حلفاء الأسد يرسمون خطاً أحمر لأنقرة ويجتمعون في موسكو

• إردوغان: لسنا معنيين بحلب
• غارات على إدلب ومقتل أطفال بعد قصف مدرستين

نشر في 27-10-2016
آخر تحديث 27-10-2016 | 00:04
جندي سوري يراقب تحركات المعارضة من قمة تل بازو شمال خان طومان أمس الأول  (أ ف ب)
جندي سوري يراقب تحركات المعارضة من قمة تل بازو شمال خان طومان أمس الأول (أ ف ب)
مع إعلان موسكو استعدادها لاستئناف الهدنة في حلب الشرقية شرط حصولها على ضمانات دولية تشمل إخلاء الجرحى والمدنيين من المنطقة المحاصرة، دقت طبول حرب بين دمشق وأنقرة، مع استهداف قوات الرئيس بشار الأسد، لأول مرة، فصائل الجيش الحر المنضوية في عملية "درع الفرات" التركية في شمال أكبر مدن سورية وعاصمتها التجارية سابقاً.
بعد تهديد جيش الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي بإسقاط أي طائرة عسكرية تركية تدخل مجاله الجوي، هدد قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية للنظام أنقرة أمس من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب، مشددا على أن أي محاولة سيتم التعامل معها "بحزم وقوة".

وفي تصريح مكتوب، قال القائد، الذي لم يكشف عن اسمه أو جنسيته أو انتمائه، إن أي تقدم سيمثل "تجاوزا للخطوط الحمراء وسيرد عليه بالرد القوي والمناسب"، مضيفاً: "إننا لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لتنظيم داعش للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء"، التي تدعم الأسد، وتشمل ميليشيا "حزب الله" اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني.

وفي وقت سابق، شن طيران النظام لأول مرة هجوماً على الفصائل المشاركة في عملية "درع الفرات" الموالية لأنقرة في بلدات تل جيجان وكسارة وتل المضيق، تزامنا مع إطلاق "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بقيادة "وحدات حماية الشعب" الكردية، المدعومة أميركيا، عملية عسكرية لمنع المعارضة من التقدم باتجاه مدينة الباب.

وعلى الفور، رد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن "أنقرة لن توقف عملياتها داخل سورية"، متهما قوات الأسد بمواصلة قصف مقاتلي المعارضة وليس "داعش".

وجود تركيا

ولاحقا، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن "تركيا ستكون موجودة في كل تطور يحصل في سورية والعراق، ونحن عازمون على الوقوف بجانب إخوتنا في هاتين الدولتين، وسندعمهم بقوتنا العسكرية والدبلوماسية"، مطمئنا بأنه لا يعتزم أن يمد العمليات العسكرية إلى مدينة حلب، لأنها "ملك لأهلها"، وهدفه تأمين مدينتي الباب ومنبج.

وأضاف إردوغان، في اجتماع المخاتير بالمجمع الرئاسي في أنقرة، "قدمنا الدعم للجيش الحر، وتمكنا من تطهير مدينة جرابلس وعاد سكانها إليها"، مؤكدا "الاستمرار في عملية درع الفرات رغم محاولة داعش وحزب العمال الكردستاني منعنا من التقدم، حتى وضع أهالي حلب في مأمن بمدينتهم".

هدنة بضمانات

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس استعداد موسكو ودمشق لاستئناف الهدنة الإنسانية بحلب بعد الحصول على ضمانات منظمات دولية حول إخلاء الجرحى والمدنيين من المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.

وجاء في بيان صدر عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أن "القوات الجوية الروسية والسورية تلتزم على مدى ثمانية أيام بحظر التحليقات على بعد أقل من 10 كيلومترات من مدينة حلب. وهناك ستة ممرات إنسانية وكذلك نقاط لتوزيع وجبات غذائية ومساعدات طبية أولية فتحت للمدنيين النازحين من الأحياء الشرقية لحلب على مدار 24 ساعة".

المعلم بموسكو

وبينما أصدر الأسد مرسوما يقضي بتعيين محمد إبراهيم سمرة محافظاً لدير الزور، أفادت وزارة الخارجية بأن وزير الخارجية وليد المعلم سيزور موسكو بدءا من اليوم حتى السبت، لبحث الوضع في حلب وسير العمليات العسكرية، مشيرة إلى أنه سيجري مباحثات غدا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي طالب الأمم المتحدة بتحرك "حازم" لإجلاء الجرحى من حلب الشرقية.

وفي اليوم نفسه، سيجري لافروف مباحثات مع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف في موسكو، بحسب وزارة الخارجية، التي أوضحت أن اللقاء سيتناول الأوضاع في سورية والعراق، إضافة إلى تعزيز التعاون في الشرق الأوسط.

حظر جوي

وفي واشنطن، أعلنت وزيرة سلاح الجو ديبورا لي جيمس أن "بلادها تمتلك التجربة المطلوبة لإنشاء منطقة حظر جوي في سورية، إذا تطلب الأمر ذلك"، مؤكدة أنه "رغم أن الأمر في منتهى الصعوبة فإن القوات الأميركية تعرف كيف يمكن جمع المكونات والتخطيط وتطبيق ذلك بالتعاون مع شركائنا في التحالف الدولي".

وفي وقت سابق، كشف مدير الاستخبارات الأميركية، جيمس كلابر، خلال جلسة نظمها مجلس العلاقات الدولية في نيويورك أمس الأول، أن الولايات المتحدة تأخذ "على محمل الجد" أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سورية، مؤكدا أن "الروس نشروها من أجل استخدامها، وسيسقطون أي طائرة أميركية إذا اعتقدوا أنها تشكل خطراً على قواتهم فى الأرض".

تدمير إدلب

في غضون ذلك، واصلت الطائرات الروسية قصف محافظة إدلب، إذ استهدفت أمس قرية حاس في الريف الجنوبي، ما أسفر عن مقتل 22 مدنيا بينهم 7 اطفال من تلاميذ مدرستين طالتهما الغارات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقبل ساعات، أحصى المرصد مقتل 16 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال، جراء غارات مماثلة استهدفت مدينة خان شيخون وبلدة كفرتخاريم، كما تسبب قصف بالصواريخ الفراغية على بلدة كفرعويد في منطقة جبل الزاوية في مقتل رجل وامرأة وإصابة آخرين بالأحياء السكنية في مدينة معرة مصرين.

الأسطول الروسي لن يتوقف في إسبانيا

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، أمس، أن روسيا سحبت طلب السماح لأسطولها الحربي المتجه إلى سورية بالتوقف في مرفأ سبتة للتموين، بعد تعرض إسبانيا لضغوط لرفض الطلب.

ويرصد حلف شمال الأطلسي، الذي عبر عن مخاوفه من أن تستخدم القطع البحرية المتجهة إلى سورية في استهداف المدنيين في حلب، تحرك حاملة الطائرات الروسية الوحيدة وتشكيل عسكري مرافق لها يضم 7 قطع عبرت القنال الإنكليزي يوم الجمعة في طريقه إلى شرق البحر المتوسط.

وفي وقت سابق، أعلنت "الخارجية الإسبانية" أن الحكومة عكفت على دراسة طلبين الأول من السلطات الروسية لتزيد مجموعة السفن الروسية بالوقود من جيب سبتة، والثاني تلقته من حلفائها لوقف العملية.

back to top