مع نقص الفيتامين D... ما المخاطر التي تواجهينها؟

نشر في 26-10-2016
آخر تحديث 26-10-2016 | 00:03
No Image Caption
بين شهري نوفمبر ومارس، لا تكون الأشعة فوق البنفسجية (نور الشمس) قوية بحيث تكفي لإنتاج الفيتامين D بواسطة البشرة. نتيجة لذلك، تشعرين بالتعب المفرط خلال الشتاء.
نتحدث عن نقص الفيتامين D في حالة مَن لا يعانون أي مشاكل صحية أخرى، مع أن معدل هذا الفيتامين في دمهم منخفض إلى ما دون العشرين نانوغراماً في المليلتر. ويجمع كل الخبراء على دقة هذا المعدل. ولكن عندما يتدنى معدل الفيتامين D إلى ما دون العشرة إلى الاثني عشر نانوغراماً في المليلتر، يتحوّل هذا النقص إلى عوز، إلا أن هذه الحالة نادرة جداً وتصيب المتقدمين في السن عموماً الذين يعانون أمراضاً مثل القصور الكلوي.

رابط محتمل مع أمراض أخرى

يساهم الفيتامين D في بناء عظام متينة. ولكن هل يجب أن نخشى النقص فيه D بعد مرحلة النمو؟ يؤكد الخبراء أنّ هذا النقص لا يولد في فصل شتاءٍ واحد. لكن تراجع الفيتامين D في الجسم يحدّ من كثافة العظم بعد تخطّي الخمسين من العمر. أما قبل هذه السن، فلا تتوافر لدينا الدراسات الضرورية لمعرفة تأثير هذا النقص. بالإضافة إلى ذلك، من الصعب تقييم السرعة التي تخسر فيها العظام كثافتها لأنها تختلف كثيراً باختلاف الأشخاص.

علاوة على ذلك، يسبّب النقص في الفيتامين D ضعفاً في العضلات، ما يعرّض عدداً كبيراً من المسنين لخطر السقوط. كذلك ترتبط أمراض عدة به. ففي فصل الشتاء، يكون هذا النقص أحد أسباب ارتفاع الأمراض التنفسية المعدية. فضلاً عن ذلك، أظهر بعض الدراسات ارتفاع خطر الإصابة بمتلازمة تسبب الخرف، وخصوصاً الألزهايمر، عند التعرض لعوز الفيتامين D.

يرتبط نقص الفيتامين D أيضاً بعود من أنواع السرطان، مثل القولون، الثدي، البنكرياس، والبروستات. على نحو مماثل، يشير بعض الدراسات إلى علاقة بين نقص الفيتامين D وتنامي خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية. لكن هذا الرابط لا يعني علاقة سببية. فما زال على الباحثين إثبات أن نقص الفيتامين D يؤدي دوراً في ظهور كل هذه الأمراض. فلعل هذا النقص أحد نتائجها لا أسبابها. بالإضافة إلى ذلك لا تسمح الدراسات الراهنة بتحديد ما إذا كان تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين D يقي من الأمراض.

مَن يجب أن يتناول المكملات؟

يُنصح بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين D بعد سن الخامسة والستين لأنها تساهم في تفادي السقوط والتعرّض لكسور غير كسور فقرات الظهر. على نحوٍ مماثل، تُعتبر هذه المكملات الغذائية مفيدة للنساء في سن اليأس لأن العلاجات الهرمونية لا تعمل بالفاعلية المرجوة عندما تعاني المرأة نقصاً في الفيتامين D. كذلك يوصى بالمكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين D لمن يعانون زيادةً في الوزن، يملكون بشرة داكنة، لا يمضون فترات كافية في الخارج خلال فصل الصيف، يرتدون ملابس تغطي كامل جسمهم، أو يتبعون حمية لأن هؤلاء يعانون غالباً نقصاً في هذا الفيتامين، وخصوصاً في فصل الشتاء.

وماذا عن الآخرين؟ ينصح بعض الأطباء بتناول مكملات غذائية تحتوي على الفيتامين D في مطلق الأحوال، وخصوصاً إن كنت تشكين في أنك تعانين نقصاً فيه. يقول أحد الأطباء: {من الغباء ألا نسعى لتصحيح نقص، ولو لم نكن أكيدين منه. فقد تبين أن تناول الفيتامين D لا يؤدي إلى أي تأثيرات سلبية مضرة}. لكن أطباء آخرين لا يؤيدون هذه الفكرة، وينصحون بمكملات الفيتامين D الغذائية للمجموعات التي تُعتبر أكثر عرضة لهذا النقص فحسب. فلا جدوى من إعطاء هذه المكملات لمن لا يعانون نقصاً أو عوزاً لأن ما من أدلة على أنها تعود عليهم بفائدة.

جرعة مفيدة دوماً

تحدد السلطات الصحية جرعة الفيتامين D الضرورية التي تعود بالفائدة على بعض الفئات: الأطفال الذين يعانون الكساح، البالغون الذين يعتقد الأطباء أنهم مصابون بلين العظم، مَن يخضعون لزراعة كلية أو لجراحة خفض الوزن، والمسنون الذين يتعرضون للسقوط المتكرّر. أما في حالة الفئات الأخرى، فما من جرعةٍ رسمية محدّدة، ما يعني أن برامج التأمين لا تغطّي هذه المكمّلات. بالإضافة إلى ذلك، لا مجال لمعرفة الجرعة المثالية التي تساعدك في تفادي مرض ما أو الحد من تقدّمه. كذلك لا نعرف يقيناً ما إذا كانت المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين D تعود على الإنسان بفائدة، ما لم يكن مصاباً بأمراض ترتبط بالعضلات أو الهيكل العظمي. فضلاً عن ذلك، لن نتمكن، في ظل غياب جرعة محددة، من رفع مستويات الفيتامين D إلى الهامش المرجو، أي بين 20 و60 نانوغراماً في المليلتر. ويشدّد الأطباء على أهمية الجرعة لأنّنا ما زلنا نجهل التأثيرات السلبية التي قد تنجم على الأمد الطويل عن تخطي المعدل الطبيعي من الفيتامين D.

أما إذا كنت تودين تفادي نقص الفيتامين، وخصوصاً خلال فصل الشتاء، فإليك ثلاثة حلول: تناولي مشتقات الحليب المدعمة بالفيتامين D. يكفي أن تستهلكي اثنين منها يومياً للحصول على الكمية الضرورية من هذا الفيتامين. أكثري أيضاً من السمك الدهني، صفار البيض، أو الفطر لأنها غنية بالفيتامين D. وأخيراً، يستطيع الطبيب أن يصف لك أمبولات من الفيتامين D. يشمل هذا العلاج عموماً 3 أمبولات تحتوي على 80000 إلى 100000 وحدة دولية. ولكن يجب أن تفصل بينها فترة لا تقل عن شهرين إلى ثلاثة أشهر. أضيفي إلى ذلك المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين D والتي تُباع من دون وصفة طبية في الصيدليات.

النساء الحوامل

يوصى بتناول مكملات فيتامين D الغذائية طوال السنة للنساء الحوامل والمرضعات، والأولاد الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات، والمسنين الذين يعيشون في دور الرعاية.

تناول الفيتامين D لا يؤدي إلى أي تأثيرات سلبية مضرة
back to top