High Light: المشاركة ضرورة

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:09
 د. حمود حطاب العنزي أوجه كلامي في مقالي هذا إلى كتلة الأغلبية وأيضاً إلى الناخبين ممن قاطعوا الانتخابات السابقة، وأقول لهم شاركوا، ولا تلتفتوا إلى من يتصيد في الماء العكر ممن يحاولون الرجوع إلى التصريحات السابقة لأعضاء كتلة الأغلبية واستحضارها الآن للتأثير عليهم وثنيهم عن المشاركة؛ واعلموا أن هذا العمل مقصود وموجه، ليخلوا الجو لمنظومة الفساد وبالتالي الهيمنة على مقدرات الأمة مرة أخرى.

أقول لهم أيضاً إننا نحملكم المسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب الكويتي، ألا تتخلوا عن واجبكم الوطني خصوصا أن الكويت تعيش ظرفا استثنائيا داخليا وخارجيا، ومهما كانت حدة تصريحاتكم السابقة التي أتت في ظروف كانت فيه المقاطعة واجبة، حتى إن وصلت بعض التصريحات إلى حد القسم بعدم المشاركة، وإليكم الدليل الشرعي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك". وفي حديث آخر يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إني والله، إن شاء الله، لا أحلف على يمين ثم أرى خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير".

ولهذا فإن الأمر يزداد أهمية وخطورة خصوصا أنه يتعلق بمستقبل الكويت، وإليكم أهم المسوغات التي تدعوكم للمشاركة:

- نشارك من أجل المواطن الذي يعاني تدهور الخدمات بجميع مستوياتها بشكل مخيف، والذي أصبح دخله لا يفي احتياجاته الأساسية في ظل غلاء جنوني مصطنع.

- نشارك من أجل الطبقة الوسطى المهددة بشكل ممنهج من التلاشي والاختفاء، ليصبح المجتمع الكويتي مكونا من طبقتين: طبقة برجوازية مخملية مستحوذة على القرار السياسي ومقدرات البلد، وطبقة الكادحين من عامة الشعب، وبالتالي خلق حالة جديدة مشابهة لحقبة الظلام في العصور الوسطى.

- نشارك حتى لا يخرج لنا مجلس مناديب آخر لا صوت له، والذي كان أهم وأخطر إنجازاته:

. قانون سحب "الجناسي"، دون اعتراض أي نائب حتى لو بكلمة أو إشارة.

. قانون المسيء، الذي أتي بهدف تحصين المجلس من حيث التمثيل والمناصب.

. قانون رفع الدعوم.

وأخطرها على الإطلاق هو قانون البصمة الوراثية، وهذا بالضبط ما قصده النائب السابق فيصل المسلم في أحد تصريحاته.

- المشاركة واجبة وضرورة أيضاً لأن الكويت تعيش ظرفا جيوسياسيا ملتهبا يقتضي أن تكون اللحمة الداخلية متماسكة إلى أبعد حد، حتى يتم تطويف الفرصة على المتربصين بنا من الخارج من "داعش" وخلايا حزب الله.

- نشارك لمكافحة الفساد الذي نخر العظم؛ فقد أصبح جيب المواطن هدفا استراتيجيا لسد احتياجات ومتطلبات الطبقة المخملية؛ ولا توجد دولة وصلت إلى هذا الحد عبر التاريخ إلا قد انهارت أو تلاشت.

- نشارك من أجل المحافظة على النسيج الاجتماعي، ومن أجل وحدة وطنية قوية تطبق خلالها المساواة بين المواطنين جميعاً من حيث توزيع الوظائف والخدمات بعدالة تامة.

ختاما: نطالب بالمشاركة من الجميع دون تخوين، من أجل كويت آمنة مستقرة قادرة على الصمود في وجه أي تهديد أو تحدٍّ مهما كانت قوته، والنهوض والتقدم مرة أخرى كما كانت سابقاً مثالاً يحتذى بين الأشقاء العرب، بسواعد كل أبنائها، من بدو وحضر وسنة وشيعة.

ودمتم بخير.

back to top