المشاغل الكويتية للخياطة بتركيا تساعد السوريات على تأمين مستقبلهن

نشر في 04-12-2016 | 14:30
آخر تحديث 04-12-2016 | 14:30
وجدت العديد من الأمهات اللاجئات السوريات فرصاً حقيقية لتأمين مستقبلهن بالعمل بأيديهن وعرق جبينهن بعد أن أمنت مؤسسات خيرية كويتية مشاغل للخياطة خدمة للمرأة السورية اللاجئة في تركيا.

وشكل التفكير بالمستقبل هاجساً يؤرق معظم اللاجئات السوريات لا سيما من حيث كيفية الاعتماد على مهن تؤمن دخلاً يساعد على نوائب الدهر ويقاسم آمالهن وتطلعاتهن في ضوء حياة اللجوء التي يعيشها الملايين من السوريين.

وتأتي فكرة إنشاء مشاغل كويتية للخياطة في المدن الجنوبية التركية حيث تتركز الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين في اطار جهود المؤسسات والجمعيات الإنسانية الكويتية للمساعدة والتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين.

ولاقت الفكرة استحسان وإشادة العديد من النساء السوريات اللواتي رأينها الضوء الذي سينير نفق اللجوء المظلم في ضوء صعوبة التفكير في العودة قريباً إلى وطنهن بعد أن تركنه مكرهات لا مخيرات هرباً من الحرب المدمرة التي تعصف بها منذ ستة أعوام.

ورغم هول وحجم المأساة فأن ذلك لم يمنع المرأة السورية من الاستمرار في الكفاح سبيلاً لنيل حياة أفضل ولم تستسلم للصعوبات والعوائق التي تحاصرها من كل حدب ضاربة المثل في التضحية والبذل ومتسلحة بأوثق عرى الأسباب طلباً للرزق ونيل الحياة الكريمة وإعالة لنفسها وأبنائها فالتحقت بمشاريع مشاغل الخياطة الكويتية وبدأت تتعلم حرفاً ومهناً ستدر عليها دخلاً كريماً.

وأنشأ بيت الزكاة الكويتي مشغلاً للخياطة بالتعاون مع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية في مايو الماضي في حين قدمت الرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي بالتعاون مع جمعية الشفقة العالمية مشروع المرحوم سليمان العقيلي وحرمه للتدريب الحرفي للاجئات السوريات في بلدة (الريحانية) بمدينة (هاطاي) جنوبي تركيا لتدريب وتوفير فرص عمل لأمهات أيتام اللاجئين السوريين.

وكان المشروعان مناسبة للعديد من الأمهات المستفيدات اللواتي ثمن الدور الكبير الذي تؤديه دولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً في التخفيف من معاناتهن والوقوف الدائم إلى جانبهن.

وفي هذا السياق، أعربت العاملة بمشغل بيت الزكاة منى السعيد وهي أم لأربعة أطفال أيتام عن شكرها لدولة الكويت وبيت الزكاة في مساعدة الأرامل والأيتام من اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل ووجدوا أنفسهم لاجئين بلا مأوى.

وأضافت السعيد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المشغل يضم 23 عاملة متدربة وساهم كثيراً في رفع معنويات الأرامل وساعد في تغطية متطلبات الحياة الضرورية واحتياجات أطفال النساء العاملات فيه متمنية توسعة المشروع ليشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدات.

وأكدت عزم العاملات في المشغل على العمل الدؤوب لرفع وتيرة الإنتاج والمساهمة في توفير أهم الاحتياجات من الملابس خاصة منتجات الأطفال والنساء.

من جانبها، شكرت العاملة شهامة خطاب بيت الزكاة الكويتي معتبرة أن ما قام به يعد لفتة إنسانية تستحق الثناء والتقدير حين احتضن اللاجئات السوريات الأرامل في مشروع مشغل الخياطة الذي موله.

وأضافت خطاب وهي أيضاً أرملة وأم لطفلة أن المشروع يمثل بارقة أمل للأرامل اللاجئات، معربة عن سعادتها بالعمل في المشغل التي تتقن فيه استخدام جميع أنواع مكائن الخياطة وعددها 23 ماكينة.

وذكرت أن المشغل بحاجة إلى تطوير حتى يستطيع انتاج كميات أكبر من خلال توفير مكائن خياطة متطورة إضافة إلى طلبات تجارية خاصة من السوق الخليجي.

وبينت أن المشروع وفر فرصة لقضاء وقت مفيد لتعلم الخياطة بجميع أنواعها وبالتالي الحصول على راتب يغطي بعض احتياجات طفلتها وأسرتها.

بدورها، وجهت أمينة الحموة بطاقة شكر لدولة الكويت ولبيت الزكاة الذي أنشأ هذا المشروع وأسهم في تخطي أزمة اللجوء بالنسبة لكثيرين ويوفر اكتفاءً ذاتياً لهم ودخلاً محترماً لسد احتياجاتهم إضافة للدور النفسي الذي يقوم به.

وأوضحت الحموة أن المشروع ساعد العديد من الأرامل على تخطي بعض الصعوبات والمشاكل النفسية ووجدن فيه ملاذاً مكنهن من إتقان حرف تعينهم وتعين عائلاتهن مستقبلاً.

وتعد مأساة الحموة إحدى الحالات الإنسانية الخاصة بعد أن فقدت زوجها ووالدها وأشقاءها في الصراع الدائر بسورية وهي تعمل لإعالة والدتها وأبنائها وبعض أبناء أخويها يتيمي الأب والأم.

من جهته قال الأمين المساعد للعلاقات العامة والإعلام والدعم الفني بالرحمة العالمية عبدالرحمن المطوع إن المؤسسة ركزت في برامجها الإغاثية الإنسانية على مجموعة من المشاريع النوعية التي استهدفت تمكين وتنمية المرأة السورية في تركيا لتقوم بدورها في رعاية أبنائها خاصة الأسر التي فقدت المعيل.

وأضاف المطوع في تصريح لـ (كونا) أن الرحمة العالمية قدمت مشروعاً تدريبياً تأهيلياً تنموياً لإكساب المرأة السورية حرفة وإعطائها فرصة للاستعفاف من خلال مشغل خياطة المرحوم سليمان العقيلي وحرمه والذي تأسس في مدينة (ماردين) جنوب شرقي تركيا ثم انتقل إلى (الريحانية).

وأوضح أن المشروع يتضمن تدريب اللاجئات السوريات على الخياطة في أكثر من مجال منها التطريز والخياطة وتريكو، مشيراً إلى أن الدورة تستمر ثلاثة أشهر بحسب نوع التدريب وبعدها يتم منح المتدربات شهادة تخرج تؤهلهن للعمل لكسب العيش ودخول سوق العمل.

وذكر المطوع أن المشغل يضم المتميزات أثناء فترة التدريب التي تشمل توفير مواصلات للتنقل بهدف جذب عدد أكبر من اللاجئات المعيلات ولتهيئة الجو المناسب للتدريب وتخفيف الأعباء عن كاهلهن.

وأكد أن الهدف من المشروع الذي يستضيف بالدورة الواحدة 90 متدربة تشغيل أمهات الأيتام وفاقدي المعيل من الأسر السورية اللاجئة في تركيا مع إتاحة فرص عمل لهن بجانب المساهمة في تخفيف الضغط النفسي عليهن.

وتقع بلدة (الريحانية) على الحدود مع سورية مقابل معبر (باب الهوى) بالجانب السوري ويبلغ عدد سكانها الأتراك نحو 90 ألف نسمة فيما يصل عدد اللاجئين السوريين إلى نحو 130 ألف لاجئ.

ولدولة الكويت ومؤسساتها دور كبير في دعم العمل الإغاثي والإنساني الذي لاقى استحسان المجتمع الدولي وتوج هذا الاستحقاق بإقامة الأمم المتحدة احتفالية بمقرها في نيويورك في التاسع من سبتمبر 2014 لتكريم سمو أمير البلاد ومنحه لقب (قائد للعمل الإنساني) وتسمية الكويت (مركزاً للعمل الإنساني) تقديراً لجهود سموه في نصرة القضايا الإنسانية والدور الإنساني الكبير الذي تؤديه الكويت في هذا المجال.

وتواصل دولة الكويت وشعبها عطاءهما غير المحدود في اغاثة المحتاجين والمنكوبين جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم فيما يواصل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية تمويل مشاريع في الدول العربية والدول النامية في شتى المجالات لتطوير اقتصاداتها.

وأدى سمو أمير البلاد دوراً مهماً وحاسماً في الجانب الإنساني للأزمة السورية منذ بدايتها من خلال استضافة دولة الكويت ثلاث مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية ثم مشاركة سموه في ترؤس المؤتمر الرابع الذي عقد بالعاصمة البريطانية لندن في فبراير الماضي.

وترأس سمو أمير البلاد أيضاً وفد دولة الكويت بالقمة العالمية للعمل الإنساني في مدينة اسطنبول التركية خلال شهر مايو الماضي وقمة القادة لمناقشة أوضاع اللاجئين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في سبتمبر الماضي.

وأنشأت الكويت قرية لإيواء اللاجئين السوريين بتوجيهات من سمو أمير البلاد في مدينة (كليس) جنوبي تركيا ضمت 1248 بيتاً جاهزاً إلى جانب بناء وتجهيز مدارس ومراكز طبية ومساجد ومركز للخدمات الاجتماعية بالمستلزمات الضرورية.

وساهمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبيت الزكاة الكويتي وجمعية النجاة الخيرية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية والرحمة العالمية بجمعية الإصلاح الاجتماعي ومتبرعون من شعب الكويت المعطاء في تسيير قوافل مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري في الداخل وفي مخيمات اللاجئين في دول الجوار.

كما أجرى فريق الشفاء الكويتي الإنساني في نوفمبر 2015 عمليات جراحية للمصابين جراء الحرب في سورية بمستشفى الأمل في بلدة (الريحانية) بمدينة (هاطاي) جنوبي تركيا.

وأنشأت دولة الكويت أيضاً قرية (قائد الانسانية) في مدينة (وان) شرقي تركيا لإيواء أسر ضحايا الزلزال الذي ضرب المدينة عام 2011 وضمت القرية 64 وحدة سكنية تخدم أكثر من 80 عائلة يتيم ومتضرر من الزلزال.

back to top