نعيب كويتنا والعيب فينا

نشر في 19-11-2016
آخر تحديث 19-11-2016 | 00:06
 خالد مبارك لست متشائماً بطبيعتي، بل متفائل إلى درجة أنني أبحر في محيط الخيال... ولكنني عندما أعود إلى الواقع المرير لا أبالغ عندما أسمي هذه الحقبة تحديداً بالانحطاط السياسي بسبب الطرح السيئ وسطحية التفكير على جميع الصُّعُد.

لن أدعو إلى المقاطعة، وحتماً لن أدعو إلى المشاركة، فلكل منا رأيه في هذا الشأن، وكل فرد له مطلق الحرية في اتخاذ القرار، سواء بالمشاركة أم المقاطعة، فلابد أن نتجاوز هذه المرحلة ونعيد تقييم الأوضاع بشكل عام؛ هل الساحة السياسية تسمح بمزيد من التناحر والتخوين والتفرقة؟ هل هذا الوقت تحديداً يسمح بأن نتضارب على أمور أصبحت هامشية؟ لا أتصور أن هناك فرداً لا يعرف مدى الانحدار الذي وصلنا إليه في جميع المستويات، ومن يعتقد أن الأزمة سياسية فقط، لا شك أنه يعيش في فقاعة من الوهم.

الأزمة أكبر مما نتصور جميعاً ولا أستطيع أن أحصر زواياها في مقال؛ نحن بحاجة إلى إصلاح اجتماعي ثقافي سياسي، إذ لا يمكن أن نتطور أو نتقدم خطوة واحدة إلا إذا أصلحنا هذا المثلث الذي يلخص مكامن الخلل. أخلاقنا ضاقت، فأصبحنا لا نتقبل من يختلف معنا فكرياً أو أيديولوجياً.

الإصلاح يتطلب وعياً وهذا ما نفتقده كشعب، وإذا أردت الدليل فلتنظر إلى مخرجاتنا في البرلمان على مدى سنوات طويلة. مجلس الأمة هو انعكاس للشعب، لذلك نرى انعكاسنا البشع في البرلمان، اختياراتنا لا تتجاوز الدين، الطائفة، القبيلة، لم نرَ اختياراً على أساس فكري وأيديولوجي.

نبدي امتعاضنا على سوء الأوضاع دون أن نعترف بأننا من صَنعنا هذه الأوضاع، فأصبح معيارنا للتصويت هو من يهاجم إيران بحجة الدفاع عن الكويت، ومن يهاجم السعودية بحجة أنها السبب في تدمير الأوضاع الإقليمية. وهنا أطرح سؤالا: أين الوطن من كل هذا؟ ألا ترى سوء الأوضاع الاقتصادية والتعليمية والصحية، ليكون معيار اختيارك نائباً تعتقد أنه الرجل الخارق الذي سيحمي الإقليم من المخاطر!

لا أدعو إلى جلد الذات، ولكن يجب أن نعيد قراءة المشهد لنستطيع أن نغير مفاهيمنا ليس فقط في مخرجاتنا بمجلس الأمة، بل في كل المستويات الفكرية، والثقافية، والسياسية. إذا كانت السلطة سيئة، فيجب ألا نكون سيئين أيضاً.

ورغم كل ما سلف لا يمكن أن نعيش بلا أمل، فشباب الكويت يزخرون بالكفاءات، وفيهم من الإبداع والتميز الكثير، وبما أننا في فترة انتخابات فلا بد أن نخلق الأمل ونختار الأنسب بعيداً عن التعصب القبلي والطائفي والفئوي.

نريد دماء جديدة تبث الروح في الحلم الوطني الذي مات قبل أن يولد، هناك نماذج جيدة، هناك شباب وطنيون يريدون الإصلاح الحقيقي، نريد النساء اللاتي لم يأخذن فرصتهن في المعترك السياسي، وأنا أجزم أن نساء الكويت ذوات عقول ابتكارية وإمكانيات جبارة... لنحسن الاختيار.

back to top