ألمانيا.. عطلات مثالية وذكريات لا تُنسى

نشر في 29-10-2016
آخر تحديث 29-10-2016 | 00:04
من المؤكد أن الزوار العرب سيعشقون ألمانيا، سواء كانوا كباراً أو صغاراً، عائلات أو أصدقاء أو مسافرين أفراداً. في هذه الوجهة السياحية الجذابة النابضة بالحياة والإبداع تتوافر العوامل كافة التي تمنح العائلات العربية والشباب فرصة التمتّع بإجازات متكاملة. لذلك، ليس غريباً أن تجتذب المدن الألمانية الشهيرة ملايين الضيوف من أنحاء العالم سنوياً، مهما اختلفت مقاصدهم واهتماماتهم.
إن كنت تبحث عن إجازة ممتعة، فلا بد من أن تأتي ألمانيا على رأس قائمة وجهاتك السياحية. إليك نظرة إلى هذا البلد الساحر.
تنتظرك في ألمانيا مدن نابضة بالحياة، وطبيعة ساحرة، ومتنزهات وحدائق خضراء، ومدن ملاهٍ مميزة، وشوارع تسوق راقية، وقصور وقلاع ومتاحف مدهشة. ستزور هذه الأماكن كافة بسهولة تامة، بفضل التنقل في ألمانيا المعروف بالسرعة والأمان، ذلك من خلال البنية التحتية الممتازة، والشبكة المتطورة من القطارات والطرق السريعة، فضلاً عن المطارات الدولية والداخلية.

للرياضيين، في ألمانيا كثير من الدروب الطويلة الممهدة المناسبة لرياضات التجوال والمشي وركوب الدراجات، وتتميز بمرتفعات قليلة وأطوال مرحلية مرنة ومظاهر مثيرة تمتد على طول الطريق، الأمر الذي يجعلها محبوبة لدى كثيرين.

سواء كنت من محبي الركض، أو من الباحثين عن المعالم السياحية، أو من المدركين لأهمية الصحة الجيدة، أو من عشاق الرومانسية، بإمكانك أثناء تجوالك سيراً على الأقدام، اجتياز أكثر المناطق الطبيعية اختلافاً وتنوعاً. أثناء ذلك، ستجد شبكة طرق مزودة بلوحات إرشادية، تتيح لك الحفاظ على خط سيرك دائماً من دون الحاجة إلى استخدام جهاز تحديد المواقع العالمي. كذلك تعايش خلال رحلات التجوال عبر الحدائق الوطنية أجواء طبيعية تحمل طابع الخصوصة المطلقة.

لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، إذ بإمكانك أن تقصد كثيراً من المسطحات الخضراء داخل المدن الألمانية وحولها. وطبعاً، ستتمتع باستكشاف ألمانيا بواسطة الدراجة الهوائية الصحية والصديقة للبيئة، والممتعة ببساطة. عبر المسارات المخصصة لها، تزور أهم المعالم السياحية في المدن الكبرى، فضلاً عن الطرق الرومانسية عبر الطبيعة. ولا تنسى منحدرات مزارع العنب وجبال الألب.

ألمانيا الجذابة في نظر العائلات أو المسافرين الأفراد، جذابة أيضاً في نظر الشباب، فهي متنوعة الجمال ومليئة بالتسلية، بدءاً بالمناظر الطبيعية، ومروراً بالتسوق والفنون، ووصولاً إلى المشهد الموسيقي والحياة الليلية.

توفر ألمانيا للشباب أماكن إقامة في مواقع وسط المدينة وبميزانيات معقولة. واللافت أن الإنكليزية معتمدة كلغة يتحدث بها كثيرون على نطاق واسع في جميع أنحاء البلد. وتسافر أعداد متنامية من الشباب من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن مجموعات أو مع العائلة أو الأصدقاء، إلى ألمانيا فيتمتعون بعروضها الرائعة والمتميزة، فهي لا تقدم مدناً مذهلة ومناظر طبيعية آسرة فقط، بل أيضاً مرافق تسوق جذابة، ومناطق إبداعية وحياة ليلية نابضة بالحيوية. كذلك يجد الزوار الشباب أن السفر إلى ألمانيا وحولها سهل وآمن ومعقول الأسعار.

برلين

من الصعب جداً حصر الوجهات السياحية الجذابة التي تستقطب الصغار والشباب والكبار في ألمانيا، فهي كثيرة ومتنوعة وتملك مزايا متفردة. في العاصمة الألمانية برلين مثلاً، ثمة عروض رائعة كثيرة خاصة بالعائلات وتضمن دوماً المتعة للأطفال وذويهم في آن. فيها تجد دوماً الكثير لتكتشفه، من برج التلفزيون في ساحة «الكسندر بلاتس»، وقبة البرلمان الألماني الـ{رايشستاغسكوغل» والمنطاد بالقرب من نقطة التفتيش شارلي، حيث بإمكانك مشاهدة المدينة كما تراها الطيور. كذلك تتمثل الإثارة في رحلات القوارب أو سيارة الأجرة الصغيرة ذات الثلاث عجلات (فيلو- تاكسي). أما بالنسبة إلى الذين يفضلون استخدام الدرجات الهوائية، فتنتظرهم محطات تأجير دراجات مع مقاعد مخصصة للأطفال وخوذ للحماية لأجل جولة مشتركة.

تمثل برلين أيضاً مدينة خضراء تضمّ الغابات الواسعة والحدائق العامة والمتنزهات والبحيرات والأنهار. ومن يتجوّل في أمسيات الصيف الجميلة عبر الغابات الخضراء في منطقة «غرونه فالد»، أو في المحمية الطبيعية المتمثلة في جزيرة الطاوويس «بفاون إنزل»، سينسى أنه في مدينة كبيرة يزورها ملايين السياح سنوياً.

يعد متنزه «تيرغارتن» بمنزلة رئة المدينة الخضراء، وينتمي اليوم إلى أهم المتنزهات وأكثرها شعبية في برلين، لذا يقصده دوماً جموع الزوار من أهل برلين وضيوفها، لا سيما العائلات. تلفتك أيضاً أشكال مختلفة من حدائق ومتنزهات ترفيهية، أبرزها الحديقة النباتية «بوناتيشر غارتن»، وحديقة بريتس «بريتسر غارتن»، وحديقة «كومينيوس غارتن»، والحديقة الترفيهية «مارتسان» المعروفة بحدائق العالم، وغيرها الكثير.

إلى جانب هذا الجمال الطبيعي، تشتهر برلين بكونها مدينة ثقافية وفنية بامتياز. هل ترغب في القيام برحلة عبر العصور القديمة؟ ما عليك سوى التوجه إلى «جزيرة المتاحف»، التي أدرجت على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1999. علاوة على ذلك، تعتبر برلين مدينة عالمية للموضة والتسوق. إلى جانب معارض الأزياء الشهيرة التي تُقام فيها، تزخر بشوارع تسوق ذات شهرة واسعة مثل: «كورفورستندام» أو «كودام»، وشارع «تاونتسين شتراسه». كذلك تزخر العاصمة الألمانية بمقاهٍ ومطاعم تقدم أطباقاً محلية ودولية وأنواعاً مختلفة من المشروبات اللذيذة، لدرجة أن لا أحد يفتقد هنا طبقاً يحبه! فعلاً، يدهشك التنوع والابتكار اللذان تكتشفهما في آلاف المطاعم والمقاصف والحانات والمقاهي، التي تقدم مأكولات ومشروبات تمثل مختلف الثقافات.

هامبورغ

لا يقتصر الجمال الطبيعي على مدينة ألمانية واحدة. تتميز هامبورغ الحرة الهانزية أيضاً بالخضرة الساحرة المنتشرة على مد البصر، كذلك المياه التي تعتبر أحد أهم المظاهر الفاتنة فيها. وتسحر المدينة زوارها بأكثر من 2500 جسر تمتد فوق شبكة القنوات المائية العريضة والضيقة. وتزخر بأماكن ومعالم سياحية ساحرة، وبالحيوية والنشاط.

أما ميناء هامبورغ في قلب المدينة وعلى مقربة من بحر الشمال، فيمثل نبض هامبورغ وسحرها البحري، إذ يضفي عليها بيئة بحرية فريدة من نوعها. تعود بدايات ازدهاره إلى مدينة المخازن التاريخية «شبايشر شتادت»، التي يبلغ عمرها 125 عاماً، وتعتبر أكبر مجمع للسلع، وتحتوي على أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم.

بين «شبايشر شتادت» والميناء، تجد أكبر وأهم مشروع أوروبي للتنمية الحضرية: «مدينة الميناء» (هافن سيتي)، الذي يتم إنشاؤه ليقدم مزيجاً فريداً من الثقافة والترفيه، والحياة والعمل، والتسوق والضيافة.

الماء واللون الأخضر يرافقانك أينما ذهبت في هامبورغ. إلى جانب المظاهر المائية الفاتنة كميناء هامبورغ ونهر الإلبه وبحيرة الألستر الشهيرة والقنوات المائية والجسور الساحرة، تزخر المدينة بمجموعة واسعة من المرافق الترفيهية والأنشطة المتنوعة، كمتنزه المدينة «شتادت بارك»، وحديقة «بلانتن أون بلومن»، وحديقة الحيوانات «هاغن بيك»، وبلاد العجائب المصغّرة (فوندرلاند مينياتور) التي تعتبر أكبر معرض للقطارات المصغرة في العالم، ومتحف «بانوبتيكوم» للشمع وغيرها الكثير.

ولا ننسى أيضاً أن وسط هامبورغ يزخر بشوراع وأزقة تسوق أنيقة مليئة بمحلات رفيعة المستوى، ومتاجر رائعة لبيع التحف، ومتاجر مجوهرات ثمينة، ومحلات تصميم الأثاث، ومتاجر الأطعمة اللذيذة. ومن أبرز عناوين التسوق هنا شارع «نوير فال»، وجادة «يونغفيرن شتيغ»، وشارع «مونكيبيرغ شتراسه».

شتوتغارت

أحد المدن الألمانية الأخرى الصديقة للعائلة شتوتغارت، عاصمة  ولاية بادن- فورتمبيرغ. بالإضافة إلى الآمان الذي تتميز به، توفر خيارات تسلية عدة للأطفال. لتكتشف ذلك بنفسك، ما عليك إلا زيارة حديقة الحيوانات «فيلهيلما» أو الذهاب في رحلة هادئة إلى نهر النيكار مثلاً.

تعتبر شتوتغارت مدينة خضراء أيضاً، إذ يمكنكم التجوال في متنزهاتها الستة الواسعة، أو عبر كروم العنب المنتشرة على التلال المنخفضة التي تحيط بها. كذلك ستجد العائلات القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي مطاعم متنوعة تقدم الطعام الحلال. وتزخر المدينة بقصور بديعة وبعمارة حديثة، وتتنوع معالم الجذب السياحي فيها من متاحف الفن ودور الباليه ذات المستوى العالمي إلى الحدائق الغنّاء. ولا ننسى أنها تضمّ اثنين من أفضل متاحف السيارات في العالم: «مرسيدس- بنز» و{بورشه».

أماكن التسوق تتميز بجاذبيتها في شتوتغارت أيضاً، وعلى عشاق ومتابعي الموضة عدم تفويت فرصة التسوق في متجر «بروينينغر» الرئيس في وسط المدينة. تبلغ مساحته أكثر من 40 ألف متر مربع، ويحتوي على على أكبر تشكيلة من الأحذية النسائية على مستوى ألمانيا، 40 ألف زوج من الأحذية على مساحة 2000 متر مربع، فضلاً عن قسم لعالم الجمال على مساحة 1500 متر مربع مع واحدة من قلائل الواجهات الخاصة بـ «شانيل» وواحدة من أكبر واجهات «ماك» لمستحضرات التجميل في ألمانيا.

وبالإضافة إلى التشكيلة الحصرية من الماركات، مثل: «بالينكياغا، بوتيغا فينيتا، بيربري، سيلين، كلوي، ديور، دولتشي آند غابانا، برادا، جيمي تشو، مايكل كورس، ميو ميو، فالنتينو» وغيرها الكثير.

تضمن متاجر «بروينينغر» الرائعة لمرتاديها تجارب تسوق حصرية مع مشورة فردية من خبراء ومستشاري الموضة في قياس الملابس وتفضيلات التصاميم والألوان. كذلك يساعد خبراء تجميل العملاء بشكل فردي مقدمين المشورة لهم، لا سيما في الاختيار من العلامات التجارية المتنوعة.

ولا يقتصر تميز متاجر «بروينينغر» على مجال الأزياء، بل يشمل أيضاً مرافق المأكولات الرائعة، إذ تضم مطاعم ومقاهي ومتاجر للحلويات تقدم فرصاً للراحة من التسوق، كذلك للتمتع بأرقى المأكولات والحلويات.

وتكتمل تجربة التسوق الفريدة هذه من خلال خدمات «بروينينغر» الأخرى كورشة الخياطة المحترفة، وخدمة النقل المكوكية، والتسوق المعفى من الضرائب، فضلاً عن خدمة الإنترنت اللاسلكية المجانية.

«شفارتس فالد»

أحد الأماكن الساحرة الأخرى في ألمانيا الغابة السوداء «شفارتس فالد»، التي تقدم لكم صورة طبيعية مذهلة: جبال يغطيها الضباب، وبحيرات عميقة صافية، ووديان شديدة الانحدار، وغابات كثيفة، ومروج خضراء خصبة، ومناظر خلابة تحبس الأنفاس. هذا السحر الخاص الذي تبثه الطبيعة في أبهى صورها، يترافق أيضاً مع خيارات متنوعة ومغامرات لا تنسى توفرها مرتفعات الغابة السوداء: مرافق مبيت صديقة للأطفال، وأماكن ممتعة للزيارة، ومساحات طبيعية عذرية وافرة!

«أوروبا-بارك»

أما من يبحثون عن عالم متكامل من المغامرات المثيرة والمتنوعة في ظل أجواء متفردة، فما عليهم إلا التوجه إلى الحديقة الترفيهية «أوروبا-بارك»، التي تعد أكبر مدينة للملاهي في ألمانيا وواحدة من أكثر مدن الملاهي شعبية في العالم. تقع بالقرب من الغابة السوداء، وسط ثلاث دول: ألمانيا وفرنسا وسويسرا. بمجرد أن يمعن الزائر النظر في المناطق الثلاث عشرة المصممَّة وفقَ طُرز مختلفة من بلدان أوروبية كآيسلندا واليونان والبرتغال وغيرها، سرعان ما يدرك أن «أوروبا-بارك» مكان استثنائي حقاً لتمضية العطلات، حيث يجتمع الذوق الرفيع مع الهندسة المعمارية الأصيلة وأطايب الأطباق والثروة

شركة «بروينينغر»

تأسست شركة «بروينينغر» الرائدة في مجال الأزياء وأسلوب الحياة عام 1881 على يدي إداورد بروينينغر. تشتهر متاجرها الكبيرة ذات الأقسام المتنوعة بريادتها على مستوى أوروبا وبتمتعها بأعلى المعايير في مواكبة الموضة والتركيز على العملاء منذ أكثر 135 عاماً. تملك الشركة 11 متجراً رائداً من المتاجر الكبيرة ذات الأقسام المتنوعة في أنحاء مختلفة من ألمانيا، أبرزها: المتجر الرئيس في شتوتغارت، والمتجر المميز بالقرب من قوس كو «كو-بوغن» في دوسلدورف، عاصمة ولاية «شمال الراين-وستفاليا». في هذا المتجر، الذي افتتح في دوسلدورف عام 2013 ويحمل جائزة «متجر العام 2014»، تجتمع الأزياء والأكسسوارات والجمال ونمط الحياة المميزة على مساحة 15 ألف متر مربع لتشكّل تجربة تسوق فريدة تلبي الأذواق كافة. كذلك يضم المتجر مرافق متنوعة مثل مطعم «زنجبار» الذي يضمن للضيوف سحر نسائم جزيرة «زيلت» مقدماً لهم أجواء رائعة وخيارات راقية من المأكولات.

عروض مغرية

تحرص الفنادق في ألمانيا على تقديم مجموعة عروض تجذب المزيد من العائلات إلى البلاد. علاوة على الإقامة في الفنادق الفاخرة من فئة الخمس نجوم، تتوافر في ألمانيا خيارات عدة للإقامة مثل استئجار الشقق المفروشة أو المنازل، فضلاً عن الخدمات المعدة خصيصاً لتتناسب مع احتياجات العائلات الخليجية، لا سيما أن منطقة الخليج تعد أحد الروافد المهمة في صناعة السياحة في ألمانيا، إذ شهدت الأخيرة على مدار السنوات القليلة الماضية زيادة سريعة في أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين اعتادوا على قضاء إجازاتهم فيها. ويوظف كثير من المؤسسات الألمانية والفنادق كوادر تتحدث باللغة العربية، كذلك يوفّر القنوات الفضائية العربية، ودأبت المطاعم على تقديم وجبات مستمدة من المطبخ العربي، علاوة على وجبات الطعام الحلال المنتشرة في كثير من الأماكن في ألمانيا.

برلين تشتهر بأنها مدينة ثقافية وفنية بامتياز وعاصمة عالمية للموضة والتسوق

لا تفوّت فرصة التسوق في متجر «بروينينغر» الرئيس في وسط مدينة شتوتغارت
back to top