تشخيص أزمة الكويت

نشر في 03-12-2016
آخر تحديث 03-12-2016 | 00:02
 أنور عبدالمحسن الشرهان لم أُرِد التطرق إلى الوضع الحالي السيئ، لأنه قد غرس فينا اليأس والإحباط وعدم المبالاة بما يحصل في الساحة المحلية من أزمات سياسية اقتصادية ورياضية وغيرها، وهذا يدل على عدم قدرة السلطتين التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني على التعاطي مع هذه الأزمات بشكل صحيح أو إيجاد حلول ناجحة لتلك الأزمات والمشاكل مع عدم قدرتها على تطبيق الحلول المناسبة، والاصطدام بالقوانين القديمة التي عفا عليها الدهر، والتي تعطل برامج التنمية في البلاد.

وفي القلب حرقة وفي النفس ألم يعتصرها، عندما نتحسر على أوضاعنا حين نتطلع إلى الدول الأخرى، التي سبقتنا وطورت أوضاعها، وخاصة بالتركيز على القطاعات المهمة كالقطاع المالي والاقتصادي وقطاع التعليم والقطاع الصحي، فقامت ببناء مؤسسات حرفية تدار من قبل موارد بشرية مدربة متعلمة ذات خبرة، منها المحلي والأجنبي، وتم التركيز على بناء العنصر البشري المواطن، وتسليحه بالتعليم والتدريب وتحمل المسؤولية والولاء، لكي يصبح مواطنا منتجاً مقتدراً يساهم في بناء وتقدم وطنه في جميع المجالات. فأغلب الدول المتقدمة تم بناؤها وتطويرها بأياد من جنسيات وأعراق مختلفة المشارب، الكل يعمل وله الولاء للدولة التي يعمل بها، والكويت ليس استثناء عن تلك الدول، فإذا رجعنا بالتاريخ فسنجد أن دولة الكويت ومؤسساتها المختلفة تم بناؤها وتطويرها من قبل جنسيات من دول مختلفة، بالإضافة الى المواطنين الكويتيين، فلم توجد هناك النعرات والتخريب والتفرقة والطائفية أو القبلية، والتي عادة هي أداة الهدم وتعطيل برامج التنمية بجميع أشكالها.

ولست هنا بصدد وضع الحلول لتلك المشاكل، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن أن نضع الحلول لتلك المشاكل المزمنة وتطبيقها بشكل صحيح، ذلك حتى نوجه جهودنا وعملنا إلى برامج التنمية البشرية والتعليمية والصحية وغيرها، ونعيد لدولتنا الحبيبة وضعها الطبيعي بين الدول المتقدمة المتحضرة.

في رأيي المتواضع يجب أن نتخذ خطوات لتحديد الخلل الذي يؤجج المشاكل بيننا كمواطنين حريصين على استقرار وطننا العزيز، وأن نتعاون كجسد واحد بلا تفرقة في العرق أو الطائفة أو التوجه، وهذا ما حدث أثناء الغزو الغاشم على الكويت من قبل الطاغية، فكان الهدف الرئيسي هو تحرير الكويت، والكل وقف لتحقيق هذا الهدف. وكذلك بعد الغزو، وقف جميع الكويتيين على اختلاف أطيافهم متعاونين متكاتفين لبناء بلدنا الممزق والعمل على وضع هدفنا جميعاً لبناء هذا البلد الذي عانى الويلات.

فماذا يريد الإخوان المتناحرون الذين يكنون الحقد والحسد لبعضهم البعض، فهذا ليس من شيمة المسلم، وهذا ليس ما علمنا ديننا الحنيف وتربينا عليه، فبالله عليكم انظروا إلى الدول المجاورة وغيرها التي مزقتها الطائفية والتفرقة والحقد، هل وطننا العزيز يستحق أن يعاني كما عانت، تلك الدول، ولا تزال تعاني؟ علينا أن نحتكم إلى ولي الأمر والعقل، كإخوان وأخوات متحابين طالبين الخير لهذا البلد العزيز علينا.

لقد من الله علينا بخير يحسدنا عليه الكثير من الدول، فلماذا لا ننعم به وننعم بالسكينة والاطمئنان في بلد صغير يعيش فيه المواطنون والأجانب في استقرار وأمن تحكمه القوانين التي تطبق على الجميع دون استثناء، فالدولة من غير تطبيق القوانين تصبح غابة يأكل الكبير فيها الصغير من غير رحمة، والديمقراطية سلاح ذو حدين، وهي كلمة مطاطة يكمن خلفها إما النفع أو الضرر.

back to top