّن في العيادة.

ابحث عن برامج تقيس الآثار البيولوجية للتدريب وعن خبراء يستطيعون أن يشرحوا النتائج لك ويجعلوك تستفيد من المعلومات.

back to top