نصرة مشروطة

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:03
 سالم مبارك الخويطر باتت الإنسانية في مهب الريح، تراجعت وانتكست، وسيذكر التاريخ تخاذلها وجبنها في مواجهة المشهد المأسوي الذي تعيشه الشعوب المغلوبة على أمرها التي تتعرض لإبادة جماعية وتطهير عرقي في إعادة دراماتيكية لعصور الظلام والجاهلية والنازية والدكتاتورية.

ولعل المشهد السوري هو الذي استحوذ على اهتمام الإعلام العالمي والإسلامي والعربي، وتحديداً ما تعرضت له حلب من حرق وتهجير بمباركة عالمية وبصمت أميركي وتنفيذ روسي وتصفيق فارسي وعلامات استفهام على الموقف التركي. وحصل ما حصل لحلب وأفرغت من سكانها وصمتنا العربي يخجلنا ويفضحنا، اللهم باستثناء مظاهرات خجولة هنا وهناك، غلب عليها الحماس الطائفي ونصرة مشروطة لحلب.

ولأن من يقاتل ويحاصر أهل حلب هم الفرس وقطعانهم من الميليشيات التي يبرأ من أفعالها إخواننا الشيعة الشرفاء وشركاؤنا في الوطن، غاب الاهتمام بقضية مسلمي بورما وما يتعرضون له من إبادة جماعية وقتل طائفي وتهجير متعمد وحرق لمساجدهم والتنكيل بالرجال والنساء والأطفال في مشهد كارثي يفوق المشهد في حلب، بل وصلت الفظاعة إلى أن يتفاخر السياسيون البورميون بتلك الجرائم.

وفي الوقت نفسه هناك من يتكسب سياسياً على آلام وعذابات الآخرين، وهذا ما قام به بعض سياسيينا عندما تجمهروا وبصق أحدهم على السفير الروسي في الكويت، والذي حمد الله أنها جاءت على ما تمني وليست طلقة قاتلة كالتي صرعت زميله السفير في تركيا، واقتصر الأمر على ردح طائفي مقيت ورفع لأحذية (السيكيتشرز) المشهورة في دعاية مجانية للشركة المنتجة.

والسؤال: أين هؤلاء الأفذاذ من مسلمي بورما، أين هم من الفقر والمجاعة التي فتكت بالشعب اليمني؟ أين هم من الصومال وجيبوتي والسودان وليبيا، بل أين هم من قضية "البدون" وما يعانونه منذ التسعينيات من بيروقراطية الجهاز المركزي وسطوته عليهم وسحب بطاقات الناس ووقف جميع مصالحهم الحياتية من طبابة وإصدار شهادات ومراجعة بنوك وأيضاً من وقف لمساعدات بيت الزكاة، بالله عليكم ألا تخجلون من أنفسكم وصمتكم وخذلانكم لإخوانكم المسلمين؟ هل باتت نصرتكم مشروطة بشروط طائفية؟ لا أقول إلا حفظ الله الكويت من كل طائفية، وشر ومكروه.

back to top