تقليد آسيا للغرب في مجال الرعاية الصحية ليس مثمراً

شركات ناشئة لا تدرك خصوصية الاختلاف بين البيئتين

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:02
No Image Caption
السؤال المستحق هو هل يسهل تقليد وتطبيق بعض الابتكارات التي شهدها الغرب في الشرق؟

لقد شهدت شخصيا عددا من الشركات حديثة العهد في ميدان الرعاية الصحية في آسيا، والتي تمثل في بعض مجالاتها نماذج أعمال ناشئة في الغرب، من دون أن يكون لديها الخلفية المماثلة أو الخبرة الميدانية فيما تحاول تقليده.

وأنا أقدر لتلك الشركات طبعا محاولاتها، لأن مباشرة عمل جديد ليس هدفا سهلا على الإطلاق. وعلى أي حال، تبدو تطبيقات النماذج التجارية المكررة خارج نطاق الأسواق التي تعمل فيها.

وفي المقام الأول قد لا تكون هذه الشركات مدركة تماما لخصوصية معالم الرعاية الصحية بالشرق. في الغرب تتحمل شركات التأمين معظم الدفعات المالية إلى المشافي والعيادات والمراكز الطبية. والمبالغ ضخمة، فعلى سبيل المثال يشكل الإنفاق على الصحة في الولايات المتحدة 17.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، أي نحو 3 تريليونات دولار.

هل يتكرر الشيء ذاته في آسيا؟ لا، وليس إلى حد قريب حتى. فمعدل انتشار التأمين الطبي في بعض دول الشرق هو ما دون العشرين، ولا يزال معظم إنفاق الرعاية الصحية من الأفراد أنفسهم مع مساعدات كبيرة من جانب الحكومة. والسؤال هو من يتحمل تكلفة التقنية والتطوير؟

وثانياً، إن بعض النماذج التجارية المكررة لم تتمكن حقا من خفض تكلفة الرعاية الصحية أو جعلها شخصية بقدر أكبر، كما هي الحال في النماذج الناجحة في الغرب. ولا يحدث هذا في الشرق، لأن السعي للحصول على العلاج والتشخيص الطبي لا يزال محتملا (وخاصة في أسواق ذات مساعدات حكومية واسعة)، كما أن بعض التقنيات، ومنها الصحة الهاتفية، تجعل في الواقع هذه التجربة شخصية بقدر أقل.

ما رأيك في معدل الشروع؟ أنا أشك في أنه سيكون واسع الانتشار. وفي رأيي، فإنه من المهم التحقق من أن نموذج العمل الذي ينجح بشكل جيد في دول أخرى سوف يكون ملائماً للأسواق التي تعمل فيها، مع الأخذ بعين الاعتبار تكلفة الرعاية الصحية وانتشار التأمين والتنظيم والمدى الإجمالي للرعاية الصحية.

لقد رأيت نماذج أعمال في الهند وإندونيسيا تجمع بين الصحة الهاتفية وتسليم العقاقير، وهي مغرية في الحقيقة.

وعلى أي حال، فإن ذلك ليس ضروريا في تلك الدول. وإذا كنت غنيا بما يكفي في تلك الأماكن، فسوف ترغب في مراجعة طبيبك الخاص الذي يعرف تاريخ عائلتك، بدلاً من طبيب عشوائي عبر الصحة الهاتفية، مع احتمال كشف معلومات عن حالتك الصحية الشخصية أمام شخص غريب. وبالنسبة للجماهير، فهي سوف تراجع أطباء في المشافي الحكومية العامة التي تكون أرخص كثيراً أو شبه مجانية. وهكذا، فإن الأسواق المعنية صغيرة كثيراً عندما تعمد إلى تطبيق هذه التقنية في تلك الدول، وعودة إلى الأساسيات من جديد.

إذا كانت التقنية أو نموذج العمل يدور حول المدى يتعين أن يعالج قضايا العامة وليس القلة. والمهم بالنسبة للمستثمرين التأكد من أن من يقف وراء الشركات الجديدة الحديثة العهد لديه ما يكفي من المعرفة لإدراك كيفية عمل فارق.

وفي الدول النامية في آسيا سوف يحصل الأغنياء على العقاقير، بغض النظر عن وجود أي نوع من شركات النقل، لأنه سوف يكون لديهم سائق خاص – وهو رخيص الأجر بشكل نسبي- فيما قد تعتبر العامة إيصال العقاقير عملية باهظة الثمن.

شيفي بيه

back to top