طبول «تحرير الرقة» تُقرع... وإردوغان يوسّع «درع الفرات» لتشملها

● موسكو ترفض اتهامها بارتكاب مجازر
● الأسد يمدد «العفو» عن المسلحين وأوروبا تفرض عقوبات إضافية على 10 من ضباطه

نشر في 28-10-2016
آخر تحديث 28-10-2016 | 00:05
المدرسة التي دمرت في غارة على قرية حاس في إدلب كما بدت أمس (إي بي أيه)
المدرسة التي دمرت في غارة على قرية حاس في إدلب كما بدت أمس (إي بي أيه)
مع دخول عملية درع الفرات شهرها الثالث، قرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان توسيع نطاق مهامها في سورية لتشمل معقل تنظيم «داعش» في محافظة الرقة، بعد طرده من مدينة الباب واستعادة منبج من التحالف الكردي المدعوم من الولايات المتحدة.
بدأت طبول تحرير مدينة الرقة السورية عاصمة تنظيم «داعش» تقرع بقوة. وغداة إعلان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ونظيره البريطاني مايكل فالون أن الهجوم على الرقة سيبدأ «في الأسابيع المقبلة»، حذر القائد الأميركي الأعلى في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، أمس الأول، من أن «داعش» يخطط لعمليات خارجية إضافية «كبيرة ضد الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى من الرقة»، معتبراً أنه «من المهم تطويق الرقة بسرعة لقطع الطريق عليه».

وفي تحد للضغوط التي تزداد عليه، وبعد ساعات من إعلان واشنطن أن «وحدات حماية الشعب» الكردية ستشارك في عملية تحرير مدينة الرقة السورية، والتي ستنطلق خلال اسابيع وستبدأ بتطويق عاصمة تنظيم «داعش» وعزلها عن باقي المناطق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس أن عمليات «درع الفرات» التي تقوم بها تركيا في شمال سورية ستتوسع الى الرقة.

وقال إردوغان، في خطاب متلفز من أنقرة، «الآن نتقدم باتجاه (الباب) المدينة الواقعة تحت سيطرة (داعش)، وبعد ذلك سنتقدم باتجاه (منبج) التي يسيطر عليها تحالف قوات سورية الديمقراطية (قسد) بقيادة (وحدات حماية الشعب) الكردية المدعومة أميركياً، ومن ثم باتجاه (الرقة)».

وأوضح إردوغان أنه أطلع نظيره الأميركي باراك أوباما على خططه، خلال محادثة هاتفية أمس الأول، مكرراً معارضته مشاركة حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» الذراع السياسية لـ «وحدات حماية الشعب» في المعارك وعدم التفريق بين عناصره و»داعش» فجميعهم «إرهابيون»، مضيفاً: «دخلنا جرابلس للقضاء على التنظيمات الإرهابية، والآن بدأ السوريون بالعودة إليها وعادت الحياة إلى طبيعتها».

وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن أوباما شدد على ضرورة «التعاون الوثيق بين واشنطن وأنقرة لمواصلة الضغط على (داعش) للحد من تهديداته للولايات المتحدة وأماكن أخرى»، وشكر «مساهمة تركيا، حليفتنا في حلف شمال الأطلسي، خصوصاً دعم القوات المحلية السورية الذي سمح بالتخلص من التنظيم على الحدود التركية».

وكشف وزير الدفاع التركي فكري إيشيق، أمس، عن طلب بلاده من الولايات المتحدة ألا تدع «الوحدات» تدخل الرقة، مبيناً أنها مستعدة لتقديم الدعم العسكري اللازم لاستعادتها.

سجال قاس

إلى ذلك، حملت روسيا بشدة على منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، الذي ندد بالغارات على حلب الشرقية، معتبراً أنها خطة لتفريغ المدينة من سكانها و»تبعاتها كانت مرعبة».

وندد أوبراين، أمام مجلس الأمن بالتكتيك المتبع لطرد السكان تحت «التهديد بالهلاك». وقال إن «المدنيين يتعرضون للقصف من قبل القوات السورية والروسية، وفي حال بقوا على قيد الحياة، يموتون من الجوع غداً».

واتهم السفير الروسي فيتالي تشوركين أوبراين بالإدلاء بـ»تصريح معيب» والظهور كـ»متعجرف»، رافضاً السماح بـ»الوعظ كما في الكنيسة»، قائلاً: «عليكم كتابة رواية».

وانتقد السفير الروسي عدم ذكر أوبراين، في تقرير، أن «ثمانية أيام مرت في الواقع من دون قصف» رغم انتهاء الهدنة رسميا. وعلى الفور، سعت السفيرة الأميركية سامانثا باور ونظيراها البريطاني والفرنسي لمساعدة أوبراين. وسخرت باور بالقول «ليس لدينا الحق بالثناء حين نتوقف عن ارتكاب جرائم حرب لمدة يوم أو أسبوع».

اجتماع ثلاثي

وفي حين أعلنت وزارة الخارجية الايرانية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيتوجه اليوم الى موسكو لعقد اجتماع مع نظيريه الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم لدراسة الوضع في سورية، رفضت وزارة الخارجية الروسية تلميحات من حلف شمال الأطلسي بأن المجموعة البحرية المتجهة إلى السواحل هذا البلد ستشارك في قصف حلب ووصفتها بأنها سخيفة.

وأشارت الوزارة إلى أن سلاح الجو الروسي لم يقم بأي حملات قصف في حلب منذ تسعة أيام، الأمر الذي شكك المرصد السوري لحقوق الإنسان فيه، مشدداً على أن المدينة تتعرض لضربات جوية منذ انتهت الهدنة يوم السبت الماضي.

مهمة «الكيماوي»

كذلك تحفظ تشوركين على الاقتراح الأميركي بتمديد مهمة خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في استخدام أسلحة كيماوية في سورية لمدة عام، بعدما اتهم هؤلاء دمشق باللجوء الى هذا النوع من الاسلحة ثلاث مرات خلال النزاع.

في السياق، أعلن مندوب نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة جيرارد فان بوهمن عن «تعليق العمل على مشروع قرار قدمه سابقا إلى مجلس الأمن من أجل وقف القتال في حلب، بسبب تناقض لا يمكن تجاوزه بين مواقف روسيا والدول الغربية».

وأوضح بوهمن أن «محاولات تنسيق نص المشروع، وصلت إلى طريق مسدود، مشددا على أن «ذلك أدى مجدداً إلى فشل المساعي للتوصل إلى اتفاق حول اتخاذ إجراءات مشتركة فعالة».

ومع ارتفاع ضحايا التصعيد في محافظة إدلب إلى 35 قتيلاً، نددت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بمقتل 22 طفلاً في غارات على مدرستين ببلدة حاس في الريف الجنوبي. واعتبر المدير العام للمنظمة أنتوني لايك أن هذه الضربة قد تكون «الهجوم الأكثر دموية ضد مدرسة منذ بداية الحرب» في سورية قبل خمسة أعوام ونصف العام.

من ناحيتها نفت موسكو ضرب المدرسة في تلميح الى أن النظام هو من قصفها.

عقوبات وعفو

وتزامناً مع إعلانه عن «تمديد فترة العفو عن المسلحين الذين يقومون بتسليم أنفسهم خلال 3 أشهر من صدور المرسوم»، فرض الاتحاد الأوروبي أمس عقوبات اضافية على نظام الرئيس بشار الأسد شملت عشرة من كبار ضباط الجيش وشخصيات من الصف الأول متهمين بالمشاركة في «القمع العنيف الذي يمارس ضد المدنيين»، موضحاً أن هذه العقوبات ترفع الى 217 عدد المسؤولين السوريين الممنوعين من دخول أوروبا وتقرر تجميد أصولهم.

بوتين: إدارة الرئيس الأميركي لا تلتزم بأي اتفاق

اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أنه من الصعب بالنسبة له العمل مع إدارة نظيره الأميركي الحالي باراك أوباما لأنها لم تلتزم بأي اتفاقات، وخصوصاً بشأن سورية، مبدياً استعداده للحوار مع أي رئيس جديد سيختاره الشعب الأميركي وسيبحث معه أي مشكلة.

وشدد بوتين على أن روسيا تلتزم ضبط النفس في سورية لكنها قد تفقد صبرها وترد بطريقة أو بأخرى على تصرفات، لم يحددها، موضحاً أنه لا خيار أمامها سوى تطهير ما أسماه "بوكر الإرهابيين" في مدينة حلب.

وقال إن وضع الضحايا المدنيين في الصراعات لا بد أن يثير الأسى في كل مكان، وليس في حلب فحسب، مشيرا إلى المدنيين الذين قتلوا حول الموصل بالعراق.

back to top