فصائل حلب تطلق معركة فك الحصار... وتهاجم النيرب وحميميم

● «حلفاء الأسد» لمواصلة الحرب رغم «الاستفزاز»
● موسكو تنتقم من جبل الزاوية وترفض نتائج تحقيق «الكيماوي»

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:05
مقاتلون من «أحرار الشام» بدبابتهم في ضاحية الأسد غرب حلب أمس  (رويترز)
مقاتلون من «أحرار الشام» بدبابتهم في ضاحية الأسد غرب حلب أمس (رويترز)
أطلقت فصائل «جيش الفتح» وغرفة عمليات «فتح حلب» صباح أمس عملية عسكرية ضخمة لفك الحصار عن حلب الشرقية مهدت له بقصف صاروخي شمل مراكز قيادة النظام ومدارج الإقلاع في مطار النيرب، وأصاب المنطقة الروسية المحصنة في قاعدة حميميم باللاذقية.
بدأت فصائل المعارضة السورية، أمس، معركة فك الحصار عن حلب الشرقية، في عملية واسعة تزامنت مع إطلاقها مئات القذائف الصاروخية على مواقع قوات الرئيس بشار السد وحلفائه في الأحياء الغربية، ما تسبب في مقتل 15 مدنيا، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم حركة «أحرار الشام» أبويوسف المهاجر: «تعلن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب بدء معركة فك الحصار عن حلب، التي ستنهي احتلال النظام للأحياء الغربية من حلب، وتفك الحصار عن أهلها» داخل الأحياء الشرقية.

وتزامن هجوم «جيش الفتح»، الذي يضم إلى جانب «أحرار الشام» جبهة «فتح الشام» وفصائل مقاتلة عدة في غرفة عمليات فتح حلب، بينها «جيش الإسلام» و»جيش المجاهدين» و»تجمع فاستقم»، مع عملية ميدانية على الأطراف الغربية للمدينة، تخللها تفجير ثلاث عربات مفخخة استهدفت نقاطا أمنية لقوات النظام في حي ضاحية الأسد، وفق المرصد.

وأوردت «أحرار الشام» على حساباتها بمواقع التوصل الاجتماعي، أنه تم «التمهيد الكثيف بمختلف أنواع الأسلحة على نقاط» للجيش والقوات المتحالفة معه «في ضاحية الأسد والنقاط المحيطة بها»، مؤكدة السيطرة على مناشر منيان وحاجز الصورة ودخول ضاحية الأسد غرب حلب، بعد كسر الخطوط الأولى لقوات النظام فيها.

النيرب وحميميم

ووفق المرصد، تدور منذ صباح أمس معارك عنيفة بين الطرفين في أطراف ضاحية الأسد ومحاور عدة، أبرزها الراشدين وجمعية الزهراء والبحوث العلمية في الضواحي الغربية لمدينة حلب.

وقبل بدء هجومها، استهدفت الفصائل المقاتلة بعدة صواريخ مطار النيرب العسكري الواقع شرق المنطقة المحاصرة بحلب، وفق المرصد. كما أطلقت صواريخ غراد على محيط مطار حميميم العسكري الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة عسكرية في محافظة اللاذقية الساحلية، وعلى مناطق أخرى قرب مدينة القرداحة، التي تتحدر منها عائلة الأسد، ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة ستة آخرين بجروح.

خسائر إيران

إلى ذلك، أعلنت وكالة «دفاع برس»، الناطقة باسم القوات المسلحة الإيرانية، مقتل الجنرال بالحرس الثوري اللواء غلام رضا سمايي في حلب أمس الأول خلال أداء مهمة استشارية، موضحة أنه ذهب إلى سورية بعد 30 عاما من الخدمة تولى خلالها مناصب رفيعة، منها قيادة مجموعة الاستخبارات في فرقة المدفعية والكتيبة الصاروخية التابعة للحرس وقيادة ميليشيا «الباسيج» وجهاز الاستخبارات في منطقة الفلاحية لإقليم الأهواز العربي وقيادة عمليات قمع المعارضة البلوشية في إقليم بلوشستان.

انتقام روسي

وفي خضم الاتهامات لها بارتكاب مجزرة وحشية بحق تلاميذ إدلب، شنت روسيا عدة غارات جوية، صباح أمس، على مناطق في جبل الزاوية في ريف المحافظة بعد إصابة أحد جنودها في قصف صاروخي استهدف الكلية البحرية في مدينة جبلة بريف اللاذقية.

وفي وقت سابق، استعادت قوات النظام أمس الأول السيطرة على مدينة صوران الاستراتيجية في محافظة حماة، لتتمكن بذلك من استعادة نحو نصف المناطق التي خسرتها جراء هجمات الفصائل الجهادية والمقاتلة في المنطقة منذ شهرين، وفق المرصد.

معركة الرقة

في غضون ذلك، أكد اللواء أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي والمتحدث باسم قوات التحالف العربي، استعداد المملكة لمشاركة التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، في المعركة المتوقع انطلاقها قريبا في مدينة الرقة معقل «داعش»، إذا ما طُلب منها ذلك.

وقال عسيري لـ»العربية.نت»: «المملكة ملتزمة بالمشاركة في محاربة داعش في سورية ضمن التحالف الدولي، بما يوكل إليها من مهام جوية، سواء من داخل المملكة، أو من خلال طائراتها المنتشرة في قاعدة انجرليك التركية».

وعلى الأرض، أوضح عسيري أنه في الاجتماع الأخير للتحالف الدولي في واشنطن اتفقت الدول الأعضاء فيه على استخدام قوات سورية محلية يتم مساعدتها من قبل قوات التحالف وتوفير غطاء جوي لها.

محادثات ثلاثية

وقبل محادثات ثلاثية في موسكو، ركزت على الوضع العسكري والسياسي والإنساني وتطرقت إلى معركة شاملة في حلب، اتفق وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، وسورية وليد المعلم، وإيران محمد جواد ظريف، أمس، على مواصلة «الحرب على الإرهاب»، وضرورة إطلاق حوار سوري - سوري، لإيجاد حل سياسي.

وأشار لافروف، في مؤتمر صحافي مع المعلم وظريف، إلى أن الأحداث الأخيرة في سورية تؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب «بحزم دون أي تنازلات، وبغض النظر عن الاستفزازات التي تتصاعد بشكل متزايد الآن»، مبينا أنهم سيبحثون بالتفصيل خلال اللقاء الثلاثي جهود إطلاق عملية الحوار في سورية، وضمان تنفيذ صارم لقرارات مجلس الأمن.

وأعلن لافروف أن موسكو وطهران ستدعمان دمشق اقتصاديا للصمود أمام العقوبات الغربية، محملا الاتحاد الأوروبي مسؤولية تدهور الوضع الإنساني للسكان.

حل سياسي

بدوره، أكد المعلم، الذي سيبقى حتى اليوم لعقد اجتماعات بشأن الوضع في حلب والمعركة الشاملة ضد فصائل المعارضة، أن بلاده جاهزة لوقف الأعمال القتالية وإيجاد حل سياسي للأزمة عبر حوار سوري- سوري دون تدخل خارجي، لكن واشنطن وحلفاءها لا يسمحون بجولة جديدة من الحوار في جنيف».

من جهته، اعتبر ظريف أن الأزمة يمكن حلها بالسبل السياسية ومكافحة الجماعات الإرهابية، داعيا الدول التي تنشد السلام في سورية وتحارب الإرهاب فيها إلى بذل المزيد من التنسيق، مؤكدا أن «طهران تؤكد دوما ضرورة إقرار وقف إطلاق النار الشامل وإيصال المساعدات الانسانية بشكل واسع، والبحث عن حل سياسي للقضية السورية».

تحقيق «الكيماوي»

وفي الأمم المتحدة، رفضت روسيا أمس الأول نتائج لجنة التحقيق الأممية التي تؤكد تنفيذ نظام الأسد ثلاث هجمات كيماوية على الأقل في 2014 و2015، معتبرة أنها «غير مقنعة»، ولا توجب فرض عقوبات، أصرت بريطانيا وفرنسا عليها. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، في أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن: «لا وجود لدليل يوجب اتخاذ إجراء عقابي»، معتبرا أن الاستنتاجات «ليست نهائية، وغير ملزمة قانونيا، ولا يمكن أن تكون اتهامية لاتخاذ قرارات قانونية».

back to top