كفاءات في مهب الريح

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:07
 يوسف سليمان شعيب عندما أحيل الكثير من القياديين في وزارة التربية بمختلف الرتب والمسميات إلى التقاعد، أصبحت هذه المناصب شاغرة، مما دفع بعجلة تجديد الدماء بأقصى سرعة، لسد النقص، وطبعاً كسابق العهد يتم إصدار نشرات لمن يحق له التقدم لتلك المناصب، ويتم اختيار من تنطبق عليه الشروط والمعايير المعروفة لدى الجميع، وكل منصب له شروطه ومعاييره.

فمعايير المراقب تختلف عن المدير، والموجه يختلف عن الموجه العام، وهذا شيء طبيعي، لكن غير الطبيعي أن تختلف معايير مسمى واحد وشروطه من إدارة إلى إدارة، نعم تختلف في فنيات العمل الخاصة بالإدارة أو القسم أو المادة. فمثلا الموجه العام للغة الإنكليزية لا يختلف شروطه عن موجه عام التربية الفنية من حيث سنوات الخبرة، والشخصية، والإدارة والقيادة، وتقاريره السنوية... إلخ، وتختلف ربما في أمور خاصة بالمادة نفسها، أما الأمور الإدارية فلا يجوز الاختلاف فيها، ولا يجوز أن يكون من ضمن الشروط لمنصب مراقب مديري المتوسط في منطقة حولي التعليمية خبرة ١٠ سنوات مثلاً، والمنصب نفسه في منطقة الجهراء ٥ سنوات، فهنا اختلف المعيار والشرط.

متى يأتي الاختلاف؟، إذا ترك الأمر للمسؤول المباشر للتصرف الكامل في وضع الشروط، ولو طبق ما جاء في نشرات ديوان الخدمة لفرضت الكفاءة والقدرة نفسها "إذا استبعدنا الواسطة"، لأنه مع الواسطة لا تفيد كفاءة.

وهنا نرسل نداء إلى وزير التربية: نرجو فتح باب الترقيات وإصلاح ما فيه من فساد، ومحاربة الشللية والواسطة، وإعطاء الفرصة للكفاءات ذات القدرات، فميدان التربية مليء بالكوادر الوطنية، ولكن الساسة المتمسكين بمناصبهم ومصالحهم يقفون حجر عثرة أمام كل شخص عنده فكر ونجاح وطموح ورؤية، لإغراقه في مستنقع المحسوبية والواسطة، لتذهب كل نجاحاته واجتهاداته وأعماله في مهب الريح.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top