«الفرق المستقلة» في مصر... شهرة واسعة وأزمات إنتاجية

نشر في 27-10-2016
آخر تحديث 27-10-2016 | 00:00
وسط البلد
وسط البلد
تحمل أشكال الموسيقى البديلة صدى كبيراً لدى الشباب في شارع الفن المصري، خصوصاً بعدما خرجت عن آليات السوق التجاري، واعتمدت كلمات وأسلوباً مختلفين ومضموناً مغايراً.
حول الموسيقى البديلة، ونشاط الفرق المستقلة تدور السطور التالية.
شهدت الساحة الغنائية في مصر أخيراً حركة موسيقية بديلة ملحوظة، وإقبالاً عريضاً من الشباب على حفلات بعض أشهر الفرق، وبات ينافس سوق الغناء سوق آخر من «الموسيقى المستقلة»، ينتظر الجمهور منه إصدار ألبومات وأغان منفردة، ما شكّل مناخاً تنافسياً على احتلال الصدارة.

«وسط البلد» أول فرقة مصرية مستقلة، كانت بدايتها الفنية عام 1999، وكانت العثرات المادية سبب تأخرها عن الظهور لفترات طويلة. تدرّب أعضاؤها وعزفوا أغانيهم في مقاهي وسط القاهرة وشوارعه، وسرعان ما حققوا شهرة واسعة ونجاحاً استقطب شريحة كبيرة من الشباب، إذ اعتمدت أغانيهم على خليط من أنواع موسيقية مختلفة مثل «الجاز» و«الجيبسي» و«الشرقي» و«الروك».

وصدرت ألبومات للفرقة عام 2007، وفي عام 2011 أطلقوا «روبابكيا»، ثم «كراكيب» الذي حاز نجاحاً واسعاً عام 2014.

الفنان هاني عادل، أحد أعضاء «وسط البلد»، يرجع التباعد بين إصدار الألبومات إلى «أمور تتعلق بالإنتاج والتمويل، لأن هدفنا الظهور بالشكل الذي يرضينا»، خصوصاً أنهم يتحمّلون مسؤولية الإنتاج، و«هي أمور تحتاج إلى وقت رغم أنه يمكن لأي فنان استخدام البرامج على الكمبيوتر ليصنع أغنية، ويصورها في غرفته مثلاً، وينشرها على الإنترنت. وفي فترة قليلة يجني ردود فعل حولها»، مشيراً إلى أن سرهم في الصداقة بينهم، وأن كثرة الأغاني ليس أمراً مطلوباً، بل المهم الجودة وإرضاء الجمهور.

هاني يؤكد قرب صدور ألبوم جديد للفرقة، بعد غياب أكثر من عامين، منذ إصدارهم «كراكيب» عام 2014، مشيراً إلى أن جديدهم سيحمل ألواناً مختلفة من الكلمات والموسيقى، وأنهم يعملون عليه منذ عام تقريباً.

«كايروكي»

إحدى الفرق التي تحتل شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة «كايروكي» بقيادة كل من أمير عيد وشريف الهواري. عزّزت مكانتها في بداية ثورة 25 يناير بأغنية «صوت الحرية»، التي عرضت تزامناً مع تنحي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ومنها كان انطلاق عدد من الألبومات الخاصة، وكليبات عدة نالت إعجاب كثيرين، وأصبحت الفرقة تحتل مراتب متقدمة لدى الجمهور.

ويقول أمير عيد، عضو «كايروكي»: «رغم انتشار هذا النوع من الموسيقى واستقراره بعض الشيء لدى الجمهور، ما زال بعض أنواع الموسيقى والكلمات والأغاني يواجه معاناة في الوصول إلى الجمهور»، مضيفاً: «على سبيل المثال أغنية «السكة شمال» واجهت مشاكل رقابية كبيرة»، ما دفعهم إلى تأسيس شركة إنتاج خاصة بهم ليتمكنوا من الإنتاج لنفسهم بطريقتهم المختلفة. يتابع: «أما التوزيع في مصر والشرق الأوسط، فالمسؤول عنه شركة Music Sound، ونحن الفرقة الوحيدة في الشرق الأوسط كله التي تتعامل معها هذه الشركة، وهي خطوة جيدة لنا، لأننا في النهاية نريد إيصال رسالتنا وأغانينا إلى الجماهير كافة وعلى نطاق واسع».

ويواصل أمير: «سبب إنتاجنا المستقل لأعمالنا أن شركات الإنتاج في مصر أصبحت شبه غائبة، غير أننا محظوظون كصانعي موسيقى مستقلة بوجود الأستوديو الخاص بنا، حيث نكتب كلمات الأغاني، ونلحنها، ونوزّعها لأنفسنا، كذلك نستثمر أموالنا في توفير أمور تساعد الفرقة كي تحافظ على اعتمادها على نفسها في كل شيء».

«مسار إجباري»

على الساحة أيضاً تحضر بقوة «مسار إجباري» الحاصلة على جائزة «ميوزيك أورد» كأحسن فرقة لعام 2014، وكرِّمت في مقر مؤسسة اليونيسكو بباريس.

تأسست عام 2005، وانطلقت من مكتبة الإسكندرية، مقدمةً موسيقى تعبّر عن المجتمع والحوادث، بالإضافة إلى التراث الغنائي المصري مع موسيقى الروك.

واختار أعضاء «مسار إجباري» هذا الاسم نوعاً من الاعتراض على القيود التي يفرضها المجتمع على حرية الرأي والتعبير وتضييق المساحة على الإبداع والابتكار، وكان للعازف الفرنسي بينوا فابري فضل في تأسيس الفرقة عندما كان مقيماً في الإسكندرية، بحسب أحد أعضائها هاني الدقاق.

وعن المعوقات التي تواجه الموسيقى التي تندرج تحت مسمى «الاند غروند»، يقول إنها لا تكمن في المنافسة مع الفرق الأخرى، بل في الإنتاج بوصفه أكبر مشكلة، لأنه يضمن الاستمرارية أو عدمها، إذ لا يمكن الاعتماد على الحفلات فحسب، إنما لا بد من التعاقد مع شركات إنتاج لأجل إطلاق الألبومات وعدم تعثرها.

«بلاك تيما»

أما «بلاك تيما» فتحظى بشعبية كبيرة داخل مصر، وهي إحدى أنجح الفرق في الساحة. تأسست عام 2004، ورغم ذلك لم تصدر إلا ألبومين فقط. أمير صلاح الدين أحد أعضائها يرجع السبب إلى «الأزمة الإنتاجية وصعوبات الإنتاج التي دائماً ما تكون أقوى الأسباب، بالإضافة إلى اعتمادنا الذي كان وما زال على الحفلات الغنائية». ويتابع: «بالإضافة إلى رفضنا الانضمام إلى شركات إنتاج حتى لا يتحكّم أحد في اختياراتنا». أما عن الألبوم الجديد، فأكّد أنهم في صدد إنتاجه راهناً.

«شارمو فرز»

استكمالاً للموسيقى المُختلفة، تسيطر «شارمو فرز» على قطاع كبير من الجمهور في مصر، ويصنفها البعض بالأكثر طلباً بين الفرق الموسيقية المستقلة. انطلقت بعضوين فقط هما مو العرقان وأحمد بهاء، ثم بدأت تكبر بانضمام أعضاء جدد على مدار عام كامل إليها، ولكن يبقى كل من مو وبهاء صاحبي أكبر رصيد من الغرائب التي تليق بالـ «شارموفرز».

واعتمدت الفرقة على سياسة الأغاني المنفردة مع الجمهور عبر الإنترنت بسبب المشاكل المادية، ذلك قبل أن تطلق أول ألبوماتها «بار انويا».

«مسار إجباري» سجلت حضوراً مميزاً في الساحة الغنائية وحصلت على جائزة «ميوزك أورد» لعام 2014
back to top