الممثل فؤاد يمّين: لا أتلفّت خلفي ولا يهمني تسويق نفسي

نشر في 09-12-2016
آخر تحديث 09-12-2016 | 00:00
 فؤاد يمّين
فؤاد يمّين
فؤاد يميّن فنان متعدّد المواهب والنشاطات الفنية والثقافية والإنسانية. يتمتّع بسرعة بديهة وخفّة ظلّ مهدّت لانتشاره الجماهيري، وإن كان لا يحبّذ تسويق نفسه وأعماله.
آخر أعماله فيلم «يلا عقبالكن شباب» (تأليف نيبال عرقجي، وإخراج شادي حنّا)، ومسرحية «الملك لير» عن نص مسرحي تراجيدي لشكسبير، إضافة إلى برنامجيه «بي بي شي» و«نقشت» take me out عبر LBCI.
عن أعماله ونشاطاته المختلفة تحدث إلى «الجريدة»:

احتلّ فيلم «يلا عقبالكن شباب» المراتب الأولى منذ انطلاقته. ما رأي الجمهور في دورك الجديد؟

أصداء الجمهور والصحافة إيجابية وعبّر الجانبان عن إعجابهما بالفيلم ودوري فيه. أعزو ذلك إلى واقعية الفيلم الذي يشبه مجتمعنا ويعبّر عنه ببساطة من دون فلسفة.

هل نفتقد في رأيك إلى هذه الواقعية في السينما والدراما؟

عانينا هذه المشكلة سابقاً في لبنان، فكانت الشخصيات الدرامية والمواقع وأسلوب الحوار لا تمتّ إلى مجتمعنا بصلة، إلا أننا بدأنا تدريجاً نلمس تحسّناً في هذا الإطار.

رغم دورك كزوج خائن في الفيلم فإنك كسبت تعاطف الجمهور. لماذا؟

ما من إنسان شرير في المطلق أو معصوم عن الخطأ، لذا أحببت هذه الشخصية التي تنقل واقعاً معيّناً وهي مختلفة جداً عن الدور الذي يؤديه الممثل «دوري السمراني» كزير نساء يخون خطيبته مع أي امرأة يلتقي بها من دون مبرّر، فيما لخيانتي زوجتي في الفيلم أسباب معيّنة.

نشاطك السينمائي واسع من ضمنه «فيلم كتير كبير» و«بينغو» و«السيدة الثانية»، ما الإضافة التي حققتها في كل عمل؟

منذ انطلاقتي عام 2008 شاركت في 12 فيلماً سينمائياً شكّل كل منها تجربة فنيّة قيّمة مفيدة لمسيرتي، ذلك لأنني تعاونت مع أسماء مهمّة سواء على صعيد الممثلين أو الكتّاب أو المخرجين أمثال نادين لبكي وسمير حبشي وهاني طنبا، إضافة إلى أن الأفلام التجارية التي ظهرت فيها أمّنت لي انتشاراً جماهيرياً واسعاً، و»كتير كبير» مثلاً يجول مهرجانات عالمية. على كلٍ، لا حدود في مهنتنا لأننا من خلالها نكتشف يومياً أموراً جديدة ونزيد معرفة.

مسرح ودراما

ما تفاصيل مسرحيتك الجديدة؟

بمناسبة مرور 400 عام على وفاة شكسبير يحتفل العالم بعرض إحدى مسرحياته. لبنانياً، بادرت الجامعة الأميركية في بيروت بمناسبة الذكرى الـ150 على تأسيسها إلى تمويل «الملك لير» من إخراج اللبنانية سحر عساف، إضافة إلى مخرجين أميركيين. ستُعرض لثلاثة أسابيع على «مسرح المدينة».

هل أنت مستمرّ مع مسرح الدمى؟

منذ عام 2005، أعمل مع مسرح الدمى اللبناني الذي هو شغفي في الحياة. لا أستطيع راهناً التفرّغ كثيراً له لكنني من وقت إلى آخر أشارك في عروضه.

رغم نشاطك السينمائي والمسرحي تغيب عن الدراما التلفزيونية. ما السبب؟

إنه خياري الشخصي. التلفزيون قادر على حرق صورة الممثل واستهلاكه، لذا يقتصر عملي فيه على تقديم البرامج. إلى ذلك لا أحب الدراما كثيراً، ورفضت عروضاً فيها بانتظار أن يلفتني عمل مميز يشجعني على المشاركة.

إلام تعزو غياب الدراما الكوميدية عن شاشاتنا؟

في رأيي، ما زلنا لا نعرف كيفية تنفيذ عمل كوميدي تلفزيوني، لأننا عالقون في كوميديا السبعينيات والثمانينيات فيما الكوميديا المعاصرة تتطلّب حرفية وثقافة ومعرفة. لكننا بعيدون عن هذه الأمور كافة.

توحي هذه المعايير وكأن الكوميديا أصعب من الأنواع الأخرى.

أبداً. الكوميديا والتراجيديا تتطلبان على حدّ سواء صدقاً في أداء الممثل المحاط بموقف معيّن.

في إطلاعٍ على نشاطك الفني الواسع ندرك أنك لست ممن يسوّق لنفسه ولأعماله. ألا يهمّك الانتشار والنجومية؟

تعرّفت الشريحة الأوسع من الجمهور إليّ كمقدّم برامج ومصوّر إعلانات، ذلك لأن التلفزيون يتطفّل على منازل الناس، فيما يبقى للمسرح والسينما جمهورهما الخاص. لا يهمني صراحة تسويق نفسي بل أن أكون سعيداً بعملي وما أقدّم.

لكنّ التسويق يؤمّن لك الفرص الكبيرة والنجومية؟

من دون التسويق الشخصي لا أجد الوقت لأنام، فكيف الحال معه. ثمة مقولة أثرت فيّ منذ مقاعد الدراسة الجامعية للمسرحي الروسي ستانسلافسكي «أَحِبّ الفن في نفسك لا نفسك في الفنّ». للأسف، غالبية فناني اليوم تنسى جمال المهنة مركّزة اهتمامها على نفسها. أحاول يومياً أن أتذكّر أهمية المهنة ولا يهمني التفكير بأنني أريد أن أكون الرقم الواحد في العالم. في رأيي، يتولى عملي التعبير عنّي فوصلت من خلاله إلى الشهرة من دون السعي إليها، لذا يوم أفتقدها لن أتأثر ما دمت أعمل ما أحب.

تقديم البرامج والترفيه

لا إجماع في الرأي تجاه برنامج «نقشت take me out». كيف تفسّر ذلك؟

ما دام برنامجاً غير حياديّ، فمن الطبيعي ألا يمرّ بحيادية لدى الجمهور. شخصياً، لا أهتمّ كثيراً بآراء الآخرين. أقوم بعملي وأمشي إلى مشروع جديد من دون التلّفت إلى الخلف، سواء كان الرأي إطراءً أو انتقاداً. في النهاية، هو برنامج ترفيهي لا أكثر ولا أقل.

كيف هي الأصداء العربية تجاه جرأته؟

أتلقى أصداء إيجابية رغم بعض الآراء التي تعتبر أننا نمسّ بقيم العروبة ومبادئها.

أليس ظلماً تحميلك مسؤولية تشويه صورة المرأة اللبنانية ما دمت لست المعدّ أو المنتج؟

في الأساس البرنامج ذو تصميم أجنبي تمّت لبننته. ثانياً، لا يهمني ما يقولون لأنني منهمك بمشاريعي الجديدة. في رأيي، لا صورة معيّنة للفتاة اللبنانية في البرنامج، ومن الظلم قولبتها في إطار واحد وحصرها في صورة بعينها، لأن لكل مشتركة شخصيتها المتميّزة وآراءها الخاصة التي تعبّر عنها. على كلٍ تلك المشتركات جزء من مجتمعنا سواء أعجبنا الموضوع أو لا.

ما الإضافة التي حققها البرنامج بمشاركة نجوم شباب يبحثون عن مواعدة مثل أنور الأمير وإيوان وجورج الراسي وغيرهم؟

إنهم مجرّد إضافة ترفيهية إلى العرض لا أكثر ولا أقل، خصوصاً أن لكل منهم جمهوراً واسعاً.

هل يرتكز البرنامج على الارتجال أم ثمة التزام بنصّ معيّن؟

لا يمكن إعداد نص لبرنامج من هذا النوع لأنه لا يمكن استنباط الموقف الذي يمكن أن يستجدّ بين المشترك والفتيات، وبالتالي يجب أن أكون حاضراً وجاهزاً لأي ارتجال ممكن. إنه برنامج صعب فعلاً ويتطلب سرعة بديهة.

ما المميّز في BBCHi، خصوصاً أن لكل محطة برنامجاً مماثلاً في الأسلوب؟

عندما بدأنا في «شي أن أن» منذ ست سنوات لم تكن برامج الهجاء الساخر رائجة في لبنان، بعده كرّت سبحة البرامج المماثلة، ما أخرجنا من برامج الإسكتشات والتقليد التي نتابعها منذ 40 سنة. بعدها توقّف «شي أن أن» وانطلقنا بـ BBChi الذي يتميّز بصدقه، فنحن نحكي ما نفكّر فيه وننتقد أنفسنا والمحطة التي نعرض من خلالها، وهذا الأمر يُزعج البعض فيما يُضحك البعض الآخر.

احتفلتم هذا العام بمرور 10 سنوات على انطلاقة فرقة «مين» بطرح ألبوم جديد، ما تفاصيله؟

فرعي

تأسست هذه الفرقة الترفيهية عام 2006، وهي رائجة راهناً كثيراً لدى تلامذة المدارس وطلاب الجامعات. صدر أخيراً ألبومها الثامن الذي يتضمن 13 أغنية روك لبنانية تحكي عن يومياتنا الاجتماعية بصدق وواقعية.

نشاطه إنساني

يواظب فؤاد يمين على نشاطه الإنساني بعيداً من الفنّ. يقول في هذا الشأن: «منذ عام 2008 أعمل مع مجموعة «ابتسامة» على الترفيه عن الأطفال المرضى في المستشفيات حيث أرتدي زيّ طبيب مهرّج وأدخل غرفهم لابتكار حالة من الفرح وسط الألم الذي يشعرون فيه. هذا النشاط الذي أعتبره أهم ما أقوم به في حياتي، يجعلني في تواصل مع الإنسان في داخلي، خصوصاً أننا بسبب زحمة حياتنا اليومية ومشكلاتنا والمشاريع ننسى أحياناً الإنسان الذي يعيش في داخلنا. إضافة إلى أن الاتصال بهؤلاء الأطفال يعطينا طاقة وإيجابية ويسخّف المشكلات الخارجية، ويمسّ في عمق قلبنا لأنه يوّعينا على حقيقة وهي أننا نتلهى بقشور كثيرة فيما ثمة أمور قيّمة أكثر تستحقّ التوقف عندها».

يتابع أن الإنسان يجب أن يعيش حياته كما يحبّ من دون أن يضرّ بالآخرين، ويحاول تحسين العالم بأمور بسيطة لتطوّر البشرية. فالحياة، كما يقول، عبارة عن عيش التفاصيل اليومية بفرح مع العائلة والعمل والأصدقاء لأن لا قيمة لكل الأمور الأخرى.

ننسى أحياناً الإنسان الذي يعيش فينا

Bi Bi Chi يتميّز بصدقه و«نقشت» برنامج صعب يحتاج إلى سرعة بديهة

مسرح الدمى شغفي في الحياة
back to top