التحالفات القادمة... في المنطقة

نشر في 06-12-2016
آخر تحديث 06-12-2016 | 00:09
من المحتمل أن يتم تشكيل حلف يضم كلاً من سورية والعراق ومصر يهدف إلى محاربة الجماعات الإسلامية المتشددة، والحلف الثاني سيضم كلاً من السعودية وتركيا والإمارات والبحرين، لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة من خلال الأحزاب والجماعات المدعومة من إيران حسب رؤية دول هذا الحلف.
 يوسف عبدالله العنيزي ليس مستغربا الصراع الذي يدور في منطقتنا التي لم تكن على مدار الزمن مصدر قلق للمنطقة فحسب بل للعالم بأسره، ولعل الاختلاف في هذا الصراع الأعداد الهائلة من القتلى والجرحى والمشردين، والكم الهائل من التدمير، فأزيلت مدن وقرى كاملة من الوجود، واستخدمت أسلحة ذات قوة تدميرية غير عادية، بعضها لم يستخدم من قبل، فأصبح أهلنا حقول تجارب للدول المنتجة للأسلحة، وراجت الأسواق السوداء لكل ما يخطر على البال ابتداء من تجارة السلاح مرورا بالمخدرات وتجارة البشر وغيرها الكثير مما يندى له الجبين.

والآن وقد وصلت الدول المتحاربة أو المشاركة في الصراع إلى مرحلة الشعور بالتعب واستنزاف مقدراتها سواء البشرية أو الاقتصادية أو المادية في الوقت الذي استمر تكديس الأسلحة بكل أنواعها، وتم إنفاق المليارات لشرائها، ودخلنا في مرحلة الضياع، وتاه مؤشر البوصلة، وبدأنا نفقد الأصدقاء ونهاجم الحلفاء، في ظل هذه الأوضاع المأساوية، هل تشهد المنطقة تحالفات جديدة؟

قد يتم، على سبيل المثال، تشكيل حلف يضم كلاً من سورية، والعراق ومصر، والهدف المشترك لهذا الحلف محاربة الجماعات الإسلامية المتشددة التي استطاعت أن تكوّن إمبراطورية تمتد من العراق إلى سورية مرورا بجزيرة سيناء، وصولا إلى ليبيا، ثم الشمال الإفريقي إلى وسط القارة والانتشار إلى بقاع العالم.

أما الحلف الثاني ففي اعتقادي سيضم كلاً من السعودية وتركيا والإمارات والبحرين، والهدف الرئيس لهذا الحلف مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة من خلال الأحزاب والجماعات المدعومة من إيران حسب رؤية دول هذا الحلف.

ثم تبقى بعض الدول خارج هذه التحالفات مثل سلطنة عمان ودولة الكويت ودولة قطر ولبنان، وتحاول هذه الدول جاهدة البقاء خارج هذه التحالفات على الرغم من الكم الهائل من الضغوط التي تمارس عليها، أما الأردن الذي يقع في عين العاصفة، فهو يستمد قوته من عنصرين: داخلي وخارجي، أما العنصر الداخلي فيتمثل بالارتباط العضوي بين الأرض والعشائر الأردنية والأسرة الملكية الهاشمية، وقد عشت في هذا البلد العزيز ما يزيد على أربع سنوات، وشعرت بعشق الأردني لوطنه وارتباطه بالعائلة الملكية الهاشمية، وقد طبق شعار"الأردن أولاً" بكل إخلاص وصدق، وهذا الترابط القوي لن يسمح لأي كان بالمساس بالأردن وأمنه، وفي اعتقادي أن ما نراه في بعض الأحيان من هجوم وانتقاد للحكومة سواء من خلال الإعلام أو مجلس النواب فإن ذلك يتم من خلال الاتفاق مع الأجهزة الأمنية.

أما العنصر الثاني فيتمثل بالتحالف الواقعي مع إسرائيل التي تعتبر الأردن خط المواجهة الأول، فهي لن تقف مكتوفة الأيدي في حالة أي مساس بالأردن وأمنه، وهناك مثال واضح وقوي، فعندما عبرت بعض قطاعات الجيش السوري الحدود الأردنية جاء الإنذار الإسرائيلي سريعا للانسحاب الفوري من الأردن، وإلا تعرضت للإبادة، مما أدى بالضرورة إلى انسحاب تلك القوات، هذا وفي الوقت نفسه فإن الدول العربية تعتبر الأردن أيضا الخط الأول للمواجهة.

وتبقى خارج هذه التحالفات جمهورية إيران الإسلامية التي يتميز تحركها بالهدوء والتروي، واعتمادها على الحرب بالوكالة من خلال بعض الأحزاب والمنظمات، أما اليمن فحل مشكلته مرهون باليمنيين أنفسهم.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه، واللهم من أراد بالكويت خيرا فوفقه لكل خير، ومن أراد بالكويت شرا فرد كيده في نحره.

back to top