«الحشد» لعزل الموصل عن سورية... وتركيا تلوح بعمل بري

● «داعش» يفخخ الجسور ويتحصن يمين المدينة
● اجتماع باريس يركز على معركة الرقة

نشر في 26-10-2016
آخر تحديث 26-10-2016 | 00:05
نازحون عراقيون ينتظرون دورهم للحصول على مساعدات أممية أمس في قرية إبراهيم الخليل بقضاء الحمدانية على بعد كليومترات قليلة من الموصل  (رويترز)
نازحون عراقيون ينتظرون دورهم للحصول على مساعدات أممية أمس في قرية إبراهيم الخليل بقضاء الحمدانية على بعد كليومترات قليلة من الموصل (رويترز)
دخلت قوات الحشد الشعبي الشيعية معركة الموصل فعلياً، وبدأت الاحتشاد على الجبهات الجنوبية والغربية، وقد كلفت عزل المدينة عن الحدود مع سورية لقطع الطريق على مقاتلي داعش، الذين سيحاولون الفرار إلى الرقة أو استقدام تعزيزات إلى العراق.
مع دخول عمليات تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمال العراق، أسبوعها الثاني، وتحقيق القوات العراقية المشتركة (الجيش والبيشمركة والشرطة الاتحادية)، تقدماً قياسياً في محيط مدينة الموصل خصوصاً من الشرق والجنوب، بدأ مقاتلو «داعش» تفخيخ الجسور والطرقات الرئيسية في المدينة، وانتقلوا إلى الناحية اليمنى منها للتحصن هناك، بالتزامن مع استقدام التنظيم مئات المقاتلين من سورية.

«الحشد»

وفي تطور بدأ تلوح بوادره منذ أيام في الأفق، أكد المتحدث باسم ميليشيا «عصائب أهل الحق» المنضوية في «الحشد الشعبي» جواد الطيباوي أمس، أن قوات «الحشد» كلفت استعادة السيطرة على بلدة تلعفر ومنع عناصر تنظيم «داعش» من الفرار من الموصل غرباً باتجاه سورية.

وقال الطيباوي، إن «قيادة الحشد الشعبي كلفتناً رسمياً تولي مهمة تحرير قضاء تلعفر».

وأكد أن «مهمة الحشد الشعبي تكمن في منع هروب الدواعش باتجاه سورية، وعزل الموصل كاملة عن سورية»، مضيفاً: «نتوقع أن تكون المعركة صعبة وشرسة لأنها تحاول قطع الجهة الغربية ومنع هروب الدواعش وتمزيق أشتاتهم»، مبيناً: «إذا ضغطت المحاور الأخرى فإنهم سيلجأون إلى الغرب باتجاه سورية، التي تشترك مع الموصل بحدود طويلة وشاسعة».

وأكد الطيباوي أنه «سنحول هذا المحور إلى صيد للدواعش»، مضيفاً، أن «هذه المهمة تحتاج إلى إرادة قتالية قوية، ونحن لدينا هذه الإرادة، التي تؤهلنا للانتصار على داعش ودحره، هذا ما نثبته في التجربة وسنفاجئ الأعداء بانطلاق ساعة الصفر».

وفي السياق، أفاد مصدر أمني في محافظة نينوى أمس، بأن الأمين العام لـ«منظمة بدر» القيادي البارز في «الحشد» هادي العامري وصل على رأس آلاف المقاتلين من بدر إلى المحورين الجنوبي والغربي للموصل.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «هذه القوات أكملت العدة والعدد للاشتراك بعملية تحرير المحافظة ضمن الأهداف المرسومة لها».

تركيا تصعد

وبالتزامن، عاد التوتر بين أنقرة وبغداد إلى الواجهة. فقد هددت تركيا أمس، بشن عملية برية في العراق لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، الذي يوجد مقاتلوه في مناطق عدة من شمال العراق.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إن بلاده مستعدة لشن هجوم بري إذا ما شعرت بتهديد من التطورات هناك.

واتهم وزير الخارجية الحكومة المركزية في بغداد «بربط نفسها بمنظمة إرهابية»، قائلاً، إن بلاده ستتخذ «كل ما تراه من إجراءات ضرورية» لحماية جنودها المتمركزين في معسكر بعشيقة القريب من الموصل.

وأكد الوزير التركي أنه «إذا وقع تهديد لتركيا من العراق فسنستخدم كل مواردنا وحقوقنا بما في ذلك عملية برية»، مضيفاً: «لا نقول ذلك للعراقيين وحدهم لكن للولايات المتحدة وكل الدول المشاركة في التحالف ولحكومة شمال العراق».

وتقول تركيا إن لديها مسؤولية في حماية التركمان والعرب السنة الذين يعيشون في المنطقة المحيطة بالموصل التي كانت جزءاً من الامبراطورية العثمانية.

الجبوري يزور الجبهة

في السياق، وصل رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري على رأس وفد برلماني كبير، أمس، إلى قواطع العمليات العسكرية في ناحية القيارة جنوبي الموصل. وقال الجبوري في كلمة، إن تحرير الموصل قد تكون بداية لحوار وطني جاد.

الرطبة وكركوك

واستعادت القوات الحكومية العراقية، أمس، السيطرة على مدينة الرطبة وهي مركز قضاء يحمل الاسم نفسه في محافظة الأنبار بعد هجوم مفاجئ لـ«داعش» الأحد الماضي، تمكن التنظيم خلاله من السيطرة على مبانٍ في المدينة.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان السلطات في محافظة كركوك، عن قتل أكثر من 80 «داعشي» بعد هجوم مفاجئ لـ«داعش»، جاء في إطار استراتيجيته لتشتيت معركة الموصل. وشن التنظيم أيضاً هجوماً فاشلاً على منطقة سنجار، تمكنت قوات البيشمركة الكردية من صده.

عقاب جماعي

وأعربت الأمم المتحدة، أمس، عن قلقها من تعرض العرب لعقاب جماعي في كركوك، قائلة، إن السلطات الكردية أجبرت 250 عائلة نازحة من العرب السنة على مغادرة كركوك بعد هجوم «داعش».

وكان رئيس ائتلاف «العربية» صالح المطلك حذر من تهجير العرب السنة من المدينة، التي تسكنها غالبية كردية ومن التركمان الشيعة.

اجتماع باريس

في سياق آخر، ركز اجتماع باريس لوزراء دفاع 13 دولة مشاركة في التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش» على سير العمليات العكسرية في الموصل وضرورة التحضير لمعركة الرقة بالإضافة إلى الوضع السياسي ما بعد التحرير.

ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، خلال افتتاح الاجتماع إلى «استباق تبعات سقوط الموصل»، محذراً بصورة خاصة من «عودة المقاتلين الأجانب» إلى بلادهم أو انكفائهم إلى مدينة الرقة في سورية.

وشدد هولاند أيضاً على أن «التحدي هو المستقبل السياسي لهذه المدينة وللمنطقة وللعراق»، مؤكداً ضرورة أن تتمثل «جميع المجموعات الاثنية والدينية» في الإدارة المقبلة للمدينة ذات الغالبية السنية.

ماكغورك

من ناحيته، أكد مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك أمس، أن وجود القوات التركية في العراق ليس جزءاً من التحالف الدولي.

وبشأن حزب العمال الكردستاني، شدد ماكغورك على أن «منظمة الـ بي كي كي إرهابية وهي تقاتل تركيا»، مشيراً إلى أن «هذه المنظمة مدعاة قلق لحكومة إقليم كردستان».

وشدد على أنه «يجب التعاطي مع هذا الأمر، لأن تركيا قلقة من وجود هذه المنظمة في العراق».

ابن خالة صدام بين مهاجمي كركوك

أعلنت مديرية شرطة الأقضية والنواحي في محافظة كركوك أمس، عن اعتقال ابن خالة صدام حسين جنوب المحافظة، مضيفة أنه أحد المشاركين في الهجوم المباغت الذي شنه 100 مقاتل «داعشي» على المدينة أخيراً.

وقال مدير الشرطة العميد سرحد قادر، إن الرجل يدعى نزار حمود عبدالغني، مضيفاً أنه كان أنه كان ضابطاً في جهاز الأمن الخاص بصدام.

الأمم المتحدة تحذر من عقاب جماعي لعرب كركوك والمطلك يشكو من «تهجير»
back to top