النظام يطبق على حلب... وإسرائيل تدمر طائرة إيرانية

• 6 دول تدعو لوقف فوري للنار والفصائل تريد هدنة 5 أيام
• مقتل أرفع ضابط روسي

نشر في 08-12-2016
آخر تحديث 08-12-2016 | 00:12
سوريون يفرون من حلب الشرقية أمس (ا ف ب)
سوريون يفرون من حلب الشرقية أمس (ا ف ب)
اقتربت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المدعومة بميليشيات طائفية، من إلحاق أقسى هزيمة بالمعارضة المسلحة منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، وسيطرت على حلب القديمة أمس، بينما طالبت الفصائل المسلحة بهدنة فورية مدة خمسة أيام.
حققت قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المدعومة بغطاء جوي روسي، ودعم استشاري إيراني، بمشاركة آلاف المقاتلين الشيعة من لبنان والعراق وأفغانستان وإيران، تقدما في حلب، بسيطرتها على أحياء حلب القديمة، ما يحصر مقاتلي المعارضة في بقعة صغيرة نسبيا من الأحياء الجنوبية الشرقية.

وتمكنت قوات النظام السوري أمس من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من حي باب النيرب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما دارت معارك عنيفة في حي الشيخ سعيد (جنوب المدينة)، حيث تحاول قوات النظام التقدم من هذا المحور أيضا.

وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن قوات النظام «تقوم بعمليات تمشيط في أحياء حلب القديمة، الواقعة في القسم الأوسط من أحياء حلب الشرقية»، بعد انسحاب المقاتلين منها. وكانت الأحياء القديمة تعد قلب حلب ومقصد السياح والتجار قبل تحول المدينة إلى مسرح للمعارك بين طرفي النزاع منذ عام 2012.

وانسحب مقاتلو الفصائل، وفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، تحت وابل من القصف المدفعي العنيف لقوات النظام والغارات الجوية. وقال إن «العديد من العائلات تضطر إلى ترك جثث أبنائها تحت الأنقاض وتهرب من شدة القصف».

وشاهدت صحافية في «فرانس برس»، في الشطر الغربي، عشرات العائلات التي وصلت ليل الثلاثاء - الاربعاء الى مناطق تحت سيطرة قوات النظام.

وقالت أم عبدو (30 عاما) بعد خروجها مع زوجها وأولادها الخمسة ووالدتها واخوتها من حي باب الحديد لـ»فرانس برس»: «لم ننم وكان الوضع صعبا جدا... كنا نعيش على اعصابنا منذ اربعة ايام».

وكانت تحضن ابنها الرضيع في حافلة حكومية أقلت النازحين الى مركز الأيواء المؤقت في جبرين شرق مدينة حلب.

وقال عبدالفتاح اكريم (53 عاما) بعد خروجه من حي أغيور مع زوجته وابنته وابنه «خرج المسلحون من اغيور عند العصر، وطلب منا الجيش الخروج لتمشيط الحي من الألغام».

ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة، وربما قاضية، لمقاتلي المعارضة السورية الذين سيطروا على الأحياء الشرقية في صيف عام 2012.

وأحصى المرصد السوري منذ بدء الهجوم مقتل 369 مدنيا، بينهم 45 طفلا جراء القصف والغارات على شرق حلب، بينما قتل 92 مدنيا بينهم 34 طفلا في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.

أرفع ضابط روسي

وبين القتلى في غرب حلب ضابط روسي برتبة كولونيل، هو رسلان غاليتسكي، وهو أحد أرفع الضباط الذين يقتلون في سورية منذ بدء التدخل الروسي في سبتمبر 2015. وقد جرح قبل ايام في قصف مدفعي لمسلحي المعارضة في غرب حلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.

ودعت ست عواصم غربية هي واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما واوتاوا أمس الى «وقف فوري لاطلاق النار» في حلب، ازاء «الكارثة الانسانية» الجارية، حسبما جاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية. وحثت الدول إيران وروسيا على «ممارسة نفوذهما» على النظام السوري للتوصل الى ذلك.

وجاء في البيان: «الأولوية الملحة القصوى هي لوقف إطلاق نار فوري يسمح للامم المتحدة بتسليم المساعدات الانسانية الى سكان حلب الشرقية ومساعدة الذين فروا» منها.

مبادرة الفصائل

وأصدرت الفصائل المقاتلة في شرق حلب بيانا أمس تضمن ما اسمتها مبادرة من أربعة بنود «لإنهاء معاناة» المدنيين، تنص على «إعلان هدنة إنسانية فورية مدة خمسة أيام»، يتم خلالها «إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج الى عناية مستعجلة، ويقدر عددها بـ500 حالة، تحت رعاية الامم المتحدة».

وتنص المبادرة ايضا على «إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى منطقة ريف حلب الشمالي»، في إشارة الى منطقة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، أبرز الفصائل في حلب، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف، ان «كل الفصائل المقاتلة في حلب موافقة على المبادرة».

ولم تتطرق المبادرة الى مصير المقاتلين، لكن جاء في بندها الرابع «عندما يتم تخفيف وطأة الحالة الانسانية في مدينة حلب الشرقية، تقوم الاطراف المعنية بالتفاوض حول مستقبل المدينة».

وحققت قوات النظام، اثر هجوم بدأته منتصف الشهر الماضي، تقدما ميدانيا سريعا في شرق حلب، على حساب الفصائل التي تراجعت الى الجزء الجنوبي.

ويأتي إعلان الفصائل بعد رفضها قبل يومين أي اقتراح لإخراج مقاتليها من شرق حلب، تعليقا على اعلان موسكو عن محادثات مع واشنطن لبحث آليات خروج المقاتلين من شرق حلب.

ولم تعقد المحادثات، وتبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها، ويتوقع ان يبحث وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، خلال لقاء بينهما أمس في هامبورغ بألمانيا الازمة السورية.

غارة إسرائيلية

على صعيد آخر، أفادت مصادر مطلعة في القدس «الجريدة» بأن إسرائيل شنت أمس غارة دمرت خلالها طائرة إيرانية كانت تحمل سلاحا لحزب الله، وذلك في مطار المزة العسكري غرب دمشق.

وكانت وكالة «سانا» الموالية للنظام قالت إن صواريخ أرض - أرض إسرائيلية استهدفت فجر أمس محيط مطار المزة. إلا أن مصادر «الجريدة» نفت هذا الكلام، مؤكدة حصول غارة جوية دمرت الطائرة الإيرانية، كما أصابت في طريقها منصات صواريخ أرض - جو نصبها النظام السوري لحماية المطار.

وعن الغارة، قال وزير الخارجية ليبرمان إن «إسرائيل ستمنع تهريب أي معدات متطورة وأسلحة دمار شامل لحزب الله»، مؤكدا عدم وجود نية لبلاده للتدخل في الحرب الأهلية السورية.

وهذه المرة الثانية خلال ثمانية أيام التي تضرب فيها إسرائيل مواقع بالقرب من دمشق.

حيدر: نصر استراتيجي سيغير العملية السياسية

قال وزير المصالحة السوري علي حيدر في دمشق، أمس، إن "تقدم الجيش السوري ضد مقاتلي المعارضة في حلب هو نصر استراتيجي سيمنع التدخل الأجنبي ويغير العملية السياسية".

واعتبر أن "من يؤمنون بالنصر السوري يعلمون أن الروح المعنوية للمعارضة في أدنى مستوياتها".

وحيدر الذي ينتمي إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي هو المسؤول عن إبرام الاتفاقات بخصوص المناطق التي تسيطر عليها المعارضة للاستسلام للحكومة والسماح لمقاتلي المعارضة بالمرور إلى مناطق أخرى يسيطر عليها معارضون في سورية.

back to top