الممثل الكندي رايان غوسلينغ... نموذج الرجل الحقيقي!

يؤدي في La La Land دور عازف بيانو

نشر في 07-11-2016
آخر تحديث 07-11-2016 | 00:00
في أول مشهد من فيلم La La Land (أرض الأحلام)، يظهر رايان غوسلينغ جالساً في سيارة قديمة ويسمع موسيقى الجاز. تَعْلَق شخصية سيباستيان التي يؤديها في ازدحام سير خانق.
يشارك الممثل الكندي مجدداً في فيلم يثير إعجاب النقاد في المهرجانات السينمائية، ويُحدِث ضجة كبرى.
ما إن أطلق فيلم La La Land حتى اعتبر كثيرون أنه أحد الأعمال التي ربما تترشّح لجوائز الأوسكار. تُكرّم هذه الكوميديا الموسيقية كلاً من فريد أستير وجينجر روجرز، وتهدف بوضوح إلى إعادة تجسيد تلك التجربة السينمائية المميزة وتصوير مزايا مدينة لوس أنجلس.

وجد المخرج داميان شازيل صعوبة في تمويل هذا العمل الترفيهي الغريب. كانت هذه المغامرة تناسب رايان غوسلينغ الذي يُعتبر غامضاً وغريباً عن عالم صناعة الأفلام الذي أصبح مبرمجاً أكثر من أي وقت مضى. يحبّ هذا النجم المغامرات والعزف في أوقات فراغه ويقاوم منذ سنوات معايير هوليوود.

حين كان يستعد في الصيف الماضي لسلسلة من المقابلات الشاقة في لوس أنجلس، بدا هادئاً ومتزناً بشكل لافت. ربما يتعلق سلوكه بطبيعته الكندية أو برغبته في الدفاع عن فيلم يشبهه. أكد غوسلينغ حينها أن اختيار كل فيلم يطرح تحدياً جديداً بالنسبة إليه، وأن وجود اسمه على الملصق لا يضمن نجاح العمل بالضرورة، موضحاً أنه يتخذ قراره استناداً إلى حماسته للمشاركة في مشروع لا يشبه غيره.

حضور قوي

يتمتّع غوسلينغ بشكل خارجي غريب وحضور قوي جداً، وهو جذاب على الشاشة ويفرض نفسه من خلال حركاته وتعابيره ونظراته التي تسبق كلامه، لذا يذكّرنا سحره الهادئ بهامفري بوغارت أو كلارك غابل.

في عمر الثانية عشرة، قرّر غوسلينغ الرحيل من منزله في «أونتاريو» وترك عائلته المنتمية إلى طائفة المورمون للمشاركة في «منتدى ميكي ماوس» إلى جانب كل من بريتني سبيرز وجاستن تمبرلايك، فكانوا من بين الممثلين الأطفال الذين خرّجتهم شركة «ديزني» من دون أن يتضرروا.

بالنسبة إلى غوسلينغ، تعلّقت المسألة الأساسية باختيار الأدوار الصحيحة وأخذ المجازفات، فضلاً عن القيام بلقاءات حاسمة. في عام 2006، ترشّح لجائزة أوسكار عن دور أستاذ مدمن مخدرات في فيلم Half Nelson (نصف نيلسون) لكنه لم يصل إلى مصاف النجوم قبل مرور سنوات، إذ تمكّن من فرض نفسه على خارطة السينما الأميركية المستقلة والمتطلبة.

في عام 2012، حوّله المخرج الدنماركي نيكولاس ويندينغ إلى بطل فيلم Drive (القيادة) فانطبعت صورة هذا الرجل في مخيّلة الناس، وهو يُعتبر بطلاً معزولاً وغامضاً وصاحب قيم مثالية. تزوّج من الرائعة إيفا مانديز ويحتفظ بحياته الخاصة لنفسه.

ربما يكون ممثلاً مقنعاً لكنه لا يرتاح أمام عدسة المصورين. في فيلم La La Land، يؤدي غوسلينغ دور عازف بيانو يتذمّر من ولادته في عصر لا يناسبه. تعكس هذه القصة جزءاً من حياته. يعترف الممثل بأنه محظوظ لأنه يستطيع اختيار الأعمال التي تعبّر عن قناعاته.

ينجح رايان غوسلينغ في فرض وجوده بعناده الهادئ، وتشير عدم مشاركته في أفلام الأبطال الخارقين حتى الآن إلى نزعته الانتقائية في اختيار أعماله، لا سيما أن عدد الممثلين الذين يرفضون المشاركة في سلسلة مربحة قليل. وحين يشارك النجم الكندي في فيلم لا يشبهه (مثل فيلم The Nice Guys (الشابان اللطيفان) الذي صدر في الصيف الماضي)، يكون الفشل التجاري مضموناً!

غوسلينغ يفرض نفسه على الشاشة من خلال تعابيره ونظراته التي تسبق كلامه
back to top