هل يفي ترامب بوعوده في الشرق الأوسط؟

نشر في 07-12-2016
آخر تحديث 07-12-2016 | 00:12
 ريل كلير قدّم ترامب خلال حملته في مسألة الشرق الأوسط عدداً من الوعود الخارجة عن المألوف عما يود القيام به، وإليك أربعة التزامات جريئة أجراها الرئيس المقبل خلال فترة ترشحه، ومن غير المحتمل أن يتقيد بها بعد أن يشغل البيت الأبيض، إما لأنه يعجز عن ذلك أو لأنه لا يرغب فيه على الأرجح:

«سأدمّر داعش»

هذا مستبعد إذ يشمل تدمير العدو القضاء نهائياً على قدرته على المقاومة، لكن العراق وسورية ما زالا أرضاً خصبة لاحتضان "داعش" ونموه. تستطيع الإدارة الجديدة، إذا افترضنا أنها واصلت جهود أوباما في الموصل والرقة، منع "داعش" من السيطرة على الأراضي بصفته شبه دولة، إلا أنها غير قادرة على وقف عمليات مجموعات سلفية وجهادية أخرى، مثل القاعدة وفتح الشام. كذلك يعجز بشار الأسد أو الروس عن تحقيق هذه المهمة، مما يعني أن مفهوم ترامب عن عقد صفقة مع بوتين للقضاء على "داعش" في سورية مجرد وهم، وخصوصاً إن استمر الأسد في السلطة وأصر على استعادة كل الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش".

«أولويتي الرئيسة تفكيك الصفقة الكارثية مع إيران»

أدلى ترامب بعدد من التصريحات المتضاربة عن هذا الاتفاق خلال حملته، وذكر أنه قد يسعى إلى إعادة التفاوض بشأنه أو أنه لن "يمزقه" إنما "سيراقب تطبيقه بشدة كي لا تتسنى لهم أي فرصة للخلل به"، ولا شك أن العمل الأحادي الباكر سيؤدي إلى عواقب سلبية واضحة، منها المعارضة شبه الأكيدة من جانب روسيا، والصين، والحلفاء الأوروبيين، وإعطاء الضوء الأخضر لحصول إيران على مليارات جنتها من تخفيف العقوبات أو ستكسبها مع تعزيز المجتمع الدولي أعماله في طهران، وتسارُع برنامج إيران النووي وفق الوتيرة التي تحددها طهران بغية تطوير قنبلة. علاوة على ذلك، قد يتحوّل انهيار الاتفاق إلى ضربة مذلة للرئيس الإيراني روحاني وحلفائه، مما يُميل كفة الميزان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في شهر مايو باتجاه المتشددين، ويمكّن أعضاء المؤسسة الأمنية الإيرانية أنفسهم الذين يتحكمون في السياسات الإقليمية التي تشغل ترامب والمتشددين في الشأن الإيراني في إدارته. نتيجة لذلك، تُلقى على عاتق واشنطن كامل مسؤولية إلغاء هذا الاتفاق، وفي المقابل تنال إيران زخماً إضافياً في مجال العلاقات العامة وتحظى بأفضلية سياسية من دون أن تحقق الولايات المتحدة أي مكاسب.

«سننقل السفارة الأميركية إلى القدس»

أهو جاد؟ أطلق اثنان من الرؤساء الثلاثة الأخيرين (كلينتون وبوش الابن) تعهداً مماثلاً خلال حملاتهما، إلا أنهما كليهما، على غرار أوباما، استغلا التنازلات التي قُدمت في قانون سفارة القدس عام 1995 بغية تفادي خطوة مماثلة. صحيح أننا نعجز عن توقع ما قد يقدِم عليه ترامب، وأنه أدلى بتصريحات وقام بأعمال لم يسبقه إليها أي من الرؤساء الآخرين، لكنه ما عاد المرشح ترامب، فعندما يصبح في البيت الأبيض لن تبدو أي خطوة عنيفة بشأن السفارة (على غرار تقويض الصفقة الإيرانية) حكيمة أو مضمونة.

«أخبرني كثيرون أن من المستحيل عقد السلام في الشرق الأوسط ولكن لدي أسباب تجعلني أعتقد أنني قد أنجح في ذلك»

لا تعود المشكلة الرئيسة في حالة الجمود التي يعانيها البحث عن إمكان تطبيق حل إقامة دولتَين (الذي يُعتبر على الأرجح النتيجة الأقل سوءاً) إلى غياب القيادة الأميركية بل إلى واقع معقد سياسياً: لا تملك الحكومة الإسرائيلية أو قيادة السلطة الفلسطينية الرغبة أو القدرة لاتخاذ القرارات الضرورية في المسائل الأساسية (القدس، الأراضي، واللاجئون). قد يكتشف ترامب أن الولايات المتحدة عالقة في منطقة مجزأة ومعطلة تكثر فيها الخيارات السيئة، والمهمات الصعبة، والفرص شبه المستحيلة. نتيجة لذلك قد يدرك ترامب أن عليه مواصلة سياسات أوباما في الشرق الأوسط أكثر مما توقع، وفي مفارقة قاسية جداً قد ينتهي المطاف بالرئيس الجديد إلى اتباع عدد من السياسات في إدارته الخاصة كان قد انتقدها بشدة في الإدارة السابقة.

آرون ديفيد ميلر & رﻳتشارد سوكولسكاي

back to top