«زبدة الهرج»

نشر في 02-12-2016
آخر تحديث 02-12-2016 | 00:05
 حمد الهزاع طويت صفحة الانتخابات، وقضي الأمر، ونبارك للمرشحين الذين حالفهم الحظ وفازوا بعضوية مجلس الأمة، حيث قال الشعب كلمته من خلال صناديق الاقتراع، «وابتدى المشوار وآه يا خوفي من آخر المشوار»، المشوار الذي ينتظره الجميع بدءاً من انتخاب رئيس مجلس الأمة ونائبه وانتهاءً بتشكيل اللجان البرلمانية.

وفي واقع الأمر لا يهم من يكون الرئيس القادم، المهم هو تجانس السلطتين بعيداً عن لغة التأزيم والتصعيد، لأننا يا سادة هرمنا وسئمنا ونحن نرى السلطتين التشريعية والتنفيذية وهما تذكراننا بالمسلسل الكرتوني توم وجيري، ولا يختلف اثنان على أن الوعود التي أطلقها بعض المرشحين من خلال برامج حملاتهم الانتخابية والتي اتسم بعضها بالحدة، هي نتاج فساد ينخر مؤسسات الدولة، ولكن أيها الإخوة النواب تعالوا إلى كلمة سواء، حيث قال الله عز وجل

«وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».

إن الخطب الرنانة ودغدغة مشاعر الناخب أثناء الحملات الانتخابية يجب ألا تطغى على مشاعر النائب، ويكون هدفه الأول الانتقام، نحن لا نريد محاسبة غير مدروسة ولا نريد صراعاً وصراخاً وتأزيماً، ولا نريد كما يقول المثل الشامي «أول ما شطح نطح»، حتى لا نعود إلى نقطة البداية، نريد تشريعات وقوانين تنتشل البلد من وحل الأزمات، ونريد حلولاً تحفظ كيان هذا البلد من المخاطر الكبيرة التي تحيط به، فيجب على النواب أن يتقوا الله، ويضعوا مصلحة الوطن نصب أعينهم.

إن الإشاعات التي يطلقها البعض بأن عمر هذا المجلس صغير، وأن الحل سيكون سريعاً، وأن إطلاق رصاصة الرحمه على مجلس لم يبدأ دور انعقاده لهي تشاؤم وضرب من الخيال. قد أعذرهم في ذلك لوجود سوابق، ولكن حل مجلس الأمة بيد حضرة صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، الذي دائما ما يحث على تعاون السلطتين من خلال خطاباته السامية، لذا يجب علينا أن نتفاءل بأن القادم أفضل.

فيا أيها الناخب العزيز أنت مصدر السلطات، كما نصت المادة 6 من الدستور، فيجب عليك أن تكون أكثر وعيا من ذي قبل، وأن تفعّل أداة محاسبة النائب من خلال ما يطرحه تحت قبة عبدالله السالم عند اللقاء الأسبوعي معه في «ديوانيته»، ولا تأخذك به إلّاً ولا ذمة، ويجب أن تبتعد عن المجاملة.

ثم أما بعد:

الكويت تستحق منا الكثير، وعلينا أن نعمل من أجلها.

back to top