6/6 : نكون أو لا نكون!

نشر في 09-12-2016
آخر تحديث 09-12-2016 | 00:20
 يوسف الجاسم أقتبس من الأخ السفير جمال النصافي الرسالة التالية التي نشرها مشكوراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأتبناها مع بعض التصرف: "تتداول منذ اليومين الماضيين خريطة للحدود الكويتية السعودية التي تم التفاوض عليها في مؤتمر العجير عام 1922، ووافق عليها حينها كل من الشيخ أحمد الجابر والملك عبدالعزيز بن سعود، حاكمي البلدين آنذاك، غفر الله لهما ورحمهما برحمته الواسعة، برعاية بريطانية. وأُرجع حينها فقدان الكويت لبعض أراضيها في تلك المفاوضات للمقيم البريطاني (السير بيرسي كوكس) الذي مثل الكويت في تلك المفاوضات، ودون الدخول في تفاصيل تلك المفاوضات، فإن المهم فيما نحن بصدده أن هذه المسألة قد حسمت منذ ذلك التاريخ، ورسمت الحدود بين البلدين في بداية الستينيات من القرن الماضي، بشكل نهائي، تعديلاً لذلك الاتفاق... وفي عام 1990 عندما فقدت الكويت كل أراضيها بسبب غزو واحتلال العراق لها، فتحت السعودية أراضيها وبيوتها وقلوب أبنائها للكويت حكماً وحكومة وشعباً، ورفع العلم الكويتي حينها بالطائف إلى أن تحررت الكويت، انطلاقاً من أراضي السعودية... ومنها باتت السعودية العمق الاستراتيجي للكويت وأهلها. واليوم تنبري لنا أصوات لا تنطلق من حرصٍ على الكويت وأراضيها، بقدر حرصها على دق الأسافين بين الكويت والمملكة العربية السعودية، وخلط الأوراق وإثارة النعرات، هدفها في النهاية النيل من الجسم الخليجي الذي نحن في أمس الحاجة إلى وحدته، وسط هذه الظروف التي تفرض علينا تدعيم لُحمته.

هذه الأصوات، للأسف الشديد، تعاود طرح مثل هذه القضايا، بحجة أنها تذكير بالتاريخ، وهي في حقيقة الأمر (كلمة حق أريد بها باطل)، فهي جاءت لتتزامن مع زيارة عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز للكويت، والذي له منزل في كل بيت وقلب كويتي مخلص، والرد على تلك الأقوال دائماً بأنه، وإن فقدت الكويت حينها أميالاً هنا أو هناك من مساحات الجوار، ومن خلال تلك المفاوضات قبل مئة عام، (ولأسباب فرضتها ظروف تلك اللحظة التاريخية حينها)، فإن السعودية اليوم باتت كلها امتداداً للكويت وأهلها، وأحداث التاريخ تشهد على ذلك، وما إثارة هذه المسائل القديمة والمنتهية والمحسومة وسط هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة إلا عبث ما بعده عبث!

اليوم، يقف الخليج أمام تحديات خطيرة تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية لتوحيد جبهاته ورص صفوفه لمواجهة التحديات المتربصة به من كل حدب وصوب، والتي تتطلب توحيد الكلمة والموقف والتوحد، لا التفرق والاختلاف، وعلينا الحرص وتوخي الحيطة والحذر من أي تحركات هدفها وضع العصا في الدواليب، والتي تدمّر ولا تعمّر! وليحمي الله الكويت والسعودية وأهلهما من كل مكروه".

انتهى الاقتباس من الأخ السفير جمال النصافي، وأضيف من جانبي:

إن حجم التحديات التي تواجهنا في الخليج على ضوء المتغيرات الخطيرة والمعطيات الإقليمية والدولية المتسارعة، تدعونا بإلحاح إلى الانتقال من صيغ التعاون إلى شكل من أشكال الاتحاد التي لا تتلاءم مع تَرف استدعاء خلافات حدودية بين دول المنظومة الخليجية حسمها التاريخ، وأصبح التعاطي الواعي مع استحقاقات الجغرافيا السياسية هو الفعل الصائب الواجب علينا اليوم الانصراف إليه، لأن قادم الأيام ينبئنا بأن نكون أو لا نكون، لا قدر الله!

back to top